موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   العين والحسد وخطرها على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and eye a (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=37)
-   -   الحسد والعين وبيان العلاقة بينهما (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=41009)

أبو خالد 12 Apr 2018 01:28 PM

الحسد والعين وبيان العلاقة بينهما
 

الحسد:
وهو مطلق تمني زوال النعمة عن الغير ، وهو داء نفسي - عُضال بغيض - يستقر في نفس الحاسد، مردّه إلى أمرين؛ الأول: كراهة وبغض أن يرى الحاسدُ هذه النعمة على غيره، فيتمنى زوال النعمة عنه، والثاني - إضافةً إلى ما سبق -: مودّته البالغة بانتقال هذه النعمة والفضل إليه، واعتقاده بأنه أحقّ بها من صاحبها.
ومن أدلة وجود الحسد، قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *} [البقرة: 109] . وقوله سبحانه: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا *} [النساء: 54] . وقوله جلّ ذكره: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً *} [الفتح: 15] . وقوله عزّ وجلّ: [الفَلَق] {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} .
ومن أدلة إثبات وجوده في السُّنّة، قوله صلى الله عليه وسلم: وَلاَ تَحَاسَدُوا (1) وقوله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَجْتَمِعُ فِي جَوْفِ عَبْدٍ: الإِيْمَانُ وَالْحَسَدُ (2) .
العين: وهي النظر باستحسانٍ مَشُوبٍ (مختلط) بحسد، من خبيث الطبع، يحصل للمنظور منه ضرر (3) . فإذا نظر خبيث الطبع المتشهّي لزوال النعمة عن غيره، الكاره لتوجهها إليه، إذا نظر إلى مُنْعَمٍ عليه، خرج من نفسه سهام، تصيب المعيون تارة، وتخطئة تارة، فإن صادفت تلك السهام نفس المعيون مكشوفة، غير متحصنة، ولا وقاية عليها بذكر الله والتبريك، أثرت فيه تلك النظرة ولا بد، وإن صادفته شاكي السلاح متخذاً وقاية، لم تنفذ فيه، ولم تؤثر، وربما رُدت السهام على صاحبها (4) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
(1) جزء من حديث متفقٍ عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب: ما ينهى عن التحاسد والتدابر، برقم (6064) . ومسلم، كتاب: البِرّ واالصلة والآداب، باب: تحريم الظن والتجسس ... ، برقم (2563) .
(2) أخرجه أحمد في مسنده (2/441) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. بلفظ: «لاَ يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالإِْيمَانُ فِي جَوْفِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» . وأخرجه الحاكم - بلفظه - في المستدرك (2/72) ، وصحّحه، ووافقه الذهبي.
(3) التعريف للإمام ابن حجر رحمه الله، انظر: فتح الباري (10/210) .
(4) الكلام بمعناه للإمام ابن القيم رحمه الله. انظر: الطب النبوي ص 131.



قال الله تعالى: {وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ *} [القلم: 51] .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (قال ابن عباس، ومجاهد، وغيرهما: (ليزلقونك: ليَنْفُذونك بأبصارهم. أي ليَعِينُونك بأبصارهم، بمعنى يحسدونك، لبغضهم إياك، لولا وقاية الله لك، وحمايته إياك منهم. وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتَها وتأثيرَها حق، وذلك بأمر الله الكوني القدري. كما وردت بذلك الأحاديث المروية من طرق متعددة كثيرة) . اهـ (1) . ثم ساق رحمه الله نحواً من عشرين رواية في ذلك، منها: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا (2) .
بيان العلاقة بين الحسد والعين (3) :
1 - الحسد، أعم من العين: لذا، فقد جاءت الاستعاذة في سورة الفلق، بما هو أعم، وهو الحسد، واستُغنِي عن ذكر العين لتضمن الحسد لها، قال تعالى: [الفَلَق: 5] {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ *} ، فالعين إذاً نوع من أنواع الحسد، فكل عائن حاسد إن كان خبيث الطبع قاصداً الإضرار، وإلا فهو عائن فقط، لكنْ ليس كل حاسد عائناً، فقد يحسد المرءُ لكرهه حصول نعمة ما على غيره، دون أن يوقع نظره عليه، والحاصل أن الحسد يقع بالكلام ويقوم بالنفس ويحصل بالنظر، ولا تقع العين بالنفس، ولا يتصل شرها إلا بالنظر إلى المعيون، أو بالكلام بعد النظر إليه، واستحسان ما عنده.
2 - العين تقع بمجرد النظر باستحسان، وقد يقع ذلك من الصالح وغيره. أما الحسد فلا يقع إلا من ضعيف الإيمان غافلٍ عن ذِكْر ربِّه.
3 - العين قد تقع من صاحب النعمة، ومن غيره، أما الحسد فلا يقع إلا من الغير.
4 - العين والحسد يشتركان في أمور ثلاثة: في السبب، وهو التشهي للنعمة، وفي وجوب الرقية منهما عند حصولهما، وفي الأثر فإن كلاهما مهلك موقع للضرر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) انظر: تفسير القرآن العظيم (4/482) .
(2) انفرد بتمامه مسلم، كتاب: السلام، باب: الطب والمرض والرقى، برقم (2188) ، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما. كما أخرج جزأه الأول: «الْعَيْنُ حَقٌّ» البخاريُّ؛ كتاب: الطب، باب: العين حق، برقم (5740) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) انظر في ذلك: العيون المخيفة، منصور الخميس ص 38، والطرق الحسان في علاج أمراض الجانّ، خليل أمين، ص 157.



الكتاب: التحصين من كيد الشياطين
المؤلف: د خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي

ابن الورد 12 Apr 2018 04:59 PM

رد: الحسد والعين وبيان العلاقة بينهما
 
حياك الله تعالى مديرنا الحبيب الغالي أبوخالد
نشكر لكم مشاركاتكم المباركة
وجزاكم الله تعالى عن الجميع خير الجزاء

نور الشمس 13 Apr 2018 02:14 AM

رد: الحسد والعين وبيان العلاقة بينهما
 
جزاك الله خير ..

سلطانه 14 Apr 2018 03:07 AM

رد: الحسد والعين وبيان العلاقة بينهما
 
جزاك الله وجعله في ميزان حسناتك
..

أبو خالد 15 Apr 2018 07:34 AM

رد: الحسد والعين وبيان العلاقة بينهما
 
شاكر مروركم جميعآ جزاكم الله خير


الساعة الآن 06:45 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي