موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   آيات الجن - تفسير وبيان ( وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ) سورة النساء 87 Verses of the jin (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=194)
-   -   وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ ... وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ - الأنعام (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=38320)

طالب علم 15 Sep 2016 02:34 PM

وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ ... وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ - الأنعام
 
قَوْلُهُ تَعَالَى وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ ) الآية 100 سورة الأنعام .
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ هَذَا ذِكْرُ نَوْعٍ آخَرَ مِنْ جَهَالَاتِهِمْ ، أَيْ فِيهِمْ مَنِ اعْتَقَدَ لِلَّهِ شُرَكَاءَ مِنَ الْجِنِّ . قَالَ النَّحَّاسُ : الْجِنُّ مَفْعُولٌ أَوَّلُ ، وَشُرَكَاءُ مَفْعُولٌ ثَانٍ ; مِثْلَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا . وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا . وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ . وَالتَّقْدِيرُ وَجَعَلُوا لِلَّهِ الْجِنَّ شُرَكَاءَ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْجِنُّ بَدَلًا مِنْ شُرَكَاءَ ، وَالْمَفْعُولُ الثَّانِي لِلَّهِ . وَأَجَازَ الْكِسَائِيُّ رَفْعَ الْجِنِّ بِمَعْنَى هُمُ الْجِنُّ . وَخَلَقَهُمْ كَذَا قِرَاءَةُ الْجَمَاعَةِ ، أَيْ خَلَقَ الْجَاعِلِينَ لَهُ شُرَكَاءَ . وَقِيلَ : خَلَقَ الْجِنَّ الشُّرَكَاءَ . وَقَرَأَ ابْنُ مَسْعُودٍ " وَهُوَ خَلَقَهُمْ " بِزِيَادَةِ هُوَ . وَقَرَأَ يَحْيَى بْنُ يَعْمُرَ " وَخَلْقَهُمْ " بِسُكُونِ اللَّامِ ، وَقَالَ : أَيْ وَجَعَلُوا خَلْقَهُمْ لِلَّهِ شُرَكَاءَ ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَخْلُقُونَ الشَّيْءَ ثُمَّ يَعْبُدُونَهُ . وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي مُشْرِكِي الْعَرَبِ . وَمَعْنَى إِشْرَاكِهِمْ بِالْجِنِّ أَنَّهُمْ أَطَاعُوهُمْ كَطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ; رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ الْحَسَنِ وَغَيْرِهِ . قَالَ قَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ : هُمُ [ ص: 49 ] الَّذِينَ قَالُوا الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ . وَقَالَ الْكَلْبِيُّ : نَزَلَتْ فِي الزَّنَادِقَةِ ، قَالُوا : إِنَّ اللَّهَ وَإِبْلِيسَ أَخَوَانِ ; فَاللَّهُ خَالِقُ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ ، وَإِبْلِيسُ خَالِقُ الْجَانِّ وَالسِّبَاعِ وَالْعَقَارِبِ . وَيَقْرُبُ مِنْ هَذَا قَوْلُ الْمَجُوسِ ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا : لِلْعَالَمِ صَانِعَانِ : إِلَهٌ قَدِيمٌ ، وَالثَّانِي شَيْطَانٌ حَادِثٌ مِنْ فِكْرَةِ الْإِلَهِ الْقَدِيمِ ; وَزَعَمُوا أَنَّ صَانِعَ الشَّرِّ حَادِثٌ . وَكَذَا الْحَائِطِيَّةُ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ بْنِ حَائِطٍ ، زَعَمُوا أَنَّ لِلْعَالَمِ صَانِعَيْنِ : الْإِلَهُ الْقَدِيمُ ، وَالْآخَرُ مُحْدَثٌ ، خَلَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَوَّلًا ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ تَدْبِيرَ الْعَالَمِ ; وَهُوَ الَّذِي يُحَاسِبُ الْخَلْقَ فِي الْآخِرَةِ . تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ وَالْجَاحِدُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا .

وَخَرَقُوا قِرَاءَةُ نَافِعٍ بِالتَّشْدِيدِ عَلَى التَّكْثِيرِ ; لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ ادَّعَوْا أَنَّ لِلَّهِ بَنَاتٍ وَهُمُ الْمَلَائِكَةُ ، وَسَمَّوْهُمْ جِنًّا لِاجْتِنَانِهِمْ . وَالنَّصَارَى ادَّعَتِ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ . وَالْيَهُودُ قَالَتْ : عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ ، فَكَثُرَ ذَلِكَ مِنْ كُفْرِهِمْ ; فَشُدِّدَ الْفِعْلُ لِمُطَابَقَةِ الْمَعْنَى . تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُونَ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّخْفِيفِ عَلَى التَّقْلِيلِ . وَسُئِلَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَنْ مَعْنَى " وَخَرَّقُوا لَهُ " بِالتَّشْدِيدِ فَقَالَ : إِنَّمَا هُوَ " وَخَرَقُوا " بِالتَّخْفِيفِ ، كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ ، كَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَذَبَ فِي النَّادِي قِيلَ : خَرَقَهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ . وَقَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : مَعْنَى خَرَقُوا اخْتَلَقُوا وَافْتَعَلُوا " وَخَرَّقُوا " عَلَى التَّكْثِيرِ . قَالَ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَابْنُ زَيْدٍ وَابْنُ جُرَيْجٍ : خَرَقُوا كَذَبُوا . يُقَالُ : إِنَّ مَعْنَى خَرَقَ وَاخْتَرَقَ وَاخْتَلَقَ سَوَاءٌ ; أَيْ أَحْدَثَ .
تفسير القرآن - تفسير القرطبي
محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي - دار الفكر - عدد الأجزاء: عشرون
http://library.islamweb.net/newlibra...no=6&ayano=100

نور الشمس 16 Sep 2016 01:28 AM

رد: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ ... وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ - الأ
 
جزاك الله خير ..

أبو خالد 20 Sep 2016 02:37 PM

رد: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ ... وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ - الأ
 
جزاك الله خير

سلطانه 03 Feb 2018 04:57 AM

رد: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ ... وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ - الأ
 
جزاك الله خير


الساعة الآن 12:09 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي