موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

الصحابية خولة بنت الأزور..
خولة بنت الأزور أخت القائد العظيم ضرار أبن الازور الكندي الذي كان يقاس بألف رجل عند القتال .. قتل أبوها بين يدي رسول الله صل الله عليه وسلم دفاعا عنه . وكانت جميلة قوية الجأش باسلة في القتال ،
يقول الواقدي : لما أسر ضرار بن الازور أخوها في وقعة أجنادين ، سار خالد بن الوليد في طليعة من جنده لا ستنقاذه ، فبينما هو في الطريق م به فارس معتقل رمحه فلما راه خالد قال : ليت شعري من هذا الفارس ؟ وأيم الله إنه لفارس ، ثم اتبعه خالد والناس من ورائه حتى أدرك جند الروم ، فحمل الفارس عليهم وأمعن بين صفوهم وصاح بين جوانبهم حتى زعزع كتائبهم ، فلم تكن غير جولة جائل حتى خرج وسنانه ملطخ بالدماء وقد قتل رجالا ثم عرض نفسه للموت ثانية ، فأخترق صفوف القوم غيرمكترث وظنوه خالدا ، حتى قدم خالد . قال له رافع بن عميرة : من الفارس الذي تقدم أمامك ؟ فقال خالد : لأنا أشد إنكارا وإعجابا لما ظهر من خلاله وشمائله . وبينا القوم في حديثهم خرج الفارس كأنه الشهاب ، والخيل تعدو في اثره .. حتى قدم على المسلمين فأحاطوا به وناشدوه كشف أسمه وناشده ذلك خالد بن الوليد فلم يحر جوابا ، فلما ألح عليه خالد . قال وهو ملثم : أيها الامير إني لم أعرض عنك إلا حياء منك لآنك أمير جليل ، وانا من ذوات الخدور ، وإنما حملنى على ذلك إني محرقة الكبد . فقال خالد : من أنت ؟ فقالت : أنا خولة بنت الازور ..كنت مع نساء قومي ، فأتاني آت بأن أخي أسير ، فركبت وعملت ما رأيت .. وهناك صاح خالد في جنده ، فحملوا وحملت معهم خولة وعظم على الروم ما نزل به ، فأنقلبوا على اعقابهم .. وكانت تجول في كال مكان علها تعرف أين ذهب القوم بأخيها فلم تر له اثرا على انها لم تزل على جهادها حتى استنقذ أخوها ...
ومن مواقفها الرائعة .. موقفها يوم أسر النساء في موقعة صحورا ، فقد وقفت في النساء وكانت قد أسرت معهن ، فأخذت تثير نخوتهن ، وقالت : خذن أعمدة الخيام وأوتاد الأطناب ، ونحمل بها على هؤلاء اللئام .. فقالت عفراء بنت عفار : والله ما دعوت إلى ما هو أحب إلينا مما ذكرت .. ثم تناولت كل واحدة عمودا وصحن صيحة واحدة ، وتتابع النساء وراء خولة ، وهجمت النساء وقاتلن حتى خلصن من أيدي الروم ، وخرجت وهي تقول .:-
نحن بنــــات تبع وحمـــير وضربنا في القوم ليس ينكــــــر
لآننا في الحــرب نار تســعر اليوم تســـقون العــذاب الآكـــــبر