عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 15 Oct 2012, 05:56 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 5010 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
وفي انفسكم أفلا تبصرون ( الاسنان )



الأسنان
لقد جاء في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحيتنا ، واجعلهن الوارث منا ))
ويرى كثير من العلماء أن الأسنان هي من قوة الإنسان ، تلك القوة التي تتمثل في الجسم كله ، فهي في الأعصاب ، والمفاصل ، وهي في العظام والحركات ، والأسنان جزء مهم من العظام ، ولكل نوع من العظام عمل يؤدى ، ومكانة في الوظيفة الجسمية .
والإنسان لو تبصر في أسنانه ، وجودها وعملها وأثرها وحاجة الجسم إليها ، وجمالها للوجه ، ودورها في بهائه ونضارته ، وأمراضها المتعددة ، وأثرها على الصحة والجسم .
كل هذا لو أدركه وتعمق فيه فإنه سيقف حائرا أمام عمق دلالة الآية الكريمة { وفي أنفسكم أفلا تبصرون } فهي أشياء قريبة منا ومحسوسة لنا، وعملها لا ينكره أي فرد . ولعل هذا العمق هو السر في اهتمام الأطباء بالأسنان بحثا ودراسة وعملا ، حتى أصبحت تمثل أكثر من التخصص ، يفني فيه الأطباء أعمارا طويلة بالدراسة ، والبحث والاستقصاء .
فهناك تخصص في اللثة وأمراضها ، وهي القاعدة التي تنبت فيها الأسنان . وهناك تخصص في اعوجاج الأسنان ، وهي انحرافها وميلانها وعدم استقامتها وهناك تخصص في طفيليات الأسنان ، وتسوسها .
وهناك تخصص في جراحة الأسنان . . إضافة إلى التخصص في أسنان الأطفال وغير ذلك مما يدركه المختصون ، حيث بلغ الأهتمام بالأسنان ، والعناية بمظهرها وجمالها وصحتها أن كانت لها كليات منفردة باسم كليات طب الأسنان ، تخرج أطباء في كل تخصص وتهتم بأمراض البيئة ونوعية الغذاء ، وأثر ذلك على الأسنان . ويرى المهتمون بدراسة الأسنان ، وتوضيح ما فيها من أسرار وعجائب ، أن الحيوانات التي توصف بالثدييات غالبا لها أسنان ، وتختلف أسنان آكلات اللحوم عن آكلات الأعشاب . كما تختلف عنها كلها أسنان الإنسان ، وتناسقها في فمه ، و وظيفتها في العمل ، والفك الذي تنبت فيه ، كما أن الطيور لا أسنان لها .
فالله جل وعلا قد فضل الأنسان على سائر المخلوقات ، وأعطاه الله شكلا جميلا ، ومظهرا مميزا ، وقد أخذت الأسنان في شكلها وتنظيمها وعملها ، عند الإنسان طابعا مميزا ، مثلما تميز في سائر خلقه ، وتركيب جسمه ، وهذا من حكمة الله جلا وعلا ، وتدبير صنعته ، وتمييز الإنسان بما يرفعه عن الكائنات الأخرى في هذه الأرض . . حيث يقول جل وعلا في سورة التين { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم } ، والحسن والجمال ، وكمال القوام ، تتجلى في كل مظهر ، كما تتجلى في الأسنان ، حيث يبرز الجنال الخلقي ، والنظارة والحسن ، والتناسق والعناية .
ورغم أن الأخصائيين يرون أصلب عظم وأقواه في جسم الإنسان هو عظم السن ، فإن للأسنان خاصية في طحن ما يدخل إلى الفم من غذاء ، وتحسس كل دخيل لإبعاده ، فهي ذات حساسية خاصة ، وعمل منظم .
فالفك له حركة غريبة ، وقوة يمكن مقارنتها بالروافع عالية الظغط ، لكي تذيب المأكولات ممزوجة باللعاب ، ويحركها اللسان ، في عملية دائبة وسريعة يقدرها بعضهم بأنها أسرع من الآلات الدائرة .
أما الاطباء فيقدرون عمر الانسان بفحص أسنانه التي تبدأ تكوينها وهو في بطن أمه ، حيث يوصى الاطباء بزيادة الكلسيوم في غذائها كالحليب مثلا ، لا ن تكوينات جسمه وخاصة العظام تنشأ في فترات النمو الاولي رغم ان الاسنان اللبنية لا تخرج الا بعد عدة أشهر قد تقرب من السنة من الولادة ، ثم تتساقط من السنة السادسة ، حيث يحل محلها غيرها , وتتكامل عند سن الشباب لتبلغ ثمانية وعشرين سنا منها القواطع وهى الامامية ، ثم الانياب التي تليها من الجانبين ثم خلفها من الجانبين أيضا الاضراس ..
ولكل واح من هذه الاسنان حسب اسمه خاصية في الوظيفة التي يقوم بها حسب الطعام ونوعيته ، كما كان شعار الاطباء في طب الاسنان حديثا.. أن الاسنان خلقها الله للانسان لتبقى طول حياته .. ولذا فان عليه المحافظة عليها وعدم خلعها حتي لو لم يبق إلا الجذور بل تعالج لان لكل داء دواء ..
واذا فكر الانسان في ذلك فإنه يلمس حكمة بالغة في عمل هذه الاسنان ووظيفتها، إذ أن الجسم وحدة متكاملة يؤدي كل جزء وظيفته برغبة واشتياق واتقان ينما هي مكملة لعملية ثانية يؤديها جهاز آخر فطرة الله جل وعلا على تنظيم ما أنيط به من عمل ، والاحاطة به ومتابعة خطوات مسيرته في انتظام و يسر وسهولة ..
فالاسنان وهي الحارس على الفم لهاوظيفة اولا في النطق والاعانة على اخراج الحروف صافية وواضحة من مخارجها فاذا سقط عند الانسان سن نرى مخارج بعض الحروف يلتبس على السامع بحرف اخر ..
ثم هي باب من أوثق الابواب عندما تنفلق فانها لا تسمح بان ينفذ للفم أي شئ يضر به وفي حالة تسلط قوة عليه لا لزامها بالتراخي في الحراسة فانها تتحول الي سلاح يدافع ويضر الوافد ومااكثر ما نسمع عند النساء خاصة وعند الصبيان ما يقومون به من دفاع وهجوم بواسطة ما أعطاهم الله من اسنان . دفاع عما حل بهم من عدوان وهجوم في حالة الشعور بالغلبة لان المغلوب يستعمل اخر سلاح عنده وهذه الاسنان تستعمل في حالات الضعف سلاحا يخلص من المأزق .
لكن الجسم الذي يتناول الغذاء أنواعا متعددة هيأ الله للانسان علي وجه الارض يجد أن هذا الطعام في حاجة إلى تهيئة للمعدة وتخفيف العبء عليها و تنظيمه في مسالكه كالبلعوم الضيق في مجراه والامعاء الضعيفة في عملها فلا يؤدي ذلك العمل التنظيمي الشاق لا يحمي اللجسم باجهزته الدقيقة المحكمة إلا ما تؤديه الاسنان من طحن الطعام الداخل للجسم وتلين لما خشن منه ومرونة لما صعب وازالة لما يضر..حتي يتهيأ طعاما ممزوجا وعملا دقيقا سهل الانحدار والتصريف الي الاجزاء المحتاجة إليه ..
فسبحان من قدر ذلك وهيأه وسبحان من هدى كحل جزء في هذا الجسم الي عمله ..وسبحان من جملنا بالاسنان كوحمى أجسامنا من مخاطر الطعام بجهدها ودقتها ..
وسبحان من أو جدها باجسامنا من العدم وبصرها بعملها الذي لا تستطيع الاجهزة المتنوعة القيام به .
لقد اثبت الطب الحديث ان الاسنان الصناعية لا ترقي إلى مكانة الاسنان التي خلق الله في البشر و تستطيع تأدية دورها كاملا ..
وإن الاحاطة بأهمية ودور الاسنان مما يستوجب سجلا كاملا وللعناية الصحية والغذاء المفيد والماء النقي دور كبير في سلامتها ..
وإن كل ما حرم الله على الانسان تعاطيه يفتك بالاسنان ( كالخمور – والدهان – والمخدرات – والتمباك ) ولذا فإن رعاية الاسلام ونظافة البدن بالغسل والوضوء خمس مرات يوميا أكبر عامل في الحفاظ على سلامة الاسنان وخير معين لها في العمل ..( وفي أنفسكم أفلا تبصرون)









منقوووووول ( د. محمد بن الشويعر)




 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس