موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   الرسل والأنبياء في القرآن والسنة ـ دراسات وأبحاث . الإدارة العلمية والبحوث The prophets and apostle (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   الوحي (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=41164)

سلطانه 01 May 2018 10:17 PM

الوحي
 
الوحي


قال الله تعالى:
﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ * وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 51 - 53].

تعريف الوحي:
• ورد لفظ الوحي ومشتقاته في القرآن الكريم 78 مرَّة.

ومن استعراض المادة بكافة اشتقاقاتها، وعلى ضوء ما قَرَّرَتْهُ معاجم اللغة، نستطيع أن نخلص إلى هذه التعريفات:
الوحي في اللغة: يطلق على الإشارة والإيماء، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾ [مريم: 11]، وعلى الإلهام الذي يقع في النفس وهو أخفى من الإيماء، ومنه قوله عز وجل: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ﴾ [القصص: 7]، وعلى ما يكون غريزةً دائمةً، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ﴾ [النحل: 68]، وعلى الإعلام في الخفاء، وهو أن تُعْلِمَ إنسانًا بأمر تُخفِيه على غيره، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ﴾ [الأنعام: 112]، وأُطْلِقَ على الكتابة والرِّسَالة؛ لما فيها من التَّخصِيص.

• ووحي الله إلى أنبيائه: هو ما يلقيه إليهم من العلم الضروري الذي يخفيه عن غيرهم، بعد أن يكون قد أعدَّ أرواحهم لتلقيه بواسطة كالمَلَكِ أو بغير واسطة.

وقد عرَّفه الشيخ محمد عبده، في رسالة التوحيد بأنه: "عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من قِبَل الله بواسطة أو بغير واسطة، والأول: بصوت يتمثَّل لسمعه أو بغير صوت، ويُفَرَّق بينه وبين الإلهام، بأن الإلهام وجد أن تستيقنه النفس، وتنساق إلى ما يطلب على غير شعور منها من أين أتى، وهو أشبَه بوُجْدان الجوع والعطش، والحزن والسرور".

ضرورة الوحي:
• وقد تحدَّث القرآن الكريم عن ضرورة الوحي وحتميَّته، وعن أهمية إرسال الرسل، وإنزال الكتب؛ فقال سبحانه وتعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]، وقال عز وجل: ﴿ وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى ﴾ [طه: 134]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [القصص: 47]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا ﴾ [القصص:59].

وفي الصحيحين، عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسَلَّم قال: ((لا أحد أحبُّ إليه العذرُ من الله؛ ومن أجل ذلك بعث الرسل مبشرين ومنذِرين)).

هداية العقل، وهداية النبي:
وقد ذهب البعض إلى أن: هداية العقل تُغني عن هِدَاية النبي، وفسَّروا (الرَّسول) في قوله تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15] بالعقل.

وهو وَهْم وَنَزَق تنفيه الآيات الأخرى التي تحدَّثَت عن الرسول، والتي لا يمكن - بحال من الأحوال - تفسير (الرسول) فيها (بالعقل)؛ كما في قوله تعالى: ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165]، وقوله عَزَّ وجل: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا ﴾ [القصص: 59]، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرات.

في كل أمَّةٍ رسُول:
• ولقد أوحى الله إلى رسل كثيرين؛ منهم من قصَّ عَلَينا نبأه في القرآن عِظَة وذكرى، ومنهم من لم يقصص علينا نبأه، ولنا أن نَسْأل: إن الرسل الذين قص القرآن علينا أنباءهم يكادون يَنْحَصرون في المنطقة العربية وما حولها؛ فهل كانت هذه المنطقة وحدها - كما قد يتوهم البعض - هي منطقة النبوَّات؟ وهل خلت الأرض - فيما عدَا هذه المنطقة - من الأنبياء والمرسلين؟ مع أن الأرض - في تاريخها القديم - قامت عليها حضارَات كثيرة، هنديَّة وصِينيَّة وإغريقية، ويستبعد العقل أن تكون هذه الحضارات قد قامت بعيدًا عن وحي الله، وهداية الرسل.

وقد وضَّح القرآن الكريم الإجابة على هذا السؤال؛ حيث يقول: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وحيث يقول: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24].

لقد أرسل الله رسله إلى أمَم الأرض كلها هادين، مبشِّرِين ومنذرين؛ لئلا يكون للنَّاس على الله حجة، فيقولوا: ربنا لولا أرسلت إلينا رسولاً.

كلام الله ووحيُه:
• وضروب تكليم الله للبشر حدَّدَته آية الشورى، التي نحن بصدَدِ تفسيرها: ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ﴾ [الشورى: 51].

والوحي هنا النَّفَث في الروع، ومنه قوله صلَّى الله عليه وسَلَّم فيما يرويه ابن حِبَّان: ((إن الروح القدس نفَث في رُوعي: أن نفسًا لن تموت حتى تَستكمِل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجْمِلوا في الطلب، خذوا ما حل، ودعوا ما حَرُم)).

وقوله: ﴿ أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ [الشورى: 51] كما كلَّم موسى، وقد سمى الله تكليمه لموسى وحيًا في قوله تعالى: ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه: 13].

واستدلوا بتأكيد الفعل في قوله تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾ [النساء: 164] على تكليم الله لموسى حقيقة لا مجازًا، يعنون أنه لو قال - في هذه الآية - كما قال في سورة البقرة: ﴿ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 253]، لم يزد عليه (تكليمًا) المؤكِّدة لجاز أن يكون التكليم مجازًا، فإن الفراء قال: "إن العرب تسمي ما وصل إلى الإنسان كلامًا بأي طريق وصل ما لم يؤكد بالمصدَر، فإذا أكد لم يكن إلا حقيقة الكلام".

وقوله تعالى: ﴿ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ﴾ [الشورى:51]، المقصود بالرسول: ملك الوحي المعبَّر عنه بالروح الأمين، وهو جبريل عليه السلام.

حالات الوحي إلى الرسول الخاتم:
وقد كان للوحي إلى الرسول الخاتم محمد صلَّى الله عليه وسَلَّم عدَّة حالات لا تخرج عمَّا جاء في هذه الآية الجامعة:
1) منها: الرؤيا، فقد روى البخاري، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "وأول ما بُدئ به رسول الله صلَّى الله عليه وسَلَّم من الوحي: الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح"، وقد سبق لإبراهيم عليه السلام أن رأى في منامه أنه يذبح ابنه، فصدق ما رأى، وهَمَّ بتنفيذه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى ﴾ [الصافات: 102].

2) ومنها: ما كان يُلْقيه المَلَك في روعِهِ وقلبه من غير أن يراه، كما في قوله صلَّى الله عليه وسَلَّم: ((إن روح القدس نفث في روعي))، وقد مرَّ.

3) ومنها: أنَّه صلَّى الله عليه وسَلَّم كان يتمثل له الملك رجلاً، فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول، وفي هذه المرتبَة كان يراه الصحابة أحيانًا؛ كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله صلَّى الله عليه وسَلَّم إذ طلع علينا رجل شديدُ بَياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرَى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه" الحديث.

وفيه: أنه سأل النبيَّ صلَّى الله عليه وسَلَّم عن الإسلام، والإيمان، والإحسان، وعلم الساعة، وأن النبي صلَّى الله عليه وسَلَّم قال: ((ذلك جبريل جاء يعلمكم أمورَ دينكم)).

وكان كثيرًا ما يأتيه في صورة دحية بن فضالة الكلبي، ولعل نزول الوحي في صورة هذا الصحابي كان بعد الهجرة؛ إذ إن دحية لم يُسْلم إلا بعد غزوة بدر.

4) ومنها: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس - وكان أشده عليه صلَّى الله عليه وسَلَّم فيتلبس به الملك، حتى إن جبينه ليَتَفَصَّدُ عرقًا في اليوم الشديد البرد، وحتى إن راحلته لتبرك به إلى الأرض إذا كان راكبَها، ولقد جاءه الوحي مرة كذلك، وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت تُضِّرُّها.

5) ومنها: أنه يرى الملك في صورته التي خلق عليها، فيوحي إليه ما شاء الله أن يوحيَه، وهذا وقع له مرتين كما قصَّ الله علينا في سورتي التكوير والنجم؛ قال تعالى في سورة التكوير: ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ * وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ﴾ [التكوير: 19 - 23]، وقال تعالى - في سورة النجم -: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ﴾ [النجم: 1 - 15].

وقد أورد ابن القيم في كتابه: "زاد المعاد" حالتين للوحي غير ما ذكر: "الأولى: كلام الله للنبي صلَّى الله عليه وسَلَّم منه إليه بلا واسطة ملك، كما كلم الله موسى بن عمران.

الثانية: تكليم الله له كفاحًا من غير حجاب، ويرى ابنُ تيمية أن الصواب هو ما ذهبت إليه عائشة رضي الله عنها ووافقها عليه جمهور الصحابة، كما حكاه عثمان بن سعيد الدارمي إجماعًا للصحابة، وهو الحق؛ إذ إن المراجع الصحيحة تنفي أن يكون الرسول صلَّى الله عليه وسَلَّم قد رأى ربه في الدنيا".

أما الحالة الأولى التي أوردها ابن القيم - فإنه على فرض ثبوتها - يمكن أن تفهم من حالات الوحي التي سبق أن ذكرناها.

الوحي رُوح:
• وقد سمَّت (آية الشورى) التي نحن بصدد تفسيرها الوحيَ رُوحًا؛ حيث يقول الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى: 52]؛ لأن به حياة الأفراد والأمم، وسعادة الدنيا والآخرة، وإنما قال: ﴿ مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى: 52]؛ لأنه أنزله كما يشاء على من يشاء من النَّظْمِ المُعْجِز، والتأليف المُعْجِب، ويمكن أن يحمل قوله تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]، أي: يسألونك: من أين لك هذا القرآن؟ قل: إنه من أمر الله، أنزله عليَّ معجِزًا.

• وقوله تعالى: ﴿ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ﴾ [الشورى: 52] توضحه آيات أخرى؛ كقوله تعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 48]، وقوله تعالى: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾ [الضحى: 7].

وحي الشياطين:
والشياطين لا تَفتُر عن وَسْوَسَتِها، وإلقائها الوحي إلى أوليائها، فقد قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه، فقال: صدق، وتلا قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ﴾ [الأنعام: 121].

ومن وحي الشياطين - كما يقول الشيخ رشيد رضا رحمه الله في تفسيره - ما جاء في كتب الصوفية من ضلالات وزندقة وأوهام، بل إن الشياطين لعبت بأوهام الصوفية وأهوائهم حتى زعموا أن الوحي إليهم أفضل من الوحي إلى الأنبياء، فابن عربي يرى: أن الأولياء أفضل من الأنبياء، وأن الأنبياء وسائر الأولياء يأخذون عن خاتم الأولياء، وأنه هو يأخذ من المعدِن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي إلى الرسول، فإن الملك عنده هو الخيال الذي في النفس، وهو جبريل عندهم، وذلك الخيال تابع للعقل، فالنبي عندهم: يأخذ من هذا الخيال ما يسمعه من الصوت نفسه، ولهذا يقولون: إن موسى كلم من سماء عقله، والصوت الذي سمعه كان في نفسه لا في الخارج، ويدعي أحدهم أنه أفضل من موسى، كما ادعى ابن عربي أنه أفضل من محمد صلَّى الله عليه وسَلَّم حيث ادعى أنه يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحى به إلى النبي.

أرأيت إلى الشيطان كيف يلقي بأتباعه في هوة من الظلمات لا قرار لها؟ ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40].


:88::88:
المصدر | رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/3225/#ixzz5EHLd2713

ابن الورد 02 May 2018 02:14 PM

رد: الوحي
 
أختي الفاضلة الكريمة سلطانة
نشكر لكم مشاركاتكم المباركة
وجزاكم الله تعالى عن الجميع خير الجزاء

سلطانه 02 May 2018 08:35 PM

رد: الوحي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسن (المشاركة 174585)
أختي الفاضلة الكريمة سلطانة
نشكر لكم مشاركاتكم المباركة
وجزاكم الله تعالى عن الجميع خير الجزاء

العفو
آن شاء الله آجمعين

نور الشمس 03 May 2018 05:08 PM

رد: الوحي
 
جزاك الله خير ..

سلطانه 10 May 2018 11:32 AM

رد: الوحي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الشمس (المشاركة 174602)
جزاك الله خير ..

أهلاً وسهلاً
انرتي .


الساعة الآن 03:25 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي