موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

قـفــة الـحـبـوبـة .. أو صـيـدلـيـة الأســرة .. تـذخـر سـابـقـاً بـالـعـديــد مـن الأعـشـاب الـطـبـيـة .. وعـنـدمـا يـشـعـر أحـد أفـراد الأسـرة بـأي تـوعـك كـان أول مـا يـشـكو له وعـكـتـه هـي الـحـبـوبـة ( طبيب الأسـرة ) وكـانـت الـصـيـدلـية في مـتـنـاول الـيـد ( القـفـة ) . في ذلك الزمـن لم تكن فاتورة المستوصف وروشتة الدواء تشكل أي عـبء على الأسـرة .. فذلك زمن ولى فولت معه العافية .. وأصبحت الحبوبة الآن أول من يهرع إلى المستوصف وأستبدلت القـفـة بشنطة اليد الفارهة المكتظة بالمساحيق لغطاء التجاعيد.

المحـريـب كان من ضمن محتويـات صيـدلـيـة ( قـفـة ) الـحـبـوبـة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فـــوائـــد المحريـب أو الحمـــريب:

في حديث الصحيحين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما فتح رسول الله (ص) مكة قام في الناس فحمد الله و أثنى عليه ثم قال (إن الله حبس عن مكّة الفيل و سلط عليها رسوله و المؤمنين، و إنها لم تحل لأحد كان قبلي، و إنما أحلت لي ساعة من نهار، و إنها لن تحل لاحد بعدي، فلا ينفر صيدها ، ولا يختلى شوكها و لا تحل ساقطتها
إلاّ لمنشد ......) فقال العباس : إلاّ الإذخِر، فإنا نجعله في قبورنا و بيوتنا ، فقال النبي (ص) : إلا الإذخر.

و بناءً على هذا الحديث الشريف ، فإن الإذخر هو المستثني الوحيد الذي يباح لأهل مكة قطعه و الاستفادة منه ،و يحرم عليهم المساس بكل صيد أو نبات بمكة غيره.

و يبدو أن مكة كانت معروفة بالإذخر أكثر من غيرها من مدن الحجاز، قال سيدنا بلال بن رباح
رضي الله عنه بعد هجرته إلى المدينة ، و قد جاذبه الشوق لمكّة:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ** بوادٍ و حولي إذخر و جليل
وهل أردن يوماً مياه مجنّة ** و هل يبدون لي شامة و طفيل

والوادي الذي عناه بلال هو وادي مكة ، و الجليل هو الثُّمام (التمام) و شامة و طفيل جبلان بمكة المكرمة.

و الإذخر نبات عشبي معمر ذو رائحة زكية ، و يوجد بكثرة في بوادي السودان ، و يسمى في السودان بالحمريب أو المحريب ، كلاهما منطوق به ، قال عكير الدامر

الحُقن اتملن و الدابي جاتو فضيحتو
غير خاتر مرق ضاقت عليهو فسيحتو
اِندشّ السرِح كرفت هواهو منيحتو
و الحمريب شهق فتّح قزايز ريحتو

و هذه صورة خريفية بارعة الجمال ، فقد جاد الخريف بمائه حتي امتلأت الوهاد (الحقن) و اضطرت الثعابين للخروج من جحورها و مكامنها ، أما شجر السرح فقد شبع رِيّا حتي (اندشّى) و شمت عطره السارحة من الضانئة و المعزى ، و تأمل الجمال في قوله عن الحمريب (فتّح قزايز ريحتو)!

و في بوادي السودان أيام الخريف ، لا شيء أروح للنفس من رائحة المحريب التي يحملها النسيم غبّ المطر،
و يحتفظ الإذخر بهذه الرائحة الطيبة حتي بعد جفافه بزمان طويل ، فإذا ما بللته (فتّح قزايز ريحتو) مرة أخرى،

و بمناسبة قول العباس رضي الله عنه ( إنا نجعله في قبورنا و بيوتنا) فقد ذكروا أن بعض مقابر الفراعنة التي اكتشفت في مصر ، ما إنْ فتحوا توابيتها عن الموتي حتى فاحت رائحة الإذخر ، وهي مقابر عمر بعضها أكثر من ثلاثة آلاف سنة فتأمل !

و للإذخر أو الحمريب فوائد طبية جمّة ، فقد ذكر أهل الطب القديم أنه مدرّ للبول و الطمث ، و مضاد للسُموم ،و محلل للأورام الصلبة في المعدة و الكليتين ، و ينفع في حالات المغص و تقلصات المعدة،
و طارد لغازات البطن ،،، و مكانة الإذخر من كتب طب الأعشاب جد مهمّة ، فليرجع إليها من شاء حتى يستقصي فوائده جميعاً.

فوائد المحريب:-
بعد غلى نبتة المحريب فى كمية من الماء مقدار نصف لتر لمدة 20 دقيقة ثم يترك ليبرد قليلا ثم يشرب وهو دافئ ويكرر حسب الحوجة
*يفيد استخدامه فى علاج انتفاخ المعدة والمغص
* ينظف المثانة من الحصاوى الترابية ومدر للبول وينفع حرقان البول
*يستخدم فى علاج الام الطمث وتاخر الدورة الشهرية
* اذا غمرت نبتة المحريب فى الزير فانها تطفئ على الماء نكهة جميلة
* يستخدم نقيع المحريب ايضا فى( الحلو مر والشربوت) كنكهة
* له فائدة قصوى للنفساء فى تخفيف الام مابعد الولادة وادرار اللبن
* يستخدم مع النشا (وهى من دقيق الذرة مضاف اليه الماء ويغلى فى النار) كوجبة خفيفة

وأيـضـاً عـن الـمـحـريـب :

الإذخر، المحريب، لحية التيس، المرحبيب

الأذخر:

هو نبات عشبي معمر ذو رائحة عطرية ذكية تشبه في الغالب رائحة الورد
تستخدم جميع اجزاء النبات.المحتويات الكيميائية للنبات يحتوي النبات على زيوت طيارة وأهم مركبات هذا الزيت هي: جيرانيول المشابهة لزيت عشب الليمون، وسترال الذي يستخدم كمادة اولية في صناعة فيتامين "أ" بجانب تحويله إلى عطر الاينون. وكذلك مركب سترول. كما يحتوي على فلافونيدات.
انه لطيف، مفتح للسدد وافواه العروق، يدر البول والطمث ويفتت الحصى، ويحلل الاورام الصلبة في المعدة والكبد والكليتين شرباً وضماداً، واصله (جذره) يقوي عمود الاسنان والمعدة ويسكن الغثيان ويعقل البطن".
"انه يسكن آلام الاسنان مضمضمة، ويفتت الحصى، وينفع نفث الدم ويحلل الاورام مطلقاً، ويقاوم السموم، وينقي الصدر والمعدة، وهو يفيد الكلى ويصلحه ماء الورد وشربته حوالي 5جرامات واجود الأذخر الحديث النمو، الأصفر، المأخوذ من ارض الحجاز ثم من مصر والعراقي رديء جداً".
الات المفاصل: ينفع العضل وينفع التشتج اذا شرب منه ربع مثقال بفلفل ودهنه يذهب الاعياء.
اعضاء الغذاء: اصله يقوي المعدة ويشهي الطعام واصله ايضاً يسكن الغثيان منه مثقال خصوصاً مع وزنه فلفل وفقاحه يسكن اوجاع المعدة وينفع من اورام المعدة واورام الكبد.
اعضاء النفض: ينفع من اوجاع الرحم خاصة والقعود في طبيخه لاورام الرحم الحارة وكذلك اذا قطر فيه او يحسى من مائه وبزرهما يفتت الحصاة ويعقل الطبيعة خصوصاً الاجاميان منه ويقطعان نزف النساء وفقاحه ينقع من اوجاع الكلي ونزف الدم منها واذا شرب من اصله مقدار مثقال مع الفلفل نفع من الاستسقاء وفقاحه ينفع من اورام المقعدة.
الأذخر مفيد في حالات الحمى، والتهابات القصبة الهوائية، وامراض القلب والتهابات الحنجرة، صرع الأطفال، امراض الروماتيزم، آلام الاعصاب، الساق والجذور معاً يفيدان في عمل ترياق مضاد لسم الأفاعي والعقارب".
ان نبات الأذخر منشط وطارد للغازات ومضاد للتقلصات ومعرق ويفيد كثيراً في تطبل البطن وفي التقلصات المتقطعة وخاصة المصاحبة للتبرز، اما خارجيا فيستعمل كمنفط مضاد للروماتيزم والآلام القطنية، كما يستخدم في صناعة اجمل العطور وفي الصابون.ويقول قطب في كتابه "النباتات الطبية في ليبيا" للأذخر تأثير في عدم انضباط الدورة الشهرية، ومفيد جداً لحالات المغص للاطفال.
( منقول من الجمعية السودانيه لحماية وتنمية البيئة)