الشيطان على دراية بنقاط ضعفك !!
4 يناير 2012   //   By:   //   الجان من هو وحقائقه   //   No Comment   //   2101 Views

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..

نرجع لأول اتصال روحانى بين آدم عليه السلام وبين إبليس ـ أعاذنا منه ومن صوته وخيله ورجله ـ نجد أن الشيطان على دراية بما يفعله مع ابن آدم وعلى معرفة بنقاط ضعفه وهاكم الدليل :

1 ) أنه حرّك فى آدم عليه السلام غريزة الفضول وحب البقاء والخلود واستغلها فى إقناعه بمخالفة أمر ربه تعالى كما فى سورة البقرة (( .. ولا تقرَبا هَذه الشجرةَ فتكُونـا منَ الظالمين )) وهذا المنع يسبب محاولات لمعرفة سبب المنع وهذه المحاولات التي تدخل تحت بند حب المعرفة جعلت آدم – عليـه الصلاة والسلام – يتقبـل مـن يدلـه عـلى السـبب فاسـتغل إبليس هذه الظاهرة وقال كما فى سورة الأعراف (( فوَسوَس لهُما الشّـيطَانُ لِيُبـديَ لهمـا مـا وُرىَ عنهما من سؤاتهما وقال ما نهاكمـا ربُّكمـا عـن هـذه الشـجرةِ إلا أن تكونا ملَكين أو تكونا من الخالدين )) وقال فى سورة طه (( قال يا آدمَ هل أدلك على شجرةِ الخلدِ ومُلك لا يَبلى )) .

2 ) ثم أتى بالقَسم كما فى سورة الأعراف (( وقاسَمَهُما إنِّي لكما لمنَ الناصحين )) الذى يقوي القناعة عند الإنسان على أن المتكلم هو صادق مما ساعد آدم – عليه الصـلاة والسـلام – عـلى أن يصـدق القَسم الشيطاني ، فانتقلت الحركة النفسية وهى التصديق إلى حركة عملية وهى حركة الجسد فأكلا من الشجرة فكانا من الظالمين !!

وقد نستدل من سياق الآيات فى القرآن الكريم مايوضح لنا أن وسوسة القرين ـ إبليس فى الأصل ـ لآدم كانت من الخارج ثم انتقلت الوسوسة عن الأصل فأصبحت فى الداخل ، حيث أن وسوسة الشيطان في صدور الناس إنما هي بصورة النفوذ في قلوبهم والسلطان عليهم بنحو يوَثر فيهم ، وإن كان لا يسلب عنهم الاختيار والحرية ، ويؤيد كون الوسوسة بصورة النفوذ الإتيان بلفظة ” في ” في قوله سبحانه (( يُوَسْوِسُ في صُدُورِ النَّاسِ )) ، وأمّا وسوسة الشيطان بالنسبة إلى أبي البشر فلم تكن بصورة النفوذ والتسلّط بشهادة تعديها بلفظة ” لهما ” أو ” إليه ” قال تعالى (( فوَسوَس لهُما الشّـيطَانُ … )) وقال تعالى (( فوَسْوس إليهِ الشّيطانُ .. )) وهذا التفاوت في التعبير يفيد الفرق بين الوسوستين ، وأن إحداهما على نحو الدخول والولوج في الصدور وهذا لبنى آدم ، والأُخرى بنحو القرب والمشارفة وهذه لآدم عليه السلام والله أعلم .

والآن على محيط المصابين نجد أن الشيطان يعرف كيف يصرف المصاب عن الراق الفلانى أو عن الذكر الفلانى أو عن الرقية الفلانية لما عنده من علم بنقاط ضعف المصابين والمعصوم من عصمه الله تعالى .

والله تعالى أعلى وأعلم .

About the Author :

Leave a reply