دور المعالج و الراقي في نجاح علاج حالات المس و السحر المستعصيه

لا احد ينكر ان المعالج او الراقي هو اهم حلقه من حلقات نجاح علاج حالات السحر و المس بإذن الله وسنناقش اليوم دور المعالج بين الواقع الحقيقي الموجود و ما نحلم به لدور الراقي و المعالج مع المريض

الاحلام

الحلم الاول

اولا- دار الرقيه الشرعيه النموذجيه المثاليه

انا شخص احلم كثيرا في نومي و في يقظتي ويكفيني ان اسرح بخيالي بعيدا فأرى امامي اشياء كثيره اتمناها فأراها تتحقق كما اريد واحيانا اكثر مما اريد و مما احلم به في احلام يقظتي دار مثاليه نموذجيه للرقيه الشرعيه يتوافر فيها ما يلي:
1-مكان كبير متسع تتوافر فيه وسائل الراحه الشخصيه للمترددين
2-عدد من الرقاه المتخصصون الدارسون المخلصون المتعاونون الراغبون في رضا الله ويكونون على مستوى عال من الخبره و يستطيعون التعامل مع مختلف الحالات بكل سهوله ويعمل معهم مجموعه من الرقاه المساعدون الشباب لتنقل اليهم الخبره من الشيوخ لكي ينشأ جيل جديد متمرس يستطيع استكمال مسيرة الخير مع المرضى ويتعلمون القواعد الصحيحه للرقيه
3-مجموعه حديثه من الوسائل السمعيه و البصريه للمساعده في جلسات الرقيه الشرعيه لتقليل الوقت و المجهود المبذول من المعالج و المريض
4-يتواجد في المركز طبيب مسلم حاذق يستطيع بسهوله تمييز الحالات العضويه و النفسيه عن حالات الامراض الروحيه كما يقوم باستكمال علاج ما ينتج من امراض عضويه للمريض بسبب السحر و المس كما يكون مستعدا للتدخل لاسعاف المريض عند حدوث اي مشاكل صحيه اثناء او بعد جلسة الرقيه
5-يكون كل هؤلاء فريق عمل متكامل متعاون يريد رضا الله بالسعي في شفاء عباده ويالها من مهمه عظيمه جليله ان حسنت النوايا و صدقت


الحلم الثاني

ثانيا- انشاء قسم للرقيه الشرعيه بالمستشفيات
لايخفى على احد ان الراحه النفسيه للمرضى العاديين تسهم كثيرا في سرعة و تمام شفائهم بإذن الله
ووجود قسم و لو صغير داخل كل مستشفى و خصوصا المستشفيات النفسيه يساعد المرضى على اجتياز رحلة علاجهم العضويه و النفسيه ويقوي ايمانهم ويربطهم بخالقهم ويرفع معنوياتهم ويشحذ هممهم فيخرجون سالمين من كل الانواع الامراض الروحيه و العضويه
وانا اعرف حالات كثيره تعاني من المس و السحر دخلت المستشفيات للعلاج ظنا منهم بوجود اسباب عضويه او نفسيه وبالطبع فان لم يعرف احد سبب المشكله فلن ينتج العلاج الطبي اي اثر يذكر على حالة المريض

الحلم الثالث

ثالثا - تكوين مجموعات الدعم
وهو نظام قديم معمول به في الدول الغربيه و قد حضرت بعض جلساته في الولايات المتحده الامريكيه فيما يعرف بمجمو عات الدعم او المسانده او
support group
وتتلخص فكرته في اجتماع مجموعه من المرضي يعانون من نفس المرض او نفس المشكله فيجتمعون بصوره دوريه للنقاش و تدارس مشكلتهم النفسيه او المرضيه او الاجتماعيه فيستفيدون من تجارب بعضهم البعض ويقود المجموعه في الغالب مريض سابق تم شفائه وعلاجه من مرضه او مشكلته و لهذه المجموعات تأثير كبير في استكمال شفاء و علاج و تثقيف اصحاب كل مشكله في اسهل الطرق للخلاص منها
واعتقد و اجزم اننا كمسلمين احق بهذا منهم حيث تنص تعاليم الاسلام على النصيحه في الدين و التكافل و النظر الى الادنى وليس الاعلى ففي الحديث اذا نظر احدكم الى من فضل عليه في المال و الخلق فلينظر الى من هو اسفل منه



الواقع

يبدوا الواقع فيما يتعلق بالمعالجين و الرقاة بعيدا كل البعد عن المستوى المطلوب و الواجب لضمان نجاح علاج مرضى المس و السحر
فكلنا يعرف ان بعض من يعملون بالرقيه لايحسنون قراءة ايات القران وقرأت اعترافات لبعضهم انه دخل هذا المجال لتصيد النساء الذين هم اغلب مرضى المس وبعضهم يدعي تشخيص حالة المريض بمجرد النظر اليه وقد اخذت رأي احدهم في حالة مس فأجابني دون ان يراها ان ما بها مس عاشق و انه يستطيع علاجها في جلسه واحده وهذه الفتاه تحت العلاج منذ ثلاث سنوات و قد تم اجراء 400 جلسة رقيه لها فمن ادعى التشخيص الفوري بمجرد النظر فهو اما جاهل او ساحر يستعين بشياطين الجن
وهذا الرسول الكريم وهو خير الخلق و افضلهم لايدعي معرفة الغيب و يقول
" إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ، وَأَنَا أَقْضِي بَيْنَكُمْ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلا يَأْخُذْهُ ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ يَأْتِي بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ "


-بعض اخواننا الرقاه الافاضل يتمسكون بتجاربهم الشخصيه فقط ويعتبرون انهم وحدهم فقط على صواب و الاخرون على خطأ ويسفهون اراء الرقاه الاخرين و ترى عندهم جوابا حاضرا عندما يسمعون عن اي شيء لم يجربوه فيقولون هذا لايجوز – هذا بدعه – لايوجد دليل – لافائده من ذلك هذا خطأ وغير ذلك و الواقع المعروف ان الانسان في الغالب عدو ما يجهل و الاصل في الاشياء الاباحه ما لم يرد نص او دليل بالتحريم او الكراهه فهم يحجرون على غيرهم و لا يقدمون بدائل معقوله لما يرفضونه و لست هنا في مجال مناقشة هذه الاختلافات و الاعتراضات فكل حر فيما يعتقده ومجال الرقيه هو مجال تجريبي يعتمد على خبرات اصحابه ولايستطيع احد ان يزعم انه قد صادف كل الاشكال و الانواع من حالات المس ففوق كل ذي علم عليم وانك ان استطعت ان تضيف تجارب الاخرين الى تجاربك فكأنما قد عشت عمرا فوق عمرك

فلاضير من التجربه ما لم يوجد شبهة حرام او انحراف عن السنه وكل يؤخذ من كلامه و يرد الا المعصوم صلى الله عليه و سلم ولتكن قاعدتنا حسن الظن في اخواننا و التعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه


-الرقاة في عملهم على نوعين:

النوع الاول راقي متجول يذهب الى المرضي في بيوتهم وهذا يكون صعبا عليه حيث لن يتوفر له الوقت الكافي و لا المكان و لا الامكانيات المناسبه لاتمام جلسة الرقيه على احسن وجه وبعض البيوت تكون عامره بشياطين الانس و الجن الذين يصعبون مهمة الراقي

النوع الثاني راقي يعمل فى مكانه حيث يأتي اليه المرضى بأعداد كبيره وهنا سوف يضطر الى عقد جلسات علاج جماعيه لمرضاه حيث يتجمعون في غرفه مغلقه ويبدأ في القراءه وهي مهمه شاقه ولاتنفع لكل الحالات حيث ان كل حاله تحتاج الى خطة علاج منفصله حسب ظروفها حيث تختلف في شدة المس و مدته والقصه هنا تكون اشبه بطبيب يعالج عدة مرضى بنفس الدواء دون النظر الى طبيعة مرض كل واحد منهم

وقد ذكر بعض الاخوه مانعا اخر لجلسات الرقيه الجماعيه وهي ان الشياطين تتكاتف و تتواصى عند حضور الجلسات الجماعيه ولكني لم اقف على دليل على ذلك

ولكن اهم مشكله في المعالج تكمن في انه احيانا لايستكمل جلسة الرقيه الى نهايتها المطلوبه وهي خروج او حرق المس وذلك حينما لايحضر الجني على الممسوس بعد القراءه المبدئيه من الراقي على المريض ولايتصور احد ان يظل الراقي يقرأ عدة ساعات على المريض فحتما سيبدأ الراقي في التعب ويفقد حماسه ويبح صوته ويترك المريض لجلسة علاج اخرى ولربما يكون الجني قد بدأ في الحضور على المريض ويؤذيه ومعروف للجميع ان لحظة حضور الجني او ظهوره على المريض هي لحظه شديدة الخطوره وان لم يعرف المعالج كيف يتعامل معها فلربما فقد المريض حياته او اصيب باي اصابات عضويه خطيره ولهذا فان جلسات الرقيه تحتاج لتحضير مسبق من المريض و المعالج لاختصار و تقليل الوقت و الجهد عليهما



‏ ‏ ‏