موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

:98:- بعض الممسوسين يشعر بمثل الإلهام فيعلم ماسيقع ، ويصدق توقعه

فهل ذاك من الفراسة
وماعلاقته بالمرض الروحي ؟

- ماهية الفراسة ( كسر السين )
الفراسة في اللغة : التثبت والنظر .
وقال الزجاج : المتوسمون في اللغة النظّار المتثبتِّون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سِمَة الشيء ، يُقال : توسمت في فلان كذا أي عرفت وسم ذلك فيه وقال غيره المتوسم الناظر في السمة الدالة على الشيء . نقله ابن الجوزي

قال ابن القيم في مدارج السالكين :
(الفراسة سببها نور يقذفه الله في قلب عبده يفرق به بين الحق والباطل , والحالي والعاطل , والصادق والكاذب .
وهذه (الفراسة) على حسب قوة الايمان , فمن كان أقوى إيمانا فهو أحد فراسه .
قال أبو سعيد الخذار : من نظر بنور الفراسة نظر بنور الحق , وتكون مواد علمه مع الحق بلاسهو ولاغفلة , بل حكم حق جرى على لسان عبده .

أنواعها :
وقال ابن الجزري في في كتاب النهاية في غريب الأثر(3/428):" أحدهما: مادل ظاهر هذا الحديث عليه وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب اوليائه فيعلمون احوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظن والحدس.
والثاني: نوع يتعلم بالدلائل والتجارب والخلق والاخلاق فتعرف به احوال الناس".

وألف فيها الكثير من الكتب مثل :

- كتاب الفراسة لأبن قيم الجوزية

- كتاب الفراسة دليلك لمعرفة أخلاق الناس
لفخر الدين الرازي

وقد نعبر عن الفراسة في أبسط أشكالها بالحاسة السادسة ، وبعض المرضى وليس كلهم- فهي فئة نادرة - قد يخبرك بأمور من باب إخبار الجان له و لاعلاقة لها بعلم الغيب الذي أستأثر الله بعلمه كعلم ما في الأرحام وماذا تكسب نفس غدا وبأي أرض تموت وغيره .
ولكن قد يخبره الجان أن فلانا سوف يحضر غدا وفعلا يحضر وهذا يحدث مع لأن الجان أخبروا الجني المتلبس به .
وأحيانا قد يخيل له أن فلانا مثلا كذاب وهو يشعر به على شكل تخيل أو هاجس ولكنه أشبه مايكون بمن يهمس بأذنه أو كأن شخصا يقول له كذا.

أمثله من الحاسة السادسة للمرضى الروحيين :
شخص مسحور سمع أحدهم يتصل على أحد من خلف جدار زجاجي ولم يسمع كلامهم ثم دخل عليه وقال أنت تتكلم فيني ثم اعترف له .
سألته أنا كيف عرفت قال كأن أحد أخبرني وبعد شفائه قابلته هل هذا الأمر موجود عندك حتى الآن ؟
قال : كلا ، رجع لي الغباء !

وهكذا فالحاسة السادسة لمن لم يعرف بها قد تكون مؤشر لمرض روحي خطير .

بورك في الشيخ عبدالله علمه .