موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   السحر وخطره على المجتمعات قديما وحديثا . الإدارة العلمية والبحوث Research studies and the risk (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=29)
-   -   مرض الصرع وعلاقته بالجن والسحر ؟( 1 )Epilepcy & it`s relation to witchcraft & jinn (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=382)

ابن الورد 11 Sep 2006 10:46 AM

مرض الصرع وعلاقته بالجن والسحر ؟( 1 )Epilepcy & it`s relation to witchcraft & jinn
 
الصرع الروحاني .الصرع بسبب السحر.الصرع والمس

[size=5]safia
الجزء الأول
"التلبس بالجن مسرحية نعيشها حتى البكاء"..
الموضوع السحر والجن
السلام عليكم..

الأستاذ الدكتور/ وائل أبو هندي حفظه الله..
أتممت قبل قليل قراءة تعليقك على المشكلة المعنونة بـ "التلبس بالجن: مسرحيةٌ نعيشها حتى البكاء! "، ولي بعض الملاحظات التي أتمنى أن تكون سببا لتأصيل أعمق للقضية مثار الجدل.
سأبدأ من حيث نقطة الاتفاق، وهي أن للسحر والجان تأثيرا، وحضرتك ذكرت أنه ليس هناك دليل شرعي أو علمي يربط بين تلك الأعراض والسحر أو الجان، فإن كنت تقصد دليلا خاصا لكل حالة يشك صاحبها أن به مسًّا من جان، أو نحو ذلك، فأوافقك على ذلك.

أما عموم الربط بين الجان والسحر وبين الأعراض النفسية أو الجسمية، فيحضرني ما ورد في البخاري من سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الحديث وإن أنكره بعض العلماء (باعتباره آحادا يخالف ما تواتر قرآنا من عصمته صلى الله عليه وسلم من الأذى، وهو اجتهاد منهم لم يوافقهم عليه غيرهم) فقد أثبتته جماهير كثيرة من العلماء، وعليه يثبت شرعا صورة من صور الأعراض التي قد يصاب بها بعض من ابتلوا بذلك.

كما أن آية البقرة تظهر صورة واضحة من التخبط أو الصرع كما سماه ابن كثير وغيره من العلماء.

لدينا تراث متراكم يتناول هذه المسألة كما ذكرت حضرتك، ولكنك رغم قولك إنك لا تقبل أو ترفض الربط بين السحر أو الجان والأعراض النفسية أو الجسمانية، فإن لهجة حديثك عن (سحر الجنون وسحر المحبة وسحر التفريق إلخ...) في المشاركة المذكورة تخالف هذه (الحيادية)..

المسألة يا سيدي كما تعلم محل خلاف بين العلماء (أقول هذا وأنا لا أذهب إلى التفريق بين علماء أهل السنة وغيرهم، إذ إن القدرية فيما أعلم هم من يضيق الدائرة في هذه الأمور، ولهم اجتهادهم في ذلك، وإلغاؤه تعنت كما أن إلغاء قول الجمهور تعنت كذلك).

فما بالك يا سيدي تعتمد قول القائلين بنفي التلبس، ثم تعود وتتحدث عن عدم القبول والرفض؟

ما تؤكد عليه يا سيدي من الاحتياط في مثل هذه الأمور سديد لا سيما في عصر كثر فيها أدعياء العلم والصلاح، خاصة في مثل هذه العلوم (الباطنة) إن صح التعبير، ولئن كان الصحابة قد عرفوا مثل هذه الأمور بل عاقبوا الساحر كما نقل الإمام القرافي عن حفصة رضي الله عنها في جارية لها سحرتها، فإن الدائرة تضيق الآن في عصرنا، مع ثقافة مجتمعية تهويلية، وزيف كثير، يختلط فيه الصالح بالطالح، ورغم ذلك فينبغي ألا يستفزنا هذا الوضع إلى الخروج عن (الحيادية) التي بمقتضاها أقول لك يا سيدي إن هناك من أهل العلم والصلاح من يورث هذا العلم إلى من يتوسم فيه أنه سينفع به، فلا تسدنَّ الباب واجعله مواربا ليجد (المبتلون فعلا) منفذا يعبرون منه إلى طريق الشفاء بإذن الله.

وبقيت مسألة أخيرة أرى من الواجب بيانها، وهي أن السحر إنما يقع بإذن الله على جهة الابتلاء للساحر والمسحور معا، وأن الرقية الشرعية نفعها أيضا بإذن الله كسائر الأدوية، فأثرها قد يتخلف، لحكمة أراداها الله، نص على ذلك بعض العلماء، ولا يحضرني الآن أين قرأت هذه المسألة. والله أعلم.

المشكلة
أ.د. وائل أبو هندي اسم الخبير

الحل

الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك، وشكرا على مشاركتك القيمة الدسمة، والتي نتفق معك على أغلب ما جاء فيها إجمالا، وإن اختلفنا في بعض التفاصيل، ولعل أوضحها وهو بيان وجود فارق بين المس واللبس، فبينما أرى أن القرآن الكريم يؤكد وجود إمكانية تأثير الجن على الإنسان فإن معنى المس لم يرد في نص القرآن ولا السنة المؤكدة، ويظل قطعنا بحدوث المس لشخص أو حالة بعينها أو تفسيرنا لكيف يكونُ ذلك المس، ويبقى دائما أبدا ضربا بالغيب ولن يزيد عن ذلك! والحقيقة التي نؤمن بها هي أن الجن من عالم الغيب الذي يحدد العلاقة بين الشاهد والغيب هو الشرع وليس الوهم وليس رغبة الناس، فإذا قرأت القرآن الكريم وقرأت السنة النبوية لن تجدي أبداً أن هناك دليلاً واحداً صريحاً في أن هناك أدنى علاقة ما بين الإنس والجن إلا علاقة الإغواء والحرب بين إيمان وكفر.

ثم إن هناك نقطة في منتهى الأهمية هنا، وهي الفارق اللغوي بين معنى المس الذي يرد بأكثر من معنى في القرآن فمرةً بنصب وعذاب، ومرةً بالضر، وهكذا، ولكن المس لا يعني اللبس، بل يستحيل أن يكونَ بمقدور الجن أن يتلبس بالإنسان، إلا إن كنا سنرفع التكليف عن ذلك الإنسان! فكلمة تلبس وإلحاقها بمعنى المس هي بدعة من أكبر البدع التي انتشرت في أوساط المجتمع المسلم، كلمة مس لا تعني إلا الجس باليد، أو الإغواء بالوسوسة، أو الإيحاء بالأباطيل والزور والبهتان، هذه كل معانيها اللغوية، وليس هناك قاموس عربي أو معجم لغوي يقول مطلقاً إن معنى كلمة مس هو أن الشيطان جعل الإنسان كاللباس، ولبسه وتحكم فيه وصار يتصرف كما لو أنه هو نفسه الإنسان، هذا غير موجود، لا في اللغة، ولا في القرآن، ولا في الحديث، ولا حتى في حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- كلها وجدناه أنه لقي رجلاً وفعل معه ما يفعله هؤلاء المشعوذون الذين ينتشرون في المسلمين اليوم باسم الدين على أن هذا نوع من العلاقة ما بين العالم الذي نعيشه وعالم غيبي نعلق عليه همومنا ومشاكلنا.

فأنا إذن أومن بأن هناك مسًّا من الشيطان للإنسان، وتأثيرا عليه في سلوكه، ولكنني أرفض أن نقول بأن امرأة ما تخرج من بيتها لتتصرف كابنة ليل عدة أيام ثم تعود إلى البيت، ويفسر ما حدث بأن "جنيا كافرا تلبس بها"! هذا كله دجل كما قال مولانا الشيخ الشعراوي رحمه الله.

وأما ما يرد عن تعرض سيد الخلق عليه الصلاة والسلام للسحر، فقد روى البخاري في صحيحه (10/192).. ومسلم في صحيحه (4/1719) عن عائشة رضي الله عنها قالت: "سُحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهودي من يهود بني زريق.. يقال له لبيد بن الأعصم.. قالت: حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله.. حتى إذا كان ذات يوم -أو ذات ليلة- دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ثم دعا.. ثم دعا.. ثم قال: يا عائشة.. أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه.. جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي.. فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي.. أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي: ما وجع الرجل؟.. قال مطبوب.. أي مسحور.. قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر.. قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان.. قالت: فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه.. ثم قال يا عائشة: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء.. ولكأن نخلها رءوس الشياطين.. قالت: فقلت يا رسول الله أفلا أحرقته؟.. قال: لا.. أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرًّا.. فأمرت بها فدفنت" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويقول فضيلة الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه: هذا الحديث قد أثار جدلا كثيرا بين العلماء وبنيت عليه الكثير من الممارسات، وهنا نقول باختصار: "كون محمد صلى الله عليه وسلم سحره اليهود.. هذا ليس اتهاما ضده.. ولكنه تحدٍّ للإنس والجان بأن يفعلوا أقصى ما يستطيعون ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والله جل جلاله سينصره عليهم.. ولو أنهم لم يستعينوا بالسحر والجان لقالوا لو استعنا بالسحر لكانت لنا الغلبة عليه.. ولو أن الحق سبحانه وتعالى أبطل السحر قبل أن يقع لقالوا لو أن السحر لم يبطل لكان لنا معه شأن آخر.. ولكن الله سبحانه وتعالى شاء أن يستعان عليه بالسحر والجان.. وأن تسحر عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم –كما سحرت عينا موسى من قبل– ثم يدله الله جل جلاله على مكان السحر ليبطله.

على أن السحر الذي تعرض له رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان من نفس نوع السحر الذي تعرض له موسى عليه السلام وهو سحر التخيل الذي يؤثر على العين وحدها، ولا يؤثر على العقل أو القلب ولا باقي أعضاء الجسم.. وإن كان الله قد أعطى بعض خلقه القدرة على الاستعانة بالشياطين في إيذاء البشر فإنه قد احتفظ لنفسه سبحانه وتعالى بإذن الضر.. وطلب منا أن نستعيذ به من السحر".

يقول تعالى: "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" [البقرة: 102]، وهذا الحديث – كما ذكرنا- قد بنى عليه كثير من الناس أفعالا لا يقرها الله ورسوله فأصبح هناك قوم وظيفتهم عمل السحر، وفك السحر، وزاد روادهم من العامة وبعض الخاصة بحجة أن السحر ورد في القرآن، وورد في الحديث، وزاد من خبثهم أنهم يخرجون ما يدعون أنه سحر محاطا ببقايا شعر لكي يشبه ما ورد في الحديث.

ابن الورد 11 Sep 2006 06:17 PM

شكرا يا ابو فهد على هذا الموضوع المهم والحيوي

ولي رد خاص عليه بعد دراسة الموضوع جيدا

ونسأل الله الخير للجميع


الساعة الآن 11:16 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي