يقول ابن القيم – رحمه الله - : فأكثرُ الخلق ، بل كلهم ، إلا مَن شاء الله : يظنون باللهِ غيرَ الحقِّ ظنَّ السَّوْءِ ، فإن غالبَ بني آدم يعتقد أنه مبخوسُ الحق ، ناقصُ الحظ ، وأنه يستحق فوقَ ما أعطاهُ اللهُ ، ولِسان حاله يقول : ظلمني ربِّي ، ومنعني ما أستحقُه ، ونفسُه تشهدُ عليه بذلك ، وهو بلسانه يُنكره ، ولا يتجاسرُ على التصريح به ، ومَن فتَّش نفسَه ، وتغلغل في معرفة دفائِنها ، وطواياها : رأى ذلك فيها كامِناً كُمونَ النار في الزِّناد ، فاقدح زنادَ مَن شئت : يُنبئك شَرَارُه عما في زِناده ، ولو فتَّشت مَن فتشته : لرأيت عنده تعتُّباً على القدر ، وملامة له ، واقتراحاً عليه خلاف ما جرى به ، وأنه كان ينبغي أن يكون كذا وكذا ، فمستقِلٌّ ، ومستكثِر ، وفَتِّشْ نفسَك هل أنت سالم مِن ذلك ؟ !
فَإنْ تَنجُ مِنْهَا تنج مِنْ ذِى عَظِيمَةٍ ... وَإلاَّ فَإنِّى لاَ إخَالُكَ نَاجِيَاً !!
عندما قرأتُ هذا القول تصاغرتُ نفسي والحقُ أقول كم منا من هو قائل ( ليت ما أريدهُ لي يكون وماهو كائنٌ لي لم يكن ) !! وكأننا من نحنُ أعلم من الله بالخير لأنفسنا وأذكر فيما أذكر قولُ رجل من السلف الصالح يقول : وإنني إن سألتُ الله أمراً فاستجاب لي حمدتهُ مرة وإن أردتُ أمراً وسألتهُ الله ولم يستجب لي حمدتهُ ألف مرة لأن الله أعلمُ لي بالخير من نفسي ولأن استجابتهُ الأولى كانت لأمر أخترتهُ أنا لنفسي أما الثانية فأنا أعلم بأنهُ لم يستجب لي إلا لأمر هو يريده لي والله لا يكتبُ إلا الخير دوماً وأبداً أو كما قال رضي الله عنه
فما هو ظنكم برب العالمين ؟!