موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

هل السحر حقيقة ام خيال[size

اختلف علماء الاسلام في مسالة السحر ،فاتبت البعض حقيقته وانكرها البض الآخر ونشا عن هدا الاختلاف اختلاف آخر ترتبت عنه مسالة فقهية هامة تتعلثق بحكم الساحر ،بمعنى هل هو كافر ام مؤمن وهل يقتل ام لا ؟
فالمعتزلة يرون ان السحر خدع لا اصل له نفهو تمويه وتخيل وضرب من الخفة والشعودة ووافقهم على دلك بعض اهل السنة كما اقتضت حكاية القاضي عياض في الاكمال وممن سمى منهم ابو اسحاق الاستريادي من الشافعية وكدا ابو بكر الرازي من الحنفية وابن حزم وكثير من غير هؤلاء ...
ودليلهم قوله تعالى ؛(يخيل اليهم من سحرهم انها تسعى )لم يقل تسعى على الحقيقة ولكن قال (يخيل اليهم )وقول عائشة فيحديث لبيد ابن الاعصم ،يخيل اليه انه يفعل الشىء وما يفعله ،بمعنى ان الذي اصاب رسول الله (ص)لم يكن الا خيالا ...
وذهب اهل السنة الى ام السحر له حقيقة .فالشافعية والحنابلة قالوا بان السحر له حقيقة مؤثرة ،فقد يصاب المسحور بتغيير في طبعه وعادته ويصاب بامراض قد يموت بسببها .والساحر يقوى غلى قهر الخصوم من غير ممارسة الحروب والقتال .والادلة على دلك كثيرة من الكتاب والسنة .
(يعلمون الناس السحر )
(ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم )
(ما جئتم به السحر ان الله سيبطله ان الله لا يصلح عمل المفسدين )
ففي هده اللآيات الثلاث دليل قاطع على ان السحر مما يعلم ويتعلم فلو لم يكن حقيقة ما كان من المخلوقات البشرية من يعلمونه او يتعلمونه .كما انه لو لم يكن السحر حقيقة لما ابطله على يد سيدنا موسى بواسطة العصى التي انقلبت حية فتلقفت سحر سحرة فرعون ،وقد سماهم الله بالمفسدين ،فقد جاء الافساد حقيقة .
وقد وردت احاديث كثيرة من السنة تنهى عن السحر واتيان السحرة والكهان والعرافين ،واورد في هدا الباب حديث عائسشة في لبيد ابن الاعصم .
حيث قالت ؛"سحر رسول الله (ص)يهودي من بني زريق يقال له لبيد ابن الاعصم ،قالت ؛حتى كان رسول الله (ص) يخيل اليه انه يفعل الشىء وما يفغله نحتى ادا كان ذات يوم دعا رسول الله ثم قال ؛يا عائشة ،اشعرت ان الله افتاني فيما استفتيته فيه نثم جاء رجلان فقعد احدهما عند رلسي والآخر عند رجلي فقال الدي عند راسي للدي عند رجلي ،ما وجع الرجل ،قال؛ مطبوب قال؛من طبه قال ؛لبيد ابن الاعصم .
قال؛ في اي شىء
قال في مشط ومشاطة ،وطلعة جب ذكر .
قال؛فاين هو
قال ؛في بئر ذي اروان
قالت ؛فاتها رسول الله (ص)في انس من اصحابه نثم قال؛ يا عائشة والله فكان مائها نقاعة الحناء .ولكان نخلها رؤوس الشياطين ،قالت حفقلت يا رسول الله افلا احرقته نقال؛لا اما انا فقد عفاني الله نوكرهت ان اثير غلى الناس شرا ،فامرت به فدفنت .
وقد انكر بعض العلماء هدا الحديث وحسب فهمهم انه يحط من قدر رسول الله (ص)ومما يشك في صدق رسالته .فالمسحور في نظرهم شبيه بالمجنون لا يعباْ احد بقوله او تقريره او فعله وهدا محال على المعصوم .
واحسن رد على منكري الحديث قول القاضي عياض ،وهو ان رواية الحديث جائت مبينة ان السحر تسلط على جسدهوعاى جوارحه لا على عقله وقلبه واعتقاده ،فكان يظن انه ياتي اهله ولم ياتهن وهدا لا يدخل اللبس على الرسالة وهو من قبيل الاعراض البشرية التي تجوز في حق الرسل .واورد المفسرون ومنهم ابن كثير ان سبب نزول المعودتين يرجع الى هده الحادثة ،كما ان قول عائشة جاء صريحا حيث دكرت ان رسول الله سحر ،وصرحت باسم الساحر والاشياء التي سحر بها والمكان الدي دفن فيه السحر .وهده كلها ادلة قاطعة على ان السحر حقيقة تابثة في حياة الانسان .
جاء في شرح النووي غلى صحيح مسلم ،ان العقل لا يفكر ان الله يخرق العادة ضد النطق بكلام ملفق ،وتركيب اجسام ،والمجز بين القوى ،المختلفة على تركيب لا يعرفه الا الساحر .
والحياة تشهد بكثير من الوقائع والاحداث المؤلمة حتى سلم الجميع بامور لا مراء فيها تتعلق بهدا العلم الدي يرمي بمتعاطيه الى احضان الكفر والالحاد (ولبئس ما شروا به انفسهم لو كانوا يعلمون ). [/font]