موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=101)
-   -   الاستعانة , الاستعاذة , الاستمتاع , الاستخدام , الاستحضار (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=41007)

أبو خالد 12 Apr 2018 01:12 PM

الاستعانة , الاستعاذة , الاستمتاع , الاستخدام , الاستحضار
 


الاستعانة:
ويُعنى بها - اصطلاحًا -: قصد طلب العون من الجن خاصة، ومن شياطينهم بصورة أخص، وهو ما يسمى بـ (دعوة الجن) ، وقد يُلجأ إليه - والعياذ بالله - عند العلاج من مس أو سحر أو ربط ونحو ذلك.
- قال الله تعالى: [المَائدة: 2] {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِّرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} .
- وقال سبحانه: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا *} [الجن: 6] .
- وقال الله عزّ وجل: [سَبَإ: 41] {بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ} .
وقد أفتى علماء أعلام في عدم جواز الاستعانة بالجن - فيما فيه إثم أو عدوان -؛ منهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، بقوله: (من كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله، إما في الشرك، وإما في قتل معصوم الدم، أو في العدوان عليه بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك من الظلم، وإما في فاحشة كجلب من يطلب الفاحشة، فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر، وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاصٍ؛ إما فاسق وإما مذنب غير فاسق) . اهـ (1) . وكذا أفتى بذلك سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله، وقد علل رحمه الله عدم جواز استخدامهم في العلاج بكون ذلك وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم، لأن فيهم من هو كافر ومن هو مسلم ومن هو مبتدع، ولا تُعرف أحوالهم فلا ينبغي الاعتماد عليهم ولا يُسأَلون ولو تمثلوا لك، بل عليك أن تسأل أهل العلم والطب من الإنس، وقد ذمّ الله المشركين بقوله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا *} [الجن: 6] ، ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم، وذلك كله من الشرك) . اهـ (2) .
وقد يحسن في هذا المقام ذكر بعض أقوال أهل العلم في معنى الرَّهَق من قوله تعالى: {فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6] .
قال الإمام القرطبي رحمه الله: (رهقاً، أي خطيئة وإثماً. قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة، والرَّهَق: الإثم في كلام العرب وغشيان المحارم) (3) .
وقال الإمام ابن كثير رحمه الله: (رَهَقاً، أي: إثماً، وازداد الجن عليهم جراءة.... وقال عكرمة رحمه الله: فدَنَوْا من الإنس فأصابوهم بالخَبَل والجنون، وقال مجاهد رحمه الله: زاد الكفار طغياناً) (4) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر: مجموع الفتاوى (11/309) .
(2) ينظر نص الفتوى بتمامها، في مجلة الدعوة، العدد: (162، ص: 34) .
(3) انظر: الجامع لأحكام القرآن، (19/12) .
(4) انظر: تفسير القرآن العظيم، (4/506) .




تفصيل القول في شأن الاستعانة بالجن:
يتبين من مجموع النصوص الشرعية، ثم من ثاقب فهم أهل العلم لها - جزاهم الله خيراً -، يتبين أن الاستعانة لفظ مجمل يندرج تحته مسمَّياتٌ شتى، فلا يسوغ الحكمُ بتحريمها على وجه الإجمال، بل يُنظَر فيما قُصِد بها، وبأي وسيلة تمت، فيكون الحكم بحسب ذلك النظر، وهاك بعض تفصيل لذلك:
- الاستعانة بمعنى الاستعاذة، ووسيلتها التوجّه، ومثالها: توجه بعض مشركي العرب إذا نزل وادياً مقفراً للالتجاء إلى سيد القوم من الجن في ذلك الوادي، ليقيَه الضُّرَّ - المحتمل حصوله من أشرار قومه - في نفسه أو ماله أو ولده، أو حتى ماشيته، وهذا، ولا ريب، فيه توجه إلى ما يظنه المستعيذ سلطاناً قاهراً يتملكه الجن، فيكون فيه نوع تعظيم لهم، فيحرم لذلك، بل ويكون فيه نوع شرك، لكون الاستعانة - بما لا يقدر عليه إلا الله - عبادة لغير الله سبحانه. قال الإمام القرطبي رحمه الله: (ولا خفاء أن الاستعاذة بالجن دون الاستعاذة بالله كفر وشرك) (1) .
- الاستعانة بمعنى الاستمتاع، ووسيلته الإقسام على الجن بأسماء من يعظّمونهم، فيحصل بذلك لكبراء الجن الرئاسةُ والجاه - بزعمهم - على الإنس فضلاً عن الجن، فينالون به حظاً من حظوظ الدنيا فيتلذذون لذلك. أما قضاء الحوائج للإنس مما يقدر عليه الجن، فإنه يحرم أيضاً، لكونه وسيلة للاعتقاد، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (19/10) .


هذا إن لم يكن فيه إقسام على الجن بعظيم عندهم، أو لم يكن فيه طلب لأمر غيبي اختص الله بعلمه به، فإن كان فيه شيء من ذلك فهو شرك صريح وعبادة ظاهرة لهم، والعياذ بالله تعالى.
- الاستعانة بمعنى الاستخدام، ووسيلته: أن يطلب الإنسي المؤمن من جنٍ أداء طاعة لله تعالى، كأن يبلِّغه علماً نافعاً، ثم يطلب منه تبليغه لمن خلفه من نظرائه من الجن، وهذا جائز محمود، وهو من قبيل الدعوة إلى الله تعالى.
- الاستعانة بمعنى الاستخدام الخاص، وهو فيما اصطلح عليه السحرة في معنى الاستخدام، ووسيلته أن يتقرب الساحر إلى شيطان من شياطين الجن بأفعال يحبها، كأن يتقرب إليه بذبح، أو بفعل فاحشة، أو بترديد عزائمَ شركيةٍ، ونحو ذلك، فيعطي ذلك الشيطانُ عندها العهدَ للساحر بأن يلزم طاعته كلما طلب ذلك. وهذا - ولا شك - محرم وهو شرك بالله، وكفر بدينه، والعياذ بالله.
الاستعانة بمعنى الاستحضار، وهو نوعان، وسيلة الأول منهما ادعاء طلب استنزال روح من أرواح الملائكة عليهم السلام، والآخر طلب تلبس جني بجسد إنسي، لتدل الملائكة في الأول، أو الجني في الثاني - بزعمهم - على اسم سارق ما، أو مكان مسروق، أو متى وكيف وأين تمت السرقة، وهو ما يعبَّر عنه بالمندل، وسوف يأتي تفصيل له، وهو محرّم لاشتماله على اعتقاد ما لا يصح في حق الملائكة عليهم السلام من معصية الله تعالى، ولتضمنه استعانة بهم أو بالجن المسمَّوْن عندهم: خُدّام المندل.
وطرق الاستعانة كثيرة متشعبة، ليس القصد في هذا المقام حصرها، لكن بيان بعضها، وذلك ليُعلَم تغايرُ أحكامها تبعاً لوسائلها والغاية منها، وأن أغلب ما يتخذه الإنس من وسائل لتحقيق الاستعانة، يدخل فيه نوع شرك، من عمل مذموم تحبه الجن، أو إقسام وعزائم تستمتع بسببها الجن بالجاه، أو يستمتع بها الإنس بتحصيل مال أو رياسة، أو بادعاء كهانة أو فك سحر، أو جلب غائب، أو دفع مس ونحوه. قال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ *} [الأنعام: 128] .
وفيما يأتي أخص بعض طرق الاستعانة المحرمة بالذكر تفصيلاً، وذلك لاشتهار العمل بها لدى السحرة والدجاجلة المشعوذين.


الكتاب: التحصين من كيد الشياطين
المؤلف: د خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي

ابن الورد 12 Apr 2018 04:58 PM

رد: الاستعانة , الاستعاذة , الاستمتاع , الاستخدام , الاستحضار
 
حياك الله تعالى مديرنا الحبيب الغالي أبوخالد
نشكر لكم مشاركاتكم المباركة
وجزاكم الله تعالى عن الجميع خير الجزاء

نور الشمس 13 Apr 2018 02:13 AM

رد: الاستعانة , الاستعاذة , الاستمتاع , الاستخدام , الاستحضار
 
جزاك الله خير ..

سلطانه 14 Apr 2018 03:22 AM

رد: الاستعانة , الاستعاذة , الاستمتاع , الاستخدام , الاستحضار
 
جزاك الله خير.

أبو خالد 15 Apr 2018 07:33 AM

رد: الاستعانة , الاستعاذة , الاستمتاع , الاستخدام , الاستحضار
 
شاكر مروركم جميعآ جزاكم الله خير


الساعة الآن 02:18 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي