موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح

موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح (https://www.1enc.net/vb/index.php)
-   دراسات وبحوث وتحليل المنتدى ـ الإدارة العلمية والبحوث Studies and Research and Analysis Forum (https://www.1enc.net/vb/forumdisplay.php?f=104)
-   -   الأسترقاء لايقدح في تمام التوكل .. بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب !!! (https://www.1enc.net/vb/showthread.php?t=5530)

أبو هريرة 04 Mar 2008 03:47 PM

الأسترقاء لايقدح في تمام التوكل .. بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب !!!
 
الأسترقاء . تمام التوكل .حقيقة التوحيد . التوحيد . الأسباب
الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ...

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " هم الذين لا يتطيرّون ولا يسترقون ولا يكتَوون وعلى ربهم يتوكلون " فقام عكاشة بن محصن فقال : أمنهم أنا يا رسول الله ؟ فقال : " نعم " فقام ءاخر فقال : أمنهم أنا ؟ فقال " سبقك بها عكاشة " .


أختلف العلماء في هذا الحديث علي قولين والصحيح الذي أذهب إليه ( إلى أن الاسترقاء لا يقدح في تمام التوكل ) وهو مذهب الطبري والمازري وابن القيم وابن قتيبة وابن عبدالبر والداوودي والقرطبي .

وقال ابن القيم : ( لا يتجه هذا الاعتراض لما سبق من الجمع بين الحديثين ، وذلك لأنه أي الاعتراض بني على أن نفي الاعتقاد بنفع الرقية وضرها ، على ما كان في الجاهلية من صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب وحدهم ، وليس هذا المنهي مرادا فيما تقدم من الجمع ، أي أن هذا ليس صفة الذين يدخلون الجنة بغير حساب خاصة ، وإنما المقصود أنهم يتجنبون الرقية بصورتها الشركية ، أعني التي تقوم على الاعتقاد بأنها تنفع وتضر من دون الله ، أو كانت من صيغ الجاهلية ، شأن غيرهم من المسلمين في هذا الأصل ، وما يشعر به الحديث من مزيتهم وفضلهم على غيرهم ، يمكن أن يرجع إلى رقي درجتهم في التوكل على الله وهي الدرجة التي لا يلتفت فيها العبد بقلبه إلى الأسباب كلية ، وإن باشرها بجوارحه ) ( مدارج السالكين - 2 / 115 )

قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( اختلف العلماء في حكم التداوي على عدة أقوال ، لا أريد أن أذكرها لأن المقام لا يسمح بذلك ، ولكن أذكر أرجحها
القول الأول : أن التداوي مستحب وأن فعله أفضل من تركه ، وبه قال الشافعية وجمهور السلف وعامة الخلق ، وقطع به ابن الجوزي وابن هبيرة وهو قول الحنفية والمالكية واحتج هؤلاء لرأيهم بما وقع في أحاديث كثيرة من ذكره لمنافع الأدوية والأطعمة كالحبة السوداء والقسط والصبر وغير ذلك ، واستدلوا بحديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاءً " ( متفق عليه )

والقول الثاني : يقول بوجوب التداوي ، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق الداء والدواء، فتداووا، ولا تتداووا بحرام" ( صحيح الجامع - 1762 )

وخلاصة القول : فإن التداوي واجب وذلك للأدلة الكثيرة الواردة في القرآن والسنة، والتي يفيد ظاهرها الأمر وأقل مراتب الأمر الاستحباب . (التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء - ص 13 )
قال ابن القيم - رحمه الله - : ( وفي الأحاديث الصحيحة الأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل، كما لا ينافيه دفع داء الجوع ، والعطش ، والحر ، والبرد بأضدادها ، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله مقتضيات لمسبباتها قدرا وشرعا ، وأن تعطيلها يقدح في نفس التوكل ، كما يقدح في الأمر والحكمة ، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى في التوكل ، فإن تركها عجزا ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه ، ودفع ما يضره في دينه ودنياه ، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب ، وإلا كان معطلا للحكمة والشرع ، فلا يجعل العبد عجزه توكلا ، ولا توكله عجزا ) ( الطب النبوي – ص 15 ) .

قال النووي : ( وأما قولهم في الرواية الأخرى : " يا رسول الله ، إنك نهيت عن الرقى "

فأجاب العلماء عنه بأجوبة :

أحدها : كان نهياً أولاً ثم نسخ ذلك وأذن فيها وفعلها ، واستقر الشرع على الإذن .

والثاني : أن النهي عن الرقى المجهولة كما سبق .

الثالث : أن النهي لقوم كانوا يعتقدون منفعتها وتأثيرها بطبعها ، كما كانت الجاهلية تزعمه في أشياء كثيرة .

وأما قوله في الحديث الآخر : " لا رقية إلا من عين أو حمة "فقال العلماء : ثم يرو به حصر الرقية الجائزة فيها ومعها فيما عداهما ، وإنما المراد لا رقية أحق وأولى من رقية العين والحمة لشدة العذر فيها ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 341 ) .

قال ابن الأثير : ( هذا الحديث – رواية البخاري – عن عمران بن الحصين تخص رقية العين ، والحمة لا يمنع جواز الرقية من غيرها من الأمراض لأنه ثبت أن رقى بعض أصحابه من غيرهما ، وإنما معناه : لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والسم )
( جامع الأصول – 7 / 556 )

وذهب ابن قتيبة وابن عبد البر وغيرهم : ( إلى أن الرقى التي يحمد تركها هو ما كان من كلام الجاهلية أو من الذي لا يعقل معناه لاحتمال أن يكون فيه كفر ) ( تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة – ص 335 ، والتمهيد لابن عبدالبر – 5 / 278 )

قال القرطبي : ( أن المراد هو اجتناب رقى خارجة عن الرقى الجائزة والممنوعة ، فالرقى الجائزة كالرقى بأسماء الله ، والرقى الممنوعة كالرقى بما فيه شرك ) ( المفهم للقرطبي – مخطوطة – لوحة 177 – نقلا عن أحكام الرقى والتمائم – ص 46 )

قال المناوي : ( والتداوي لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع الجوع والعطش بالأكل والشرب ، وكذا تجنب المهلكات والدعاء بطلب العافية ودفع المضار وغير ذلك ) ( فيض القدير - 2 / 228 )

قال الشوكاني : ( يمكن أن يجمع بحمل الأحاديث الدالة على ترك الرقية على قوم كانوا يعتقدون نفعها وتأثيرها بطبعها كما كانت الجاهلية يزعمون في أشياء كثيرة ) ( نيل الأوطار - 3 / 292 )

وهذا الصحيح من أقوال أهل العلم .

بحث مختصر :

أخوكم أبو هريرة منير الراقي كان الله له .

ابن الورد 04 Mar 2008 05:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل وشيخنا الحبيب الغالي ابو هريرة الراقي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا معطرا بعطر الورد والعوده ممزوجا بالبركة والدعاء
على ماتقدموه لنا من خير جامع وعلم نافع
نرجو أن تكونوا نبراس الموقع ونور صفحاته و مشكاة النصح والوعظ
وشكرا على هذه المواضيع المتميزة أدبا وموعظة ونصحا وثقافة وعلما
وعطائكم من نفس طاهرة فكان غيث لقلوبنا وإرواء لعقولنا وأفكارنا
بارك الله فيكم
لاحرمنا الله من أمثالكم ولاحرمكم أجرنا
نفع الله بكم أمة الإسلام في كل مكان
وزادكم الله نورا على نور وهدى بكم الثقلين إلى صراطه المستقيم
وإن شاء الله سيكون الموقع مرجعا لجميع أخباربني الجان للعالم بأجمعه بإذن الله تعالى .
الموقع رسالة مقدسة ودعوية قرآنية وربانية نبوية نقدمها لكل العالم تنير قلب كل مسلم وتهدي بها قلب كل كافر .

دمتم ودام عطائكم
وجزاكم الله عن الجميع خير الجزاء
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا

أفق 04 Mar 2008 05:49 PM

بارك الله فيكم
ونفع بكم

أبوحذيفة 04 Mar 2008 11:23 PM

ومن اقوال العلماء بأن الرقية لا تتنافى مع التوكل بل هي من قبيل اتخاذ الأسباب
قال الدكتور علي بن نفيع العلياني :( فالحاصل أن التداوي بالرقى من كتاب الله ، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتنافى مع التوكل ، لأن الله -
عز وجل - جعل الرقى سببا في دفع مكروهات كثيرة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وقد تواتر فعل الرسول صلى الله عليه وسلم للرقية وإقراره لغيره من صحابته - رضوان الله عليهم - وتعاطي الأسباب التي جعلها الله أسبابا بنصوص الوحي لا يقدح في التوكل إذا كان الاعتماد على الله لا على السبب ) ( الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة - ص 33 ، 34 ) 0

أبوحذيفة 04 Mar 2008 11:24 PM

قال فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي – حفظه الله - : ( والرقية لا تنافي القدر ولا تدفعه ، بل هي من قدر الله تعالى ، فإن الله عز وجل كما قدر المسببات قدر الأسباب، وكما قدر النتائج قدر المقدمات ، فهو يقدر أن هذا المريض يشفى بتناوله للدواء الملائم ، وهذا يشفى برقية رجل صالح ، وذلك بأسباب يتخذها ، فهذا كله من قدر الله تعالى 0
والمؤمن الفقيه في دينه هو الذي يدفع الأقدار بعضها ببعض ، كما أمر الله تعالى وشرع ، فهو يدفع قدر الجوع بتناول الغذاء ، وقدر العطش بشرب الماء ، وقدر الداء بتعاطي الدواء ) 0( موقف الإسلام من الإلهام والكشف والرؤى ومن التمائم والكهانة والرقى – ص 155 )

أبو سفيان 05 Mar 2008 06:35 PM

احسنت اباهر.سلمك الله

التداوي يكون مستحباً في حالات، وواجباً وضرورياً في حالات. أما المستحب فما قد يصيب الإنسان من ألم خفيف فيصير عليه إذا ظن أن ذلك عارض يزول بزوال سببه من حر أو برد أو نحوهما، فالمريض بحاله هذه أدرى طالما أن الألم لم يدركه ولم ينزله منزلة الضرر والخطر، أما الواجب أو الضروري فعندما يكون في حال يستضر بها، والأمثال على هذا كثيرة، فقد يتعرض لحادث يجعله ينزف دماً، فإن ترك الدم على حاله تلك فقد حياته وقد يتعرض لهجوم من دابة أو حيوان مفترس، فإن لم يتداو يدركه خطر السم فيموت، وقد يصاب بعدوى مرض خطير أو (فيروس) قتل، فإن ترك علاجه تردت حاله فهلك، ففي هذه الأمثلة وأشباهها يجب عليه التداوي، ولا حجة له بالقول بالتوكل؛ لأنه إذا امتنع عن العلاج أصبح قد عرض نفسه للهلاك، فهو بهذا لا يختلف عمن يترك الطعام والشراب مع إمكان حصوله عليه حتى يموت، فدخل في حكم قول الله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة(1). وقوله عز وجل ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما(2). فكان كحال من قتل نفسه.
والله اعلم

أبو هريرة 07 Mar 2008 11:17 PM

وأحسن الله إليكم .

mmff7066688 28 Oct 2009 03:29 PM

--------------------------------------------------------

محمد الغماري 12 Mar 2010 06:58 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خير

اللهم اشفني 14 Mar 2010 04:34 AM

أحسن الله إليكم

شـكــ وبارك الله فيكم ـــرا لكم ...


الساعة الآن 11:41 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي