عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 29 Apr 2013, 11:30 PM
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا
أبو خالد غير متصل
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 6935 يوم
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو خالد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
أطفال بلا آبــاء ... يكبرون



د/ ملهم زهير الحراكي

بسم الله الرحمن الرحيم

(( الأب )) من الوجهة النفسية يمثل الحماية والأمان والانتماء والتقدير والراحة والترويح للطفل. وهي حاجات تنمو بها نفس الطفل ويتأسس عليها كيانه النفسي سوياً قوياً معافى ..

إن غياب الأب أو من يعوّض مكانه
بحيث لا يتحقق إشباع جيد وكافي لهذه الحاجات النفسية سيجعل الطفل أمامخيارات متعددةفي السلوك الظاهر المعلن أو المخفي الرمزي. وتتحددالخيارات حسب نمط شخصية الطفل وظروف البيئة التي انتقل إليها، وتكون كما يلي:

الخيار الأول
:
أن يقوم الطفلبالدفاع عن نفسهبغياب الأب وتأمين الحماية لذاته، "وكأنه هو أبو نفسه" لعدم ثقته بالمربي البديل، ولكن يكون هذا الدفاع من خلال السلوك العدواني والعنف والفظاظة والعناد والمشاكسة والكذب، كونه لم ينضج بعد ليدافع عن ذاته بطرق أكثر تكيّفا وتحضراً.

الخيار الثاني
:
أن يغلبالقلقوالتوجس على نفسية الطفل متمثلا بالحركة المفرطة التي لا هدف لها مع تشتت في التركيز وتململ واندفاعية وطياشة وعدم تفكير عقلاني.

الخيار الثالث
:
أن تمتلئ نفس الطفلبالخوفمن كل شيء والحساسية المفرطة من الآخرين وسرعة التبدل في المزاج.

الخيار الرابع
: أن يغلب الشعوربالعجز والإحباطعلى الطفل فتُصاب نفسه بالكآبة والوهن فيلجأ إلى الانسحاب والعزلة عن الناس، وقد يُفكر بالموت ويتمنى أن يذهب إلى حيث ذهب أبيه، حيث "الأمان والحماية والراحة لا تتحقق إلا مع البابا" حسب ما وجد بعد أن فقده.

قد يتولد بعضٌ من هذا أو كل ما سبق من
اضطرابات في التكيف مع الحياة بعد فقد الأب. وخاصة إذا لم تُقدم له هذه الحاجات بالطرق الصحيحة والكافية من المربي البديل. إن كان أمه أو عائلة بديلة أو مؤسسة تربوية راعية.

يُطلب من أم الطفل نفسها في غياب الأب
أن تصبح "أماً و أباً" للطفل في نفس الوقت.
والأم عموما والسورية خصوصا معروفة بقدرتها على تحقيق الدورين معا، شريطة أن تتلقى هي الدعم المادي والنفسي الكافي من المجتمع، والحذر الحذر أن تلجأ إلى الضغط والقسوة الشديدة على الطفل لتعويض دور أبيه كما يحصل في بعض حالات غياب الأب، ظنّا من الأم أنها تعوض دور الأب فتظهر بمظهر الأب القاسي.

وهذه الأم - وأي مربي بديل - تحتاج فقط إلى دعم مادي ومعنوي بالتدريب المناسب على تعويض دور الأب كما يلي
....

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كيف نُعوّض دور الأب نفسياً ؟!

1-
تأمين الاحتياجات الأساسية
من مأكل ومشرب ومسكن ودفء وراحة ومداواة بشكل جيد ومناسب للطفل بعد فقد أبيه.

2-
تأمين الحماية والأمان للطفل
من كل أشكال الخطر، وتوفير أجواء اللعب الحر الإبداعي ( كالرسم – الصلصال – المعجون – الطبخ – التركيباتبالمكعبات .. ) والحركي ( الرياضات المختلفة والنزهات ...)، لأناللعب لنفس الطفل كالهواء لجسده.

3- عدم تعدد المرجعية للطفل:
أن يكون المسئول عن الطفل شخص واحد يُرجع إليه في السماح والمنع والثواب والعقاب وفي كل شيء يخصُّ الطفل، حتى ولو كان من يرعاه العشرات من البشر. إن تسمية