موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum Scient (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=98)
-   -   معنى الإحتســاب .. وأهميته . (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=24502)

فراشة الربيع 13 Sep 2012 10:21 AM

معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://im30.gulfup.com/2012-09-13/1347520697421.gif

يجيب ابن الأثير قائلاً ..

" الاحتساب في الأعمال الصالحة وعند المكروهات هو البدار إلى طلب الأجر

وتحصيله بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر والقيام بها على الوجه المرسوم

فيها طلباً للثواب المرجو منها " النهايه لابن الأثير (1\382 )




فاحتسب أعمالك اليومية كفعل الطاعات .. والصبر على المكروهات ..

والحركات والسكنات.. ليحسب ذلك من عملك الصالح ..




إن الاحتساب عمل قلبي، لا محل له في اللسان .

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بأن النية محلها القلب...

وأنت عندما تحتسب الأجر من الله ذلك يعني أنك تطلبه منه تعالى .

والله عز وجل لا يخفى عليه شيء .. قال الله تعالى :

(( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ))

( آل عمران : 29 ) .




و العمل لابد فيه من النية... فالذي يحتسب وينوي بعمله وجه الله فهو لله

والذي ينوي بعمله الدنيا فهو للدنيا فالأمر خطير جداً.. جداً.

والنيات تختلف اختلافاً عظيماً وتتباين تبايناً بعيداً كما بين السماء والأرض !

فمن الناس من نيته في القمة في أعلى شيء، ومن الناس من نيته في القمامة

في أخس شيء وأدنى شيء. فإن نويت الله والدار الآخرة في أعمالك الشرعية

حصل لك ذلك ، وإن نويت الدنيا فقد تحصل وقد لا تحصل .




قال تعالى: (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ))

( الاسراء : 18) .

ما قال عجلنا له ما يريد !! بل قال ما نشاء ـ أي لا ما يشاء هو

ـ لمن نريد ـ لا لكل إنسان ـ فقيّد المُعَجَّل والمُعَجَّل له.




إذاً من الناس من يعطى ما يريد من الدنيا ومنه من يعطى شيئاً منه

ومنهم من لا يعطى شيئاً أبداً ! وهذا معنى قوله تعالى :

((عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ )).




أما قوله تعالى :

(( وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً ))

( الاسراء : 19).

فلابد أن يجني هذا العمل الذي أراد به وجه الله والدار الآخرة

وهذا يعني أن تحرص على الأحتساب.




ولا تنسى كذلك أجر احتساب النية الصالحة الذي لا يضيعه الله أبداً

حتى وإن لم تتمكن من أداء العمل الصالح الذي تنوي القيام به !




" إن الإنسان إذا نوى العمل الصالح ولكنه حبسه عنه حابس فإنه يكتب له الأجر،

أجر ما نوى. أما إذا كان يعمله في حال عدم العذر، أي: لما كان قادراً كان يعمله

ثم عجز عنه فيما بعد فإنه يكتب له أجر العمل كاملاً ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيماً " .




فمثلا إذا كان من عادته أن يصلي تطوعاً ولكن منعه مانع ،

ولم يتمكن منه فإنه يكتب له أجره كاملاً .

أما إذا كان ليس من عادته أن يفعل فإنه يكتب له أجر النية فقط دون أجر العمل .

ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام فيمن أتاه الله مالاً فجعل ينفقه في سبيل الخير

وكان رجل فقير يقول لو أن لي مال فلان لعملت فيه عمل فلان ،




قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" فهو بنيته فهما في الأجر ســواء "

أي سواء في أجر النية أما العمل فإنه لا يُكتب له

أجره إلا إن كان من عادته أن يعمله




إن تعويدك نفسك على احتساب الأعمال خير على خير...

فمن فضل الله ورحمته بعباده أنه من كان من نيته عمل الخير،

ولكنه اشتغل بعمل آخر أفضل منه، ولا يمكنه الجمع بين الأمرين ..

فهو أولى أن يكتب له ذلك العمل الذي منعه منه عمل أفضل منه،

بل لو اشتغل بنظيره وفضل الله تعالى عظيم




إذاً لماذا من المهم أن تحتسب الأجر في كل شيء؟


1) حتى تحقق الغاية التي خلقت من أجلها ، لأن خروجك إلى الحياة

حدث عظيم ترتب عليه أمور كُلفت بها وتحاسب عليها... لذلك

فإنه ينبغي للمسلم أن يكون همه وقصده في هذه الحياة تحقيق الغاية التي خُلق من أجلها،




وهي عبادة الله تعالى، والفوز برضى الله ونعيمه ، والنجاة من غضبه وعذابه ،

وأن يحرص ، على أن تكون نيته في كل ما يأتي وما يذر خالصة لوجه الله تعالى

سواء في ذلك الأمور والعبادات الواجبة أم المندوبة ، أم المباحات ، أم التروك

فحينئذ تتحول المباحات إلى عبادات ويثاب على تركه للمحرمات ،

وقد دل على ذلك أدلة كثيرة....




إن حرصك على احتساب الأجر في جميع أمورك سوف يجعلك في عبادة مستمرة

لا تنقطع فتكون ـ بإذن الله ـ قد قمت بما خلقك الله له، قال الله تعالى :

(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))

(( الذاريات : 56 )).




