موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   منهج السلف الصالح . The Salafi Curriculum (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   "فذكر إنما أنت مذكر" لفضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة -حفظه الله تعالى (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=10110)

المصمم الأثري 21 Mar 2009 12:42 PM

"فذكر إنما أنت مذكر" لفضيلة الشيخ محمد بن عبدالحميد حسونة -حفظه الله تعالى
 
:14:
((( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ )))

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
__أقول : إن كلمة حرّكت كوامن خيري، اشعلت نيران الغيرة في نفسي، استنفرت بياني ليمتطي بناني؛ لتلبية الواجب، وإجابة الصارخ الناصح.

__أجل .. لقد قامت كلمة حبيبة من محبوب مستنفرة كل عليم لبيب نجيب، داعية إلى تسيير قوافل خير من تعاليم ديننا كتحفة لكافر أو كافرة علّها تُقبل؛ فتُبقل؛ فيكون الخير له ولمن وراءه .

__دعوة ذات همة؛ تبرأ بها الذمة، وترتفع بها عنهم المذمة، وينال بها صاحبها مرتبة الأئمة .

الحاصل :
__تحت ترجمة وسمت بـ " كم نحن مقصرون في الدعوة إلى دين الإسلام. شرح العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى"

السؤال :
__من جاء بعامل كافر ، هل يجب أن يعرض عليه الإسلام؟

الجواب :
__" نعم ، يجب أن يعرض عليه الإسلام ، ويدعوه إلى الإسلام" الشيخ العلامة ابن عثيمين . شرح "كتاب الجهاد والسير" من صحيح مسلم.

__وقال – رحمه الله تعالى : "وهكذا يجب على كل إنسان داعي إلى الله عز وجل، لهقيمته في المجتمع الإسلامي، أن يكتب إلى الملوك، إلى ملوك الدول الكافرة، يدعوهمإلى الإسلام، فما يدري، لعل الله يهديهم، وإذا اهتدى سادة أولئك صار في هذا نفععظيم، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم لهرقل: "وإن توليت فإنما عليك إثم الأريسين" لأنهم سوفيتبعونه، إن دخل الإسلام دخلوا في الإسلام، وإن لم يدخل، لم يدخلوا" من هنا

__أقول : رحم الله تعالى هذا الإمام الناصح الذي نفع الله تعالى به، وكتب له القبول، في دلالة على صدق وقبول، غير أني أقول :

__أجل .. نحن في حاجة إلى دعوة من ذكر- غفر الله تعالى له-لكننا كذلكفي حاجة تتلوها حاجة أيضاً إلى دعوة هي الأحب والأحن بل والألح لمناصحة ولاة أمورنا - بحسبنا وحسبهم

__دعوة عالمة عارمة موقرّة مفتقرة مستعلية .. وفق الضوابط الشرعية والآداب المرعية التي حضت عليها شريعتنا الربانية؛ إذ هم الأقرب والأنفع، وهم منا ونحن منهم، لا سيما وقد شغلوا بنا عن أنفسهم – إلا من رحم، فسُعد .

__نعم .. يجب علينا مع ترادف دعائنا لهم بالصلاح والإصلاح أن يشفع بدعوتهم - حال دعوتهم - وأرشادهم للخير الذي به تصحّ عقيدتهم، وتسلم عبادتهم، وتطهر قلوبهم، وتزكو نفوسهم؛ تحقيقا للخبر الصادق عن الصادق – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم: "و الذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير""صحيح الجامع" للعلامة الألباني برقم (7085)

__وأيضا : كواجب شرعي - بقيدة المزبور سلفا، مع اعتبار القدرة ومراعاة الحال والنظر إلى المآل- في حقهم آكد .

__وأيضا : كبرهان على صفاء ونقاء، ومحبة ذيوع الخير وارتقاء، وفي ذلك قال إمام الأصفياء – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم : "نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه .

__ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله، والنصح لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإن دعوتهم تحوط من وراءهم ""صحيح الجامع" للعلامة الألباني برقم (6766). ‌

__كما هو آية خيرية بين الراعي والرعية، لقول النبي – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : "ألا أخبركم بخيار أمرائكم وشرارهم : خيارهم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم وشرار أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم" "صحيح الجامع" للعلامة الألباني برقم(2599) من حديث ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما .

__ولا يفوتني أن ادعوهم – وهم إن شاء الله تعالى على خير في الجملة- لاغتنام بل استقطاع وقت لمجالسة الصالحين، لتعلم السنن أو استذكارها وتأويلها، لا سيما إبان زحمة الحاجات وتناكح المطالبات واعتلاج الصادر بالوارد، واشتباك المشاكل الشواكل .

__ادعوهم لمجالستهم بل وصحبتهم للاسترشاد بعلومهم والاهتداء بهديهم وسماع وعظهم ونصحهم وتذكيرهم.

__وإن دعت الحاجة لاستخدام مستشار ديني يضيء مجلس البطانة وقلوبهم، أو استئجار صاحب مذكّر – كما فعل أحد الوجهاء الأتقياء – لكان سبيل هدى ودليل رشاد .

__فإن لم يتيسر فالاستعانة بالأسفار العلمية المعتنية بالدليل في أبواب التفسير والفقه بل والسيرة والوعظ .

__مع دومومة الدعاء للنفس بالسلامة؛ إذ الحمل ثقيل، والعقبة كؤود، والكل مسؤول، والحساب سريع دقيق شديد، والعاقل من عمل لما بعد الموت، وأخذ من دنياه لأخرته .

__ولا يفوتني أحبيب أن أذكرك بأمر عظيم عظيم، فيه من الخير الجزيل العميم، ألا وهو الاحتساب، فكم من أعمال عظيمة جليلة ذهبت وأجرها!!!؛ لغياب نية صالحة!

__كيف وقد اجتُبيتم فجعل الله تعالى في صحائفكم أعمال الملايين، فإن كان خير، فخير وأي خير، ونعوذ بالله تعالى لك من الأخرى .

__وبعد .. هذه تذكرة عابرة، تلقفها قلبي قبل عقلي، وبادر بترقيمها ودادي قبل بناني .

__سطرتها؛ حبا لوصول الخير المُصفّي إلى مصطفى، استحلابا للعافية وحسن العاقبة .

__قد نصحت جهدي، وأردت الخير وسعي، والتوفيق من عند الله تعالى، لذا كان وكائن وسيكون- تعليقا لا تحقيقا- عليه اتكالي واتكائي، وهو حسبي ونعم الوكيل

__الله تعالى المسؤول أن يوفقنا وولاة أمورنا لما في رضاه والعمل وفق مبتغاه، وأن يأخذ بأيدينا ونواصينا لما يحبه ويرضاه

وصلي اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى إخوانه وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين

وكتب
الفقير إلى رحمة مولاه
أبو عبد الله
محمد بن عبد الحميد حسونة
في 15/1/1430هـ / 12/1/2009م

أبو خالد 21 Mar 2009 09:54 PM

بارك الله فيك

وجزاك الله خير

المصمم الأثري 22 Mar 2009 08:20 PM

وفيكم بارك تعالى

وحفظ الله تعالى شيخنا الوالد محمد بن عبدالحميد حسونة ونفعنا بعلمه


الساعة الآن 04:15 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي