موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   عالم الجان ـ علومه ـ أخباره ـ أسراره ـ خفاياه . الإدارة العلمية والبحوث World of the jinn (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   تفسيروشرح الآية الأولى من سورة الجن لعدة مفسرين الجزء الثالث . (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=9574)

ابن الورد 03 Jan 2009 11:35 AM

تفسيروشرح الآية الأولى من سورة الجن لعدة مفسرين الجزء الثالث .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الجن مكية وآيها ثمان وعشرون آية
بسم الله الرحمن الرحيم
الجن : ( 1 ) قل أوحي إلي . . . . .
) قل أوحي إلي ( وقرىء أحي وأصله وحى من وحى إليه فقلبت الواو همزة لضمتها ووحى على الأصل وفاعله ) أنه استمع نفر من الجن ( والنفر ما بين الثلاثة إلى العشرة و ) الجن ( أجسام عاقلة خفية يغلب عليهم النارية أو الهوائية وقيل نوع من الأرواح المجردة وقيل نفوس بشرية مفارقة عن أبدانها وفيه دلالة على أنه عليه الصلاة والسلام ما رآهم ولم يقرأ عليهم وإنما اتفق حضورهم في بعض أوقات قراءته فسمعوها فأخبر الله به رسوله ) فقالوا ( لما رجعوا إلى قومهم ) إنا سمعنا قرآنا ( كتابا ) عجبا ( بديعا مباينا لكلام الناس في حسن نظمه ودقة معناه وهو مصدر وصف به للمبالغة
تفسير البضاوي ج5ص397
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الجن

وهي مكية بإجماع من المفسرين
قوله عز وجل
الجن : ( 1 - 3 ) قل أوحي إلي . . . . .
قرأ جمهور الناس ( قل اوحي الي ) من اوحى يوحي
وقرا أبو أناس جوية بن عائذ ( قل اوحى إلي ) من وحى يحي ووحى واوحى بمعنى واحد وقال العجاج ( وحى لها القرار فاستقرت )
وقرا أيضا جوية فيما روى عنه الكسائي ( قل أحي ) أبدلت الواو همزة كما أبدلوها في وسادة وإسادة وغير ذلك
وكذلك قرأ ابن أبي عبلة وحكى الطبري عن عاصم انه كان يكسر كل ألف في السورة من ( أن ) و ( إن ) الا قوله تعالى ^ وان المساجد لله ^ الجن 18
وحكي عن أبي عمرو انه يكسر من اولها إلى قوله ^ وإن لو استقاموا على الطريقة ^ الجن 16 فإنه كان يفتح همزة وما بعدها إلى آخر السورة
فعلى ما حكي يلزم أن تكون الهمزة مكسورة في قوله ( إنه استمع ) وليس ما ذكر بثابت
وذكر أبو على الفارسي ان ابن كثير وأبا عمرو فتحا أربعة أحرف من السورة وكسرا غير ذلك ^ أنه استمع ^ ^ وإن لو استقاموا ^ الجن 16 ^ وإن المساجد ^ الجن 18 ^ وإنه لما قام ^ الجن 19 وان نافعا وعاصما في رواية أبي بكر والمفضل وافقا في الثلاثة وكسرا ^ وإنه لما قام ^ الجن 19 مع سائر ما في السورة
وذكر أن ابن عامر وحمزة والكسائي كانوا يقرأون كل ما في السورة بالفتح الا ما جاء بعد قول أو فاء جزاء وكذلك حفص عن عاصم فترتب إجماع القراء على فتح الألف من ^ أنه استمع ^ و ( ان لو استقاموا ) ( وان المساجد )
وذكر الزهراوي عن علقمة انه كان يفتح الألف في السورة كلها
واختلف الناس في الفتح من هذه الألفات وفي الكسر اختلافا كثيرا يطول ذكره وحصره وتقصي معانيه
قال أبو حاتم أما الفتح فعلى ^ اوحي ^ فهو كله في موضع رفع على ما لم يسم فاعله
وأما الكسر فحكاية وابتداء وبعد القول
وهؤلاء النفر من الجن هم الذين صادفوا رسول الله  يقرأ ببطن نخلة في صلاة الصبح وهو يريد عكاظ
وقد تقدم قصصهم في سورة الأحقاف في تفسير قوله تعالى ^ وإذا صرفنا نفرا من الجن ^ الأحقاف 29
وقول الجن ^ إنا سمعنا ^ الآيات هو خطاب منهم لقومهم الذين ولوا اليهم منذرين و ^ قرآنا عجبا ^ معناه ذا عجب لأن العجب مصدر يقع من سامع القرآن لبراعته وفصاحته ومضمناته وليس نفس القرآن هو العجب
تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج5 379
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن (
تفسير سورة الجن

وهي مكية
الجن : ( 1 ( قل أوحي إلي . . . . .

قوله تعالى : ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ( سبب نزول هذه الآية ما روى سعيد بن جبير عن ابن عباس ' أن النبي انطلق في نفر من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، فمر بالنخلة ، وقد كان الشياطين منعوا من السماء ، وأرسلت الشهب عليهم ، فقالوا لقومهم : قد حيل بيننا وبين خبر السماء ، فقالوا : إنما ذلك لأمر حدث في الأرض .
وروى أنهم قالوا ذلك لإبليس ، وأن إبليس قال لهم : اضربوا في مشارق الأرض ومغاربها لتعرفوا ما الأمر الذي حدث ؟ فمر نفر منهم نحو تهامة فرأوا النبي يصلي بأصحابه صلاة الفجر ببطن نخلة ، وهو يقرأ القرآن ، فقالوا : هذا هو الأمر الذي حدث ، ورجعوا إلى قومهم وأخبروهم بذلك ، وأنزل الله تعالى هذه الآية ' .
وقد روى البخاري في الصحيح نحوا ( من رواية ( ابن عباس .
وذكر ابن جريح في تفسيره عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن ابن مسعود ' أن النبي انطلق إلى الجن ليقرأ عليهم القرآن ويدعوهم إلى الله ، فقال لأصحابه : من يصحبني منكم ؟ وفي رواية : ليقم منكم رجل معي ليس في قلبه حبة خردل من كبر .
فسكت القوم .
فقال ذلك ثانيا وثالثا ، فقام عبد الله بن مسعود ، قال ابن مسعود : فانطلقت مع رسول الله قبل الحجون حتى دخلنا شعب أبي دب ، فقال : فخط لي خطا فقال : لا تبرح هذا الخط ، ونزل عليه الجن مثل الحجل .
قال فقرأ عليهمالقرآن وعلا صوته ، فلصقوا بالأرض حتى لا أراهم ' وفي رواية : انهم قالوا له : ' ما أنت ؟ ما أنت ؟ قال : نبي .
قالوا : ومن يشهد لك ؟ فقال : هذه الشجرة ، قال : فدعا الشجرة فجاءت تجر عروقها ، لها قعاقع ، وشهدت الشجرة له بالنبوة ، ثم عادت إلى مكانها ' وفي هذا الخبر : ' أنهم سألوه الزاد فأعطاهم العظم والبعر ، فكانوا يجدون العظم أوقر ما يكون لحما ، والبعر علفا لدوابهم ، ونهى الرسول حينئذ الاستنجاء بالعظم والروث ' .
قال جماعة من أهل التفسير : أن أمر الجن كان مرتين ، مرة بمكة ومرة ببطن نخلة ، فالذي رواه ابن عباس هو الذي كان ببطن نخلة ، والذي رواه ابن مسعود هو الذي كان بمكة ، فأما الذي كان ببطن نخلة فإنهم مروا بالنبي واستمعوا القرآن ، وأما الذي كان بمكة فإن الرسول انطلق إليهم ، وقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى الإيمان ، فهذا هو الجمع بين الروايتين .
وقد روى أن عبد الله بن مسعود رأى بالعراق قوما من الزط ، فقال : أشبههم بالجن ليلة الجن .
وفي رواية علقمة : أنه قال لعبد الله بن مسعود : هل كان منكم أحد مع رسول الله ليلة الجن ؟ قال : لا ، ما شهده منا أحد ، وساق خبرا ذكره مسلم في كتابه .
وفي الباب اختلاف كثير في الروايات ، وأما ما ذكرناه هو المختصر منها ، ويحتمل أن ابن مسعود كان مع رسول الله ليلة الجن إلا أنه لم يكن معه عند خطاب الجن وقراءة القرآن ، عليهم ، فإنه روى أنه قال : ' خط رسول الله لي خطا وقال : لا تبرح هذا الخط وانطلق في الجبل ، قال فسمعت لغطا وصوتا عظيما ، فأردت أن أذهب في أثره ، فذكرت قول رسول الله : لا تبرح الخط فلم أذهب ، فلما رجع ذكرت له ذلك ، فقال لي : لو خرجت من الخط لم ترني أبدا ' .
قوله تعالى : ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ( قال الفراء : النفر اسم لما بين الثلاثة إلى عشرة .
وحكاه ابن السكيت أيضا عن ابن زيد .
يقولون : عشرة نفر ، ولا يقولون : عشرون نفرا ، ولا ثلاثون نفرا .
وقد روى أنهم كانوا تسعة نفر ، وذكروا أسماءهم ، وقد بينا .
وروى عاصم عن زر أنه كان فيهم زوبعة .
تفسيير السمعاني ج6ص64
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الجن
مكية وآياتها ثمان وعشرون
مقدمة السورة أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت سورة الجن بمكة
وأخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله
وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : نزلت سورة ) قل أوحي ( بمكة

الآية 1 - 10
الجن : ( 1 - 10 ) قل أوحي إلي . . . . .

أخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وبان المنذر والحاكم والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ابن عباس قال : انطلق النبي  في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم فقالوا : أحيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب فقالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما الذي حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين ذهبوا نحو تهامة إلى النبي  وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا ) إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ( فأنزل الله على نبيه ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ( وإنما أوحى إليه قول الجن
وأخرج ابن المنذر عن عبد الملك قال : لم تحرس الجن في الفترة بين عيسى ومحمد فلما بعث الله محمدا  حرست السماء الدنيا ورميت الجن بالشهب فاجتمعت إلى إبليس فقال : لقد حدث في الأرض حدث فتعرفوا فأخبرونا ما هذا الحدث فبعث هؤلاء النفر إلى تهامة وإلى جانب اليمن وهم أشراف الجن وسادتهم فوجدوا النبي  يصلي صلاة الغداة بنخلة فسمعوه يتلوا القرآن فلما حضروه قال : أنصتوا فلما قضى يعني بذلك أنه فرغ من صلاة الصبح ولوا إلى قومهم منذرين مؤمنين لم يشعر بهم حتى نزل ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ( يقال : سبعة من أهل نصيبين
وأخرج ابن الجوزي في كتاب صفوة الصفوة بسنده عن سهل بن عبد الله قال : كنت في ناحية ديار عاد إذا رأيت مدينة من حجر منقورة في وسطها قصر من حجارة تأويه الجن فدخلت فإذا شيخ عظيم الخلق يصلي نحو الكعبة وعليه جبة صوف فيها طراوة فلم أتعجب من عظم خلقته كتعجبي من طراوة جبته فسلمت عليه فرد علي السلام وقال : يا سهل إن الأبدان لا تخلق الثياب وإنما يخلقها روائح الذنوب ومطاعم السحت وإن هذه الجبة علي منذ سبعمائة سنة لقيت بها عيسى ومحمدا عليهما السلام فآمنت بهما فقلت له : ومن أنت قال : أنا من الذين نزلت فيهم ) قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ( قال : كانوا من جن نصيبين .
تفسير الدر المنثور ج8 ص 297
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الجن
مكية في قول الجميع وهي ثمان وعشرون آية
الجن : ) 1 ( قل أوحي إلي . . . . .

) الجن 1 : 3 (
فيه خمس مسائل : الأولى قوله تعالى : ) قل أوحي إلي ( أي قل يا محمد لأمتك : أوحى الله إلي على لسان جبريل ) أنه استمع ( إلي ) نفر من الجن ( وما كان عليه السلام عالما به قبل أن أوحي إليه هكذا قال بن عباس وغيره على ما يأتي وقرأ بن أبي عبلة أحي على الأصل يقال : أوحي إليه ووحى فقلبت الواو همزة ومنه قوله تعالى : وإذا الرسل أقتت المرسلات وهو من القلب المطلق جوازه في كل واو مضمومة وقد أطلقه المازني في المكسورة أيضا كإشاح وإسادة وإعاء أخيه ونحوه الثانية واختلف هل راهم النبي  أم لا فظاهر القرآن يدل على أنه لم يرهم لقوله تعالى : استمع وقوله تعالى : وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن الأحقاف وفي صحيح مسلم والترمذي عن بن عباس قال : ما قرأ رسول الله على الجن وما رآهم انطلق رسول الله  في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم قالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا : ما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا : هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله عز وجل على نبيه محمد  : قل أوحي إلي أنه أستمع نفر من الجن رواه الترمذي عن بن عباس قال : قول الجن لقومهم لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا قال : لما رأوه يصلي وأصحابه يصلون بصلاته فيسجدون بسجوده قال : تعجبوا من طواعية أصحابه له قالوا لقومهم : لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا قال : هذا حديث حسن صحيح ففي هذا الحديث دليل على أنه عليه السلام لم ير الجن ولكنهم حضروه وسمعوا قراءته وفيه دليل على أن الجن كانوا مع الشياطين حين تجسسوا الخبر بسبب الشياطين لما رموا بالشهب وكان المرميون بالشهب من الجن أيضا وقيل لهم شياطين كما قال : شياطين الإنس والجن فإن الشيطان كل متمرد وخارج عن طاعة الله وفي الترمذي عن بن عباس قال : كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون إلى الوحي فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا فأما الكلمة فتكون حقا وأما ما زادوا فيها فيكون باطلا فلما بعث رسول الله  منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لإبليس ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك فقال لهم إبليس : ما هذا الأمر إلا من أمر قد حدث في الأرض فبعث جنوده فوجدوا رسول الله  قائما يصلي بين جبلين أراه قال بمكة فأتوه فأخبروه فقال : هذا الحدث الذي حدث في الأرض قال : هذا حديث حسن صحيح فدل هذا الحديث على أن الجن رموا كما رميت الشياطين وفي رواية السدي : أنهم موا أتوا إبليس فأخبروه بما كان من أمرهم فقال : ايتوني من كل أرض بقبضة من تراب أشمها فأتوه فشم فقال : صاحبكم بمكة فبعث نفرا من الجن قيل : كانوا سبعة وقيل : تسعة منهم زوبعة وروى عاصم عن زر قال : قدم رهط زوبعة وأصحابه على النبي  وقالالثمالي : بلغني أنهم من بني الشيصبان وهم أكثر الجن عدداوأقواهم شوكة وهم عامة جنود إبليس وروى أيضا عاصم عن زر : أنهم كانوا سبعة نفر ثلاثة من أهل حران وأربعة من أهل نصيبين وحكى جويبر عن الضحاك : أنهم كانوا تسعة من أهل نصيبين [ قرية باليمن غير التي بالعراق ] وقيل : إن الجن الذين أتوا مكة جن نصيبين والذين أتوه بنخلة جن نينوى وقد مضى بيان هذا في سورة الأحقاف قال عكرمة : والسورة التي كان يقرؤها رسول الله  أقرأ باسم ربك العلق وقد مضى في سورة الأحقاف التعريف باسم النفر من الجن فلا معنى لإعادة ذلك وقيل : إن النبي  رأى الجن ليلة الجن وهو أثبت روى عامر الشعبي قال : سألت علقمة هل كان بن مسعود شهد مع رسول الله  ليلة الجن فقال علقمة : أنا سألت بن مسعود فقلت : هل شهد أحد منكم مع رسول الله  ليلة الجن قال : لا ولكنا كنا مع رسول الله  ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال : فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبح إذا هو يجيء من قبل حراء فقلنا : يا رسول الله فقدناك وطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال : ) أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ) فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة فقال : ) لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعرة علف لدوابكم فقال رسول الله  : فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم الجن ) قال بن العربي : وبن مسعود أعرف من بن عباس لأنه شاهده وبن عباس سمعه وليس الخبر كالمعاينة وقد قيل : إن الجن أتوا رسول الله  دفعتين : إحداهما بمكة وهي التي ذكرها بن مسعود والثانية بنخلة وهي التي ذكرها بن عباس قال البيهقي : الذي حكاه عبد الله بن عباس إنما هو في أول ما سمعت الجن قراءة النبي  وعلمت بحاله وفي ذلك الوقت لم يقرأ عليهم ولم يرهم كما حكاه ثم أتاه داعي الجن مرة أخرى فذهب معه وقرأ عليهم القرآن كما حكاه عبد الله بن مسعود قال البيهقي : والأحاديث الصحاح تدل على أن بن مسعود لم يكن مع النبي  ليلة الجن وإنما سار معه حين انطلق به وبغيره يريه آثار الجن وآثار نيرانهم قال : وقد روي من غير وجه أنه كان معه ليلتئذ وقد مضى هذا المعنى في سورة الأحقاف والحمد لله روي عن بن مسعود أن النبي  قال : ) أمرت أن أتلو القرآن على الجن فمن يذهب معي ) فسكتوا ثم قال الثانية ثم قال الثالثة ثم قال عبد الله بن مسعود : أنا أذهب معك يا رسول الله فانطلق حتى جاء الحجون عند شعب أبي دب فخط علي خطا فقال : ) لا تجاوزه ) ثم مضى إلى الحجون فانحدر عليه أمثال الحجل يحدرون الحجارة بأقدامهم يمشون يقرعون في دفوفهم كما تقرع النسوة في دفوفها حتى غشوه فلا أراه فقمت فأومئ إلي بيده أن أجلس فتلا القرآن فلم يزل صوته يرتفع ولصقوا بالأرض حتى ما أراهم فلما انفتل إلي قال : ) أردت أن تأتيني ) قلت : نعم يا رسول الله قال : ) ما كان ذلك لك هؤلاء الجن أتوا يستمعون القرآن ثم ولوا إلى قومهم منذرين فسألوني الزاد فزودتهم العظم والبعر فلا يستطيبن أحدكم بعظم ولا بعر )
قال عكرمة : وكانوا اثني عشر ألفا من جزيرة الموصل وفي رواية : أنطلق بي عليه السلام حتى إذا جئنا المسجد الذي عند حائط عوف خط لي خطا فأتاه نفر منهم فقال أصحابنا كأنهم رجال الزط وكأن وجوههم المكاكي فقالوا : ما أنت قال : ) أنا نبي الله ) قالوا : فمن يشهد لك على ذلك قال : ) هذه الشجرة ) فقال : ) يا شجرة ) فجاءت تجر عروقها لها قعاقع حتى أنتصبت بين يديه فقال : ) على ماذا تشهدين ) قالت : أشهد أنك رسول الله فرجعت كما جاءت تجر بعروقها الحجارة لها قعاقع حتى عادت كما كانت ثم روى أنه عليه السلام لما فرغ وضع رأسه على حجر بن مسعود فرقد ثم استيقظ فقال : ) هل من وضوء ) قال : لا إلا أن معي إداوة فيها نبيذ فقال : ) هل هو إلا تمر وماء ) فتوضأ منه الثالثة قد مضى الكلام في الماء في سورة الحجر وما يستنجى به في سورة براءة فلا معنى للإعادة الرابعة وأختلف أهل العلم في أصل الجن فروى إسماعيل عن الحسن البصري : أن الجن ولد إبليس والإنس ولد آدم ومن هؤلاء وهؤلاء مؤمنون وكافرون وهم شركاء في الثواب والعقاب فمن كان من هؤلاء وهؤلاء مؤمنا فهو ولي الله ومن كان من هؤلاء وهؤلاء كافرا فهو شيطان وروى الضحاك عن بن عباس : أن الجن هم ولد الجان وليسوا بشياطين وهم يؤمنون ومنهم المؤمن ومنهم الكافر والشياطين هم ولد إبليس لا يموتون إلا مع إبليس واختلفوا في دخول مؤمني الجن الجنة على حسب الاختلاف في أصلهم فمن زعم أنهم من الجان لا من ذرية إبليس قال : يدخلون الجنة بإيمانهم ومن قال : إنهم من ذرية إبليس فلهم فيه قولان : أحدهما وهو قول الحسن يدخلونها الثاني وهو رواية مجاهد لا يدخلونها وإن صرفوا عن النار حكاه الماوردي وقد مضى في سورة الرحمن عند قوله تعالى : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان الرحمن بيان أنهم يدخلونها الخامسة قال البيهقي في روايته : وسألوه الزاد وكانوا من جن الجزيرة فقال : ) لكم كل عظم ) دليل على أنهم يأكلون ويطعمون وقد أنكر جماعة من كفرة الأطباء والفلاسفة الجن وقالوا : إنهم بسائط ولا يصح طعامهم اجتراء على الله وافتراء والقرآن والسنة ترد عليهم وليس في المخلوقات بسيط مركب مزدوج إنما الواحد الواحد سبحانه وغيره مركب وليس بواحد كيفما تصرف حاله وليس يمتنع أن يراهم النبي  في صورهم كما يرى الملائكة وأكثر ما يتصورون لنا في صور الحيات ففي الموطأ : أن رجلا حديث عهد بعرس أستأذن رسول الله  بأنصاف النهار أن يرجع إلى آهله الحديث وفيه : فإذا حية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها وذكر الحديث وفي الصحيح أنه عليه السلام قال : ) إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر ) وقال : ) اذهبوا فادفنوا صاحبكم ) وقد مضى هذا المعنى في سورة البقرة وبيان التحريج عليهن وقد ذهب قوم إلى أن ذلك مخصوص بالمدينة لقوله في الصحيح : ) إن بالمدينة جنا قد أسلموا ) وهذا لفظ مختص بها فيختص بحكمها قلنا : هذا يدل على أن غيرها من البيوت مثلها لأنه لم يعلل بحرمة المدينة فيكون ذلك الحكم مخصوصا بها وإنما علل بالإسلام وذلك عام في غيرها ألا ترى قوله في الحديث مخبرا عن الجن الذي لقي : وكانوا من جن الجزيرة وهذا بين يعضده قوله : ) ونهى عن عوامر البيوت ) وهذا عام وقد مضى في سورة البقرة القول في هذا فلا معنى للإعادة
تفسير القرطبي ج19 ص7

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ تفسير

شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل أوإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة

وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

أبو خالد 03 Jan 2009 09:45 PM

بارك الله فيك شيخنا الفاضل

وجزاك الله خير


الساعة الآن 11:58 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي