" رؤى لبعض الصالحين من كتاب
الروح لابن القيم رحمه الله "
الرؤيا ثلاثة أنواع :
رؤيا من الله و رؤيا من الشيطان و رؤيا من حديث النفس.
والرؤيا الصحيحة أقسام منها :إلهام يلقيه الله سبحانه فى قلب العبد
وهو كلام يكلم به الرب عبده فى المنام, كما قال عباده بن الصامت وغيره.
ومنها: مثل يضربه له ملك الرؤيا الموكل بها.
ومنها: التقاء روح النائم بأرواح الموتى من أهله وأقاربه وأصحابه وغيرهم.
ومنها: عروج روحه إلى الله سبحانه وخطابها له.
ومنها: دخول روحه إلى الجنه ومشاهدتها.
قال عبد الله بن عبد العزيز:رأيت أبى فى النوم بعد موته كأنه فى حديقة,فدفع إلى تفاحات فأولتهن الولد,فقلت:
أى الاعمال وجدت أفضل؟ فقال: الاستغفار أى بنى.
و رأى مسلمة بن عبد الملك عمر بن عبد العزيز بعد موته فقال: يا أمير المؤمنين ليت شعرى إلى أى الحالات صرت بعد الموت؟
قال:يا مسلمة هذا أوان فراغى, والله ما استرحت إلا الآن .قال:قلت: فأين أنت يا أمير المؤمنين؟ قال: مع أئمة الهدى فى جنة عدن.
قال صالح البراد: رأيت زرارة بن أوفى بعد موته فقلت:رحمك الله ماذا قيل لك وماذا قلت؟فأعرض عنى. قلت:فماذا صنع الله بك؟
قال:تفضل على بجوده وكرمه. قلت: فأبو العلاء بن يزيد أخو مطرف؟ قال: ذاك فى الدرجات العلى.قلت: فأى الاعمال أبلغ فيما عندكم؟
قال: التوكل وقصر الأمل.
وقال سهيل أخو حزم:
رأيت مالك بن دينار بعد موته,فقلت:يا أبا يحيى ليت شعرى ماذا قدمت به على الله؟ قال:
قدمت بذنوب كثيرة محاها عنى حسن الظن بالله عزوجل.
ولما مات محمد بن سيرين حزن عليه بعض أصحابه حزنا شديدا, فرآه فى المنان فى حال حسنة فقال:
يا أخى قد أراك فى حال يسرنى فما صنع الحسن؟ قال: رفع فوقى بسبعين درجة,قلت : ولم ذاك و قد كنا نراك أفضل منه؟
قال ذاك بطول حزنه.
وقال ابن عيينه:
رأيت سفيان الثورى فى النوم, فقلت: أوصنى, قال: أقل من معرفة الناس.
وقال عمار بن سيف:
رأيت الحسن بن صالح فى منامى, فقلت: قد كنت متمنيا للقائك فماذا عندك فتخبرنا به؟ فقال :
أبشر فإنى لم أر مثل حسن الظن بالله شيئا.