تبصير البررة بكفر من ذهب وصدق السحرة
 

تبصير البررة بكفر من ذهب وصدق السحرة

الأن قد تجد ميول لكثير من الناس للذهاب إلى السحرة لحلول مشاكلهم، فهم يشعرون بالعجز حيال مشاكلهم الشخصية فيتجاوزون حلها بالطرق الطبيعية ويبحثون عن حلول خارقة! فمثلًا إشكالية فتور العلاقة الزوجية، فهنالك تخوّف متبادل قد ينشئ بين الزوجين، أن هذا الفتور هو الممهد لإنتهاء العلاقة والبحث عن بديل، فيلجئ أحد الطرفين إلى السحر؛ ليعيد الأمور إلى نصابها بدلًا من المصارحة والمكاشفة، وأحيانًا بعض النسوة يلجئن الى السحرة تحت دافع الغيرة لصد الزوج عن ما شرعه الله بالتعدد! وأحيانًا يكون السحر هو الأسلوب الانتقامي عندما يكون هنالك عجز من أحد الأطراف لإضرار الطرف الأخر بالقوة الجسدية أو نحو ذلك، ولكن للأسف أن أكثرهم لا يعلمون أن الذهاب الى الساحر وتعاطي السحر قد يكون هذا السبب هو الذي ينقلهم من دائرة الإسلام الى الردة التي هي أشد وأغلظ من كفر الكافر الأصلي كاليهودي والنصراني!

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي” [1].

بل إن كل من أعمال خيره عملتها تحبط بالكفر والردة فلقد قال الله عز وجل: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ}[2].

وإن هذا الأمر للأسف يكثر عن النسوة، فقد قال الساحر التائب داود محمد الفرحان: “بدأت استقبل أعداد كبيرة من السعوديات وكان بعضهن يطلبن مساعدتي وبركاتي حتى يتمكن من الطلاق من أزواجهن والبعض الآخر يطلبن أن يكونين الوحيدات في حياة أزواجهن خوفاً من زواجهم بأخريات، وبعض ثالث بغرض النصب على أزواجهن أو أن اجعلها محبوبة من الناس أجمعين، وهكذا وكانت هذه النساء تدفع ما أطلب من المال ودون نقاش”[3].

السحر هو الناقض المُجمع ضمن نواقض الإسلام:

قال شيخ الإسلام محمد ابن عبد الوهاب وهو يُّعدد نواقض الإسلام: “(السابع): السحر، ومنه الصرف والعطف، فمن فعله أو رضي به كفر. والدليل قوله تعالى: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ)”[4].

ما معنى ناقض؟

“تعريف ”الناقض” شرعاً هو: الاعتقاد والقول والفعل المكفر؛ الذي ينتفي به إيمان العبد ويزول، ويخرجه من دائرة الإسلام والإيمان إلى حظيرة الكفر”[5].

السحر متضمن للشرك والكفر:

قال الإمام النووي – رحمة الله –: “فترى خلقاً كثيراً من الضلال يدخلون في السحر ويظنون أنه حرام فقط، وما يشعرون أنه الكفر، فيدخلون في عقد المرء عن زوجته وهو سحر، وفي محبة الزوج لامرأته وفي بغضها وبغضه، وأشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك وضلال، فليتق العبد ربه ولا يدخل فيما يخسر به الدنيا والآخرة”[6].

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمة الله –: “السحر يدخل في الشرك من جهتين: – من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم، وربما تقرب إليهم بما يحبون ليقوموا بخدمته ومطلوبه، وذلك من شعب الشرك والكفر”[7].

حكم الذهاب إلى السحرة وتصديقهم:

قال النبي ﷺ: (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)[8].

والسحر ضرب من الكهانة يؤيد ذلك أثر ابن مسعود: “من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”[9].

وقال ابن الأثير: “العراف كالكاهن، وقيل: هو الساحر”[10].

تحذير العلماء من الذهاب إلى السحرة وحكم من يذهب إليهم ويصدقهم:

قال الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمة الله – بعد أن اسرد الأدلة على حرمة السحر: “وهذا يدل على عظم جريمة السحر لأن الله قرنه بالشرك، وأخبر أنه من الموبقات وهي المهلكات، والسحر كفر لأنه لا يتوصل إليه إلا بالكفر … ومن أتاهم وصدقهم بما يقولون من علم الغيب فهو كافر”[11].

وقال ابن باز أيضاً: “لأن الرسول ﷺ قد نهى عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم لما في ذلك من المنكر العظيم، والخطر الجسيم، والعواقب الوخيمة، ولأنهم كذبة فجرة، والمصدق لهم بدعواهم على الغيب ويعتقد بذلك يكون مثلهم، وكل من تلقى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برء منه رسول الله ﷺ”[12].

وسئل الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمة الله – عن حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر؟ فأجاب بقوله: “هذا محرم ولا يجوز، وهذا يسمى بالعطف، وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف وهو أيضاً محرم وقد يكون كفراً وشركاً”[13].

وأصدرت هيئة كبار العلماء بالسعودية فتوى قالت فيها: “تعاطي السحر حرام، بل كفر أكبر”[14].

وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي في شرح الناقض السابع: “وهكذا فالسحر من فعله أو رضي به كفر، لأن الراضي كالفاعل”[15].

وقال الشيخ إسماعيل الصابوني – رحمة الله –: “ومن سحر منهم واستعمل السحر، واعتقد أنه يضر أو ينفع بغير إذن الله فقد كفر بالله جل جلاله، وإذا وصف ما يكفر به استتيب فإن تاب وإلا ضربت عنقه”[16].

وقال الشيخ عمر الأشقر – رحمة الله –: “وقد جاءت نصوص كثيرة تذم من يأتي الكهان والعرافين وتحكم على من صدقهم بالكفر”[17].

وقال الشيخ سليمان العلوان: “وقد كثر السحر في هذا العصر وتساهل الكثير في الذهاب إليهم وطلب الشفاء على أيديهم، ويزعمون أن هذا من فعل الأسباب، وهذا منكر عظيم وخطر مدلهم كبير يخلخل العقائد ويزعزع الإيمان، وأما إن صدقه بما يقول؛ فهذا كافر بما أنزل على نبينا محمد ﷺ”[18].

وقال الشيخ المحدث عبدالله السعد بعد أن سرد الأدلة على كفر الساحر: “هذه الأدلة تدل دلاله واضحة على كفر السحرة بل على كفر من يذهب إليهم ويسألهم ويصدقهم”[19].

وقال الشيخ ناصر الفهد: ” لا يجوز الذهاب إلى السحرة والكهنة والعرافين ، والذهاب إليهم منكر عظيم وخطر على دين المسلم”، وقال في تقسيم أنواع السحر وأحكامها: “القسم الأول: ما كان فيه استعانة بجن أو شياطين أو فعل أو قول كفر فهو كفر وردة”[20].

سئل د.صالح الفوزان عن هل يُباح من السحر شيء وهل يعتبر عمل السحر مخرجاً عن دين الاسلام، فقال: “السحر كلهُ حرام ولا يبُاح منهُ شيء: ؛ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ‏}‏‏؛ أي‏:‏ ليس له نصيب، وقال الحسن‏:‏ ‏”‏ليس له دين‏”‏، وهذا يدلّ على تحريم السحر، وكفر متعاطيه”[21].

سئل الشيخ الوادعي عن حكم إتيان الكهنة فقال – رحمة الله –: “هذا إن كان جاهلاً وإن كان قد بلغته الدعوة ويذهب، ويعتقد أن هذا الكاهن الذي يزعمون انه ينفع ويضر من دون الله يعتبر كافراً”[22].

من موانع عدم تكفير من ذهب إلى السحر:

1- عدم التصديق، والدليل قول الرسول ﷺ: (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)[23]، ولكن للأسف اليوم إن أكثر من يذهب إلى السحرة يصدقون السحرة ويطيعونهم ويتقيدون بتعليماتهم!

2- والجهل الذي يكون سببه النشوء في بادية بعيدة وحداثة العهد بالإسلام، قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: “فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون في مسألة خفية مثل الصرف والعطف فلا يكفر حتى يعرف”[24].

مراجع أقتبست منها لكتابة بحثي هذا:

كتاب (حكم السحر والكهانة) للشيخ عبد العزيز بن باز.
كتاب (احذروا السحر والسحرة) للشيخ سليمان العلوان.
كتاب (عالم السحر والشعوذة) للشيخ عمر الأشقر.
مقال (القول المبين في تحريم حل السحر عند السحرة والمشعوذين) للشيخ عبد الكريم الحميد.
مقال (حكم السحر وإيتان السحرة وحل السحر بالسحر) للشيخ سمير المالكي.
فتاوي الشيخ الألباني عن السحر ” مسجله صوتياً “.
الموسوعة العقدية للدرر السنية – الكتاب التاسع: نواقض الإيمان » الباب الخامس: نواقض الإيمان الأخرى » الفصل الثاني: النواقض المختلف عليها » المبحث الثاني: النواقض العملية » المطلب الثاني: السحر.
هذا والله أعلى وأعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين..

https://a7taker.wordpress.com/2013/0...ب-وصدق-السحره/

رد: تبصير البررة بكفر من ذهب وصدق السحرة
 

أختي الفاضلة الكريمة سلطانة
نشكرك على مشاركاتك المباركة
وجزاك الله تعالى عن الجميع خير الجزاء

رد: تبصير البررة بكفر من ذهب وصدق السحرة
 

رد: تبصير البررة بكفر من ذهب وصدق السحرة
 

يا أهلا ً وسهلاً
وياك يارب .

رد: تبصير البررة بكفر من ذهب وصدق السحرة
 

وياك يارب
شكراً لمرورك ..