موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - سحر النبي محمد حقيقة أم وهم ؟ الجزء الرابع

[COLOR="Yellow"]فلا عجب أن يكون هذا الحديث مثار اهتمام لدى العقل الحديث، وخصوصًا بعد التقائه بعقول الآخرين، وتعرفه على أفكارهم.
ومن هنا تكلم فيه العلامة رشــيد رضا، لا كلام النافي له أو المكذب، بل كلام من يصدق به ويؤوله أحسن تأويل، يقنع أهل العقل والنظر ولا يرده أهل النقل والأثر.
وإليك ما ذكره في نهاية تفسير سورة الفلق، من قصار السور تحت عنوان: علاوة لتفسير السورة في حديث سحر منافق من أشرار اليهود للنبي -صلى الله عليه وسلم-.
وبعد أن ذكر رواية الشيخين للحديث من طريق عائشة -رضي الله عنها- وهي التي أوردناها من قبل أشار إلى الرواية الأخرى، حيث قال: وفي رواية الشيخين: كان -صلى الله عليه وسلم- سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن بنحوه، وفيه: سحره رجل من بني زريق حليف اليهود كان منافقًا (بنو زريق بطن من الخزرج فهو على هذه الرواية يهودي بالحلف لا بالنسب).، وعن زيد بن أرقم سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجل من اليهود فاشتكى لذلك أيامًا فأتاه جبريل، فقال: إن رجلاً من اليهود سحرك عقد لك عقدًا في بئر كذا وكذا فأرسل -صلى الله عليه وسلم- فاستخرجها فحلها فقام كأنما أنشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط. رواه النسائي. والأيام جمع قلة، ولكن بالغ بعض الرواة في غير الصحيحين فجعلوها أشهرًا.

قال السيد رشيد: فهذا الحديث صريح في أن المراد من السحر فيه خاص بمسألة مباشرة النساء، ولكن فهم أكثر العلماء أنه -صلى الله عليه وسلم- سحر سحرًا أثر في عقله، كما أثر في جسده. فأنكره بعضهم، وبالغوا في إنكاره، وعدوه مطعنًا في النبوة، ومنافيًا للعصمة؛ لقول عائشة: حتى إنه كان يخيل إليه أنه فعل الشيء، ولم يكن فعله. فعظمت هذه الرواية على علماء المعقول، وعدوها مخالفة للقطعي في النقل، وهو ما حكاه اللّه تعالى عن المشركين من طعـنهم فيه كعادة أمثـالهم في رسلهم بقولهم: (إن تتبعون إلا رجلاً مسحورًا) وتفنيده تعالى لهم بقوله: (انظر كيف ضربوا لك الأمثال فـضـلوا فلا يستطيعون سبيلاً) (الفرقان: 8،9).

ومخالفة للقطعي في العقل من عصمة النبي -صلى الله عليه وسلم- من كل ما ينافي النبوة والثقة بها؛ إذ يدخـل في ذلك التخييل ما هو من التـشريع، ومخالفة لعلم النفـس الذي يعلم منه أن الأنفـس السافلة الخبـيثة لا تؤثر في الأنفـس العالية الطاهرة، فأنـكر صـحة الروايـة بعض العلماء، وأقدم من عرفنا ذلك عنهم من المفـسرين الفقـهاء: أبو بكر الجصـاص في كتابه" أحكام القرآن " وآخرهم: شيخنا الأستاذ الإمام في تفسير" جزء عم "
وقد أطال شيخنا في هذا وبالغ فيه. وبنى إنكاره له على القاعدة المتفق عليها عند علماء العقائد وأصول الفقه في معارضة الظني للقطعي، إذ الحديث آحاد، وهو يفيد الظن، فيرد بالقطعي عقلاً ونقلاً، وهو ما ذكرناه آنفًا، وقد اتفقوا على أن أحاديث الآحاد لا يحتج بها في أصول العقائد. وقال: إن كونه يفيد الظن خاص بمن صح عنده، وإن له أن يتأوله أو يفوض الأمر فيه، على قاعدتهم الأخرى في النصوص المعارضة للعقل. ولعمري إن ما نعرفه عن شيخنا محمد عبده -قدس اللّه روحه- من إجلاله وإكباره لشأن محمد رسول اللّه وخاتم النبيين في نفسه الزكية، وروحه القدسية، وعلو مداركه العقلية، مما لم نعرف مثله عن أحد من العلماء العقليين كفلاسفة المسلمين ومتكلميهم، ولا من العلماء الروحيين كالصوفية، ولا من علماء النقل كجامعي الروايات الكثيرة في معجزاته -صلى الله عليه وسلم- وحسبك منها تلك الآثارة البليغة في رسـالة التوحـيد، بل كان يقـول: إن روحه -صلى الله عليه وسلم- كانت منطـوية على جملة هـداية الدين ومدارك التشريع التي فصلت في كـتاب اللّه تعالى وسنته تفصيلاً تامًا.

وأجاب عن الرواية المحدثون المصححـون لها علمًا والمقلدون لهم بأن غاية ما تدل عليه: أن ذلك السحر إنما أثر في بدنه دون روحه وعقله، فكان تأثيره من الأعراض الجسدية، كالأمراض التي لم يعصم الأنبياء عليهم السلام منها.
وقد محصت هذه المسألة مرارًا آخرها في الرد على مجلة الأزهر" نور الإسلام " في زعمها المفترى أنني كذّبتُ حديث البخاري في سحر النبي -صلى الله عليه وسلم-فبينت: أن الحديث الصحيح في المسألة عن عائشة -رضي الله عنها- توهم عبارة بعض رواياته ما هو أعم من المعنى الخاص الذي أرادته منه، وهو مباشرة الزوجية بينه -صلى الله عليه وسلم- وبينها، فقولها: كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وهو لم يفعله كناية عن هذا الشيء الخاص، لا عام في كل شيء، فلا يدخل فيه شيء من أمور التشريع، ولا غير غشيان الزوجية من الأمور العقلية، أو الأمراض البدنية، فضلاً عما كان يريده الذين يرمون الأنبياء بسحر الجنون؛ لأن أمورهم فوق المعقول عند أولئك الكافرين، فالمسألة محصورة فيما يسمونه حتى الآن " الربط " أو " العقد " أي عقد الرجل المانع من مباشرة زوجته فقط.

وبينت أيضًا: أن الرواية في أصح أسانيدها عند الشيخين عن هشام عن أبيه عن عائشة فيها علة من علل الحديث الخفية التي يشترط في صحة الحديث السلامة منها، وهي أن بعض منكري الحديث أعلوه بهشام هذا، وألف بعضهـم كتابًا خاصًا فيه، محتجًا بقول بعض علماء الجرح والتعديل: إنه كان في العراق يرسل عن أبيه عروة بن الزبير ما سمعه من غيره، وعروة هو راوية عائشة الثقة، وهي خالته. وقال ابن خراش: كان مالك لا يرضاه، يعني هشامًا، وقد نقم منه حديثه لأهل العراق، وقال ابن القطان: تغير قبل موته. ولا شك أن تعديل الجماعة له ومنهم الشيخان خـاص بمـا رواه قبل تغيره، فهـذا عـذر من طعن في روايته لهـذا الحديث الذي أنكـروا متنه بمـا علمت، والأمــر فيه أهــون ممـا قالوا (راجع تفصيل المسألة في: كتاب المنار والأزهر ص 95 -105). فالتحقيق أنه خاص بمسألة الزوجية، كما جاء التصريح به في الرواية الثانية كما تقدم، ولا يعتد بغير هذا.

أما ما رواه البيهقي في دلائل النبوة عن ابن عباس في مرضه -صلى الله عليه وسلم- وأنه كان شديدًا، وأنه كان سحرًا في بئر تحت صخرة في كربة (الكرب: أصول السعف التي تقطع معها، وواحدتها: كربة. المصباح المنير).، وأنهم أخرجوها فأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت عليه هاتان السورتان يعني المعوذتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة.اهـ ملخصًا، فهذا حديث باطل مخالف لحديث الصحيحين في المسألة، ولروايات نزول السورتين بمكة، وهو من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والكلبي هذا متهم بالكذب، وطريقه أوهي الطـرق عن ابن عبـاس، واسمه محمد بن السائب.

وأما ما رواه أبو نعيم في الدلائل عن أنس قال: صنعت اليهود للنبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا فأصابه من ذلك وجع شديد، فدخل عليه أصحابه فظنوا أنه ألم به، فأتاه جبريل بالمعوذتين فعوذه بهما، فخرج إلى أصحابه صحيحًا، فهو من طريق أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، وهما ضعيفان. وليس في متنه ذكر السحر ولا أن المعوذتين نزلتا في ذلك الوقت، ولا في أي شيء من روايات الصحيحين. فالاستدلال به على أنهما مدنيتان ضعيف، فالحق أنهما مكيتان كما تقدم. ا هـ.
هذا هو كلام العلامة السيد رشيد -رحمه اللّه- تعالى في الحديث وتأويله، وهو كلام عالم فقيه جارٍ على نهج المحدثين الأصلاء، في الجرح والتعديل، والشرح والتعليل، وهو كلام إمام مصلح، حريص على البناء لا الهدم، وعلى التجـديد لا التبديد، يعرف قدر السلف، ولا ينكر حق الخلف. يخـالف شيـخه، ولكنه يدافـع عنه ويؤكد مقدار حبه وتوقيـره لرسـول اللّه -صلى الله عليه وسلم- وهذا هو العدل والإنصــاف. فرضي اللّه عن الشيخ رشـيد وجـزاه عن الإسلام وأمته خيرًا وأثـابه على كل ما اجتـهد فيـه، أخطأ أو أصاب: أجرًا أو أجرين. آمين.

والله أعلم
[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/COLOR][/COLOR]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد صلى الله وعليه وسلم .

أما بعد :

خلاصة الحديث عن قصة السحر الذي أصابه هو كالتالي :

1- ساحر بني زريق قام بإرسال أحد شياطينه لسرقة إثر من الرسول علية الصلاة والسلام ، وبالرغم من محاولة اليهود مراراً وتكرارا لسحر الرسول علية الصلاة والسلام إلا أنها بائة بالفشل إلى أن تمكن هذا الحقير بإحد شياطينه لسرقة شعر من رأس الرسول عليه الصلاة والسلام والقيام بعمل سحرا للرسول علية الصلاة والسلام .

2- بعد عمل السحر بموجب الإثر من شعر رأس الرسول علية الصلاة والسلام قام خدام السحر حين يكون الوحي غير متواجد بالنفخ إلى وجه الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا النفخ إدى إلى أصابة الرسول عليه الصلاة والسلام بحالة تإثير خارجي إي أنه لم يصب بالمس ولا بالتلبس كما يتقول الكثير من مشايخ منتديات الرقيه بدون علم ولكنه التأثير هو تأثير خارجي بطريقة نفخ الشيطان خادم السحر إلى وجه الرسول عليه الصلاة والسلام لقوله تعالى (( من شر النفاثات في العقد )).

3- كان هذا النفخ بين الحين والإخر يفقد حبيبنا الرسول عليه الصلاة والسلام التركيز والذاكرة فكان يحدث نفسه إنه إتى أحدى زوجاته وهو لم يإتها وهذا ماتواتر في الإحاديث .

4- علمنا من كتاب الله عزوجل إنه جعل لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن ، وهذة حكمة المولى عزوجل ولا أعتراض عليها ، كما أيوب عليه السلام مسه الشيطان بنصب وعذاب وكان الحكمه الإلهيه منها إن يتمحص إيمان وقوة صبر النبي أيوب عليه السلام وينال إبليس الرجيم شر هزيمه على يد النبي إيوب عليه السلام .

5- الحكمه الإلهيه لسحر الرسول عليه الصلاة والسلام وهي كالتالي :

- يؤكد المولى عزوجل على صحة وجود السحر وإنتشاره بين الناس ومدى ضرره وأنواعه .

- تعليم الناس طريقة علاجهم وخلاصهم في حالة أن يصاب المسلم بسحر أين كان نوعه وهو بالقرآن وكان سبب نزول سورة الفلق وسورة الناس في حدث سحر الرسول عليه الصلاة والسلام وفي أحدى أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام تفيد بقوله إنه قال لايخاف على أمته من السحر طالما أنزل المولى عزوجل سورة الفلق والناس .

- وقال تعالى (( وماهم ضارين به من أحد إلا بإذنه )) ونتبين من هنا حكمة المولى إن السحر وساحره لن يضروا أحد إلا بإذن الله تعالى إذن الرسول عليه الصلاة والسلام إذن المولى بإمكانية سحره ولتكون هذه الحادثه سنة تشريعيه للإمة أجمع ولتعرف الإمه إن السحر حق وإن كتاب الله حق والعلاج من كتاب الله تعالى كما رقى جبريل عليه السلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بسورة الفلق والناس ولتكن هذه الحادثه سنة تشريعيه فقط والسبب في حادثة سحر الرسول عليه الصلاة والسلام لإن الناس كانوا يتطيرون وكانوا يذهبون للعارفين والكهنه والسحرة وإراد المولى عزوجل إن يهدي عبادة إلى الطريق الصائب والصحيح لعلاجهم من السحر برقية من كتاب الله عزوجل وليس الذهاب الى الكهنة والعرافين والسحرة .

- إذن نتبين من خلال الطرح إن المولى هو من سمح ببعض إمكانية سحر الرسول عليه الصلاة والسلام وجعل هذة الحادثه سنة تشريعيه للمسلمين وتعتبر هذة الحادثه مصدر خير يعلمنا المولى عزوجل الطريق السليم لعلاجنا وخلاصنا من أثر السحر بآيات الرقيه الشرعيه ، فهذا كلما في الإمر فهي خير وليست شر .

وهذا رسالة مني إلى كل من يدلوا بدلوة بدون علم عليهم أن يتقوا الله عزوجل فهذة سنة الله في خلقه فلا نريد مزايدة بدون علم في شخص الرسول عليه الصلاة والسلام وكما تعلمنا من كتاب الله عزوجل الذي أنزل بإمره مع الوحي الإمين وقرئه رسولنا الحبيب أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ماهو إلا بشر من البشر فإن مات ننقلب على إعقبنا وهذا الحدث أنما هو سنة تشريعيه للعباد ولانريد مزايدة أو نصل إلى حداد الله ورسوله أو نشاققهم فمن يفعل هذا فله عذاب إليم من المولى عزوجل فسحر الرسول عليه الصلاة والسلام مثله كمثل سحرة فرعون حين إلقوا عصيهم وحبالهم فخيل للناس منها أن حية تسعى وأسترهبوا أعينهم أي خيل لهم كما تخيل موسى عليه السلام بنفسه أن عصيهم وحبالهم أنها حية تسعى وأوجس في نفسه خفيه وكما أوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام بإن يلقي بعصاه فإذا هي حية تسعى تلقف مايإفكون كذلك أمر المولى عزوجل جبريل عليه السلام بنزول سورة الفلق والناس ويرقي الرسول عليه الصلاة والسلام بهماويتعلم الناس طريقة علاجهم الصحيح من آيات الله عزوجل وسؤاله والإستعانه به واللجو إليه وليس الى السحرة والعرافين وغيرهم وقال تعالى (( وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة ))إذن حادثة السحر هي رحمة من المولى عزوجل إلى عباده .

وسؤالي أوجه إلى كل من يعترض إذا فرضنا عدم صحة الحادثه لسرح الرسول عليه الصلاة والسلام .

1- نفترض عدم صحة الحادثه ، فماسبب نزول سورة الفلق والناس وماهو الحدث ؟

2- نفترض عدم صحة الحادثه ، فإذا كان بيننا رجل مسحور فهل نقرئ عليه آيات من القرآن أو نذهب به إلى السحرة والكهنة والمشعوذين وقناة شهرزاد وكنوز ؟

هذا مانعلم به والله ولي التوفيق .

أخوكم الشيخ

بوشهاب