موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

بعضها تم قطافه، والبعض ما زال يبحث عن تلة ترابية صغيرة لا تتعدى مساحتها عشرة سنتيمترات متشققة على شكل إشارة (+) غالباً، ليضع سكينه تحت هذه التلة ويخرج مما خلق الله سبحانه وتعالى هذا النبات العظيم.

وصف الكمأة
نبتة عظيمة القدر، يقدر حجمها بين الحمصة والتفاحة الكبيرة، طعمها لذيذ يفضله البعض على اللحم.
أغلى فاكهة في العالم هكذا قيل عنها في إحدى المقالات، الغذاء الوحيد الذي تخرج بذوره مع البرق، والرعد، وتتفاعل مع التربة، ليتكون هذا العطاء الرباني العظيم.
فوائد الكمأة من وحي النبوة
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين والعجوة من الجنة وهي شفاء من الجنة)) البخاري ومسلم، وفي لفظ آخر))هي شفاء من السم)).
2- حديث آخر: ((أن الكمأة من المن الذي أنزل الله على بني إسرائيل وماؤها شفاء العين)) مسلم
نستنبط من الحديثين فوائد عظيمة للكمأة
أولاً: انها من المن وهو الذي قال عنه تعالى في القرآن الكريم ((وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم)).
ثانياً: ماؤها شفاء للعين.
ثالثاً: يعده كل العالم من أطيب أنواع الطعام وهذا مصداقاً لقوله تعالى: (كلوا من طيبات ما رزقناكم)، ولذلك فهو أغلى أنواع النباتات على الإطلاق.
ظهور الكمأ
تباينت آراء النباتيون في ظهوره ولكن العرب أعرف بظهوره من غيرهم لأنهم من أول من اكتشف وعرف هذه النبتة، بسبب طبيعة البيئة التي تنبت فيها، فبعد أول مطرة بما يقارب شهرين يبدأون البحث عنه في براريهم، ويفضل أهل الفرات الزبيدي، ذي الحجم الكبير، وله أنواع عديدة البيضاء والسمراء، والمائل إلى اللون البني ويتراوح حجمه بين الصغير جداً إلى حجم تفاحة كبيرة
الموطن الأصلي
شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وفي مصر وليبيا والمغرب العربي وفي بعض الدول الأوربية، وتشتهر منها فرسنا.
إعجاز نبوي في ماء الكمأ
عن أبي هريرة قال:(أخذت ثلاثة أكمؤ أو خمساً أو سبعاً فعصرتهن فجعلت ماءهن في قارورة فكحلت بها جارية لي فبرئت)، وهذا الحديث أخرجه الترمذي.
قالوا في الكمأة
قال الغافقي: (ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به فإنه يقوي الجفن ويزيد الروح الباصر حدة وقوة ويدفع عنها النوازل).
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: (إن ماءها شفاء للعين مطلقاً فيعصر ماؤها فيجعل في العين منه، وقد رأيت أنا وغيري في زماننا من كان عمي وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردة فشفي وعاد إليه بصره).
المصادر
1- صحيح البخاري- 2- صحيح مسلم- 3- جامع الترمذي-4- شرح النووي على صحيح مسلم.5- التذكرة حرف الكاف.

م\ن