2) الاحتساب مهم جداً لأنه سوف يميز عباداتك عن عاداتك...

ولابد أيضاً أن يميز العادة عن العبادة ، فمثلا الإغتسال يقع نظافة أو تبرداً ،

ويقع عن الحدث الأكبر، وعن غسل الميت ، وللجمعة ونحوها ، فلا بد أن ينوي

فيه رفع الحدث أو ذلك الغسل المستحب... فالعبرة في ذلك كله على النية .




3) أنت بحاجة ماسة كذلك إلى احتساب النية الصالحة لأن جميع الأعمال

مربوطة بالنية قبولاً ورداً وثواباً وعقاباً ، ويدل لذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم

" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".

.
.
.
.
.
.


الآن... ألا يبدو لك الأمر مهماً وخطيراً ؟...

إذن . هيا لنحتسب كلنا...




لماذا الحديث عن الاحتساب؟

قد تزهد في العمل الصالح أحياناً...!

بمعنى أنك لا تجد حماسة له ، ولربما كان السبب في ذلك أنك لا تعلم أهمية هذا العمل

ولا الثواب المترتب عليه ، أو أنك تجهل أن بعض الأعمال البسيطة قد تبلغ بك

المنازل العالية فتستهين بها...!



وفي الغالب يُفسر ذلك كله بعدم وجود الاحتساب في حياتك...

فلربما لا تدري ما هو الاحتساب ؟ ولا ماذا تحتسب ؟.



وقد تشعر عندما تقوم ببعض الأعمال الصالحة بوجود من ينكر عليك

ويقول لك : لا تتعب نفسك... يكفي ما قمت به سابقاً... لماذا كل هذا المجهود ؟

الأمر لا يستدعي ذلك... لا تحرم نفسك فأنت ما زلت شاب... إلخ .



سبحان الله ! وهل العمل إلا في الشباب ؟.

لو علم هؤلاء أنهم هم المحرمون ، وأنت من يقول لهم : كفى... كفى

أريحوا أنفسكم من اللهو والعبث... ولا تتعبوها بالغفلة...

وارحموها من حمل أثقال المعاصي المتراكمة...




أما إن كان ما تقوم به من أعمال صالحة فيه منفعة للآخرين

كقضاء حاجات المسلمين من أقارب وإخوه وأخوات في الله والتودد إليهم ،

فستسمع من ضعيف الإيمان عبارات من نوع ..




إنهم لا يستحقون ما تفعله لأجلهم...

في كل مرة تساعدهم وهم لم يساعدوك مرة واحدة...

هل سبق أن قدم لك فلان هدية حتى تهديه تلك الهدية القيّمة ؟ ... إلخ.




وكأننا خلقنا لنعمل من أجل الناس !

فإن أرضونا تفانينا في الإحسان لهم ،

وأن أغضبونا تفانينا في الإساءة إليهم !...



إذاً ماذا بقي للآخرة ؟...

ما الذي ستجده في صحيفتك إذا كانت أعمالك كلها منصرفة للبشر

حسب علاقتك الشخصية بهم وليست لله وحده !...



إن الأيام لتذهب سريعاً فلا تفاجئ بخلو صحيفتك

من الأعمال التي تبتغي بها وجه الله...




أشعرت ـ عزيزي \\ عزيزتي ـ بأن هناك من يزهد جدا في العمل الصالح ،

بل ربما يعتبر بعض الأعمال الصالحة ضعفاً ومهانة !

كالعفو والحلم مثلا ... !




لأجل ذلك كله كان الحديث عن احتساب الأجر

أمرا نحتاج إليه...



تقديم

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



تقبلوا تحياتي
ولا تنسوني من صالح دعائكم
فراشة الربيع

halp me 13 Sep 2012 10:49 AM

رد: معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
الله يثبتنا على الدين جزاك الله خير وجعله بميزان اعمالك

فراشة الربيع 16 Sep 2012 11:13 AM

رد: معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة halp me (المشاركة 111904)
الله يثبتنا على الدين جزاك الله خير وجعله بميزان اعمالك


اللهم آآمين

شكراً لمرورك وردك الطيب

ولا حرمنا الله من تواجدك

رضوان 16 Sep 2012 02:08 PM

رد: معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير وبارك الله فيك

فرح السنين 17 Sep 2012 12:09 AM

رد: معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
موضوع تحفه ،بانتظار جديدك ....

أبو خالد 17 Sep 2012 12:13 AM

رد: معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكي الله خير

فراشة الربيع 19 Sep 2012 06:16 PM

رد: معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور العلم (المشاركة 112444)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير وبارك الله فيك


جزانا وإياك أخي نور العلم

شكراً لمرورك وردك الطيب

فراشة الربيع 19 Sep 2012 06:20 PM

رد: معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فرح السنين (المشاركة 112522)
موضوع تحفه ،بانتظار جديدك ....

ربنا يكرمك يااااارب

شكراً لمرورك وردك الطيب

فراشة الربيع 19 Sep 2012 06:23 PM

رد: معنى الإحتســاب .. وأهميته .
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خالد (المشاركة 112524)
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكي الله خير

جزانا وإياك شيخي الكريم

شكراً لمرورك وردك الطيب


الساعة الآن 01:25 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي