موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   مواضيع لاتدعها تفوتك !! Threads do not let them miss (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=82)
-   -   الهدية سنة نبوية ووسيلة دعوية (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=26414)

فخوره بحجابى 25 Dec 2012 10:31 PM

الهدية سنة نبوية ووسيلة دعوية
 
« الهدية سنة نبوية ووسيلة دعوية »

فإن المهاداة بين المسلمين من خلق الإسلام، ومن الفعال التي حض عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: «تَهَادُوا تَحَابُّوا» [رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني].

والهدية يهديها الأخ لأخيه: هي رسول خير، ومظهر حب، ووسيلة قربى، ومبعث أنس... تـُقرِّب البعيد، وتصل المقطوع، وتشق طريق الدعوة إلى النفوس...

ومن أولى بذلك من الداعية؟؟، ومن أحوج منه إلى ذلك؟؟، ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى بذل وكرم؛ فالهدية الجميلة -وإن صغرت- من أهم وسائل كسب القلوب، وبناء العلاقة بين الناس، وهي قد تكون بسيطة جدًا في قيمتها، ولكنها تدخل سرورًا، وتظهر مدى الاهتمام.

قال البخاري -رحمه الله- في (الأدب المفرد): "باب قبول الهدية" وروى فيه عن ثابت قال: كان أنس يقول: "يا بني تبادلوا بينكم؛ فإنه أود لما بينكم" [قال الألباني: صحيح الإسناد].
وقال القاضي أبو بكر بن العربي: "قبول الهدية سنة مستحبة تصل المودة وتوجب الألفة".

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقبل الهدية، ويثيب عليها، ويدعو إلى قبولها، ويرغب فيها، فقد ورد عنه أنه قال: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِىَ إِلَىَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ» [رواه البخاري]، والكراع: مستدق الساق من الغنم والبقر العاري من اللحم.

ولا يقف عطاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند من يعطيهم برغبته، أو أصحاب الأخلاق الفاضلة، بل يتعدى عطاؤه من يعامله بغلظة، بل ومن يتطاول عليه لا أقول باللسان، بل باليد أيضًا، ومع هذا لا يزيده إلا حلمًا، فيدفع بالتي هي أحسن السيئة، فإذا الذي بينه وبينه عداوة كأنه ولي حميم... إنه قانون الله، وسنته في تأليف القلوب.

والهدية لها دور كبير ومهم في استلال سخائم الحقد، وأدران التنافس والحسد من القلوب، ثم غرس أسمى معاني الثقة والمحبة والألفة والمودة.

ووعى الصحابة الكرام هديه -صلى الله عليه وسلم- الرفيع في الهدية، فطبقوه وحثوا عليه: فكان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- تذبح له شاة فيسأل غلامه: "أهديت لجارنا اليهودي؟؛ فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُه» [متفق عليه]".

قال ابن حبان -رحمه الله تعالى-: "فالواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية أن يقبلها ولا يردها، ثم يثيب عليها إذا قدر، ويشكر عنها، وإني لأستحب بعث الهدايا إلى الإخوان بينهم؛ إذ الهدية تورث المحبة، وتذهب الضغينة".


:ومن الأشياء المهمة:
أن الهدية إلى جانب أنها لها أهداف في ذاتها، فيمكن أن يكون لها أهداف أخرى، وذلك مثلاً يكمن في نوع الهدية، مثل: كتاب مثلاً يتكلم في أشياء مهمة بالنسبة للمدعو، أو شريط يعالج مرضًا عنده، أو مشكلة، أو شيء يساعده على الطاعة مثل سواك، أو مصحف، ويكون نفع هذه الأشياء متعديًا، فإلى جانب كونها هدية في نفسها لها هدف آخر غير مباشر يساعد على النهوض بأحوال المدعو الالتزامية.

خصائص هذه الوسيلة الدعوية:
1- تدخل سرورًا، وتظهر مدى الاهتمام.
2- تؤدي إلى الحب بين الطرفين.
3- تذهب وحر الصدر والبغضاء والشحناء.
4- تفتح القلوب، وتقرب بين وجهات النظر.
5- تشق طريق الدعوة إلى القلوب.
6- لها دور مهم في استلال السخائم -سخائم الحقد وأدران التنافس والحسد- من القلوب، ثم غرس أسمى معاني الثقة، والمحبة والألفة والمودة.
7- من أهم وسائل كسب القلوب، وبقاء العلاقة بين الناس.

ومن أهداف هذه الوسيلة الدعوية:
1- حب المدعو للداعي؛ للمساعدة على باقي الطريق إذ أن الناس يحبون من يظهر بهم الاهتمام.
2- نشر سنة من سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبول وإعطاء الهدية.
3- قفل باب الشر، وإغلاق باب الشبهات في القلوب.

ضرب أمثلة تساعد في تطبيق هذه الوسيلة الدعوية:
- الاهتمام بمظهر الهدية الخارجي.
- توصيل فكرة، أو هدف من خلال الهدية.
- مثلاً شخص عنده خلل في اتباع السنة، فتهدي إليه شريطًـًا، أو كتابًا يعالج هذه القضية.
- أن تكون اطلعت على الهدية سواء كانت شريطـًا، أو كتابًا، وذلك لاحتمال أن يناقشك فيها، فتكون جاهزًا لذلك.
- يمكن اختيار هدية تناسبه هو، أو تناسب أقرباءه -أخاه, والديه-، فيكون لها أثر كبير على المنزل.
- يمكن استغلال فترات الامتحانات، وجعلها موسم هدايا ولو هدايا من أطعمة وغيرها مثال: أن يذهب إلى بيته ومعه الهدية، ويعطيها له، ويرفض الدخول، ويقول جئت بها لك؛ لتساعدك وأنت تذاكر، وإذا لم تجده حملت من في البيت إيصالها، واطمئن على أحوال مذاكرته، فإن هذا مما له أكبر الأثر في نفس أصحاب المنزل، وهذا كله مجرب وذو أثر فعال.
- ويمكن استغلال مواسم الطاعة، أو موسم الأفراح والأعياد في الهدايا مما له أبلغ الأثر، أو تكون الهدية نادرة الوجود وهو قد تعب في البحث عنها، فجئت بها أنت على سبيل الهدية، أو كانت مساعدة منك في أشياء يحتاجونها في منزلهم.

كل هذه الأشياء يكون لها أشد الأثر في المنزل والبيئة المحيطة بالمدعو، وقبل كل ذلك المدعو نفسه.
والله من وراء القصد
م





صلاح المعناوي 03 Jan 2013 01:12 PM

رد: الهدية سنة نبوية ووسيلة دعوية
 
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة فخورة بحجابي
أسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه

فتاة نادرة 05 Feb 2013 09:40 PM

رد: الهدية سنة نبوية ووسيلة دعوية
 
جزاك الله خير ونفع بك وجودك في المركز يعتبر هدية لا حرمك الأجر

فخوره بحجابى 09 Feb 2013 07:58 PM

رد: الهدية سنة نبوية ووسيلة دعوية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح المعناوي (المشاركة 120511)
جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة فخورة بحجابي
أسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين إنه ولي ذلك والقادر عليه





آآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين

جزانا واياك اخى الفاضل

شكر الله لك طيب مرورك ودعائك الطيب

فخوره بحجابى 09 Feb 2013 08:16 PM

رد: الهدية سنة نبوية ووسيلة دعوية
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة نادرة (المشاركة 122011)
جزاك الله خير ونفع بك وجودك في المركز يعتبر هدية لا حرمك الأجر


جزانا واياكِ اختى الفاضله خير الجزاء




أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعنا الرحمن الرحيم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله

الفاروق 26 Mar 2013 01:02 AM

رد: الهدية سنة نبوية ووسيلة دعوية
 

موضوع قيم

بارك الله فيكم أختنا الفاضلة ونفع الله بكم

وجزاكم الله عنا خير الجزاء


الساعة الآن 03:13 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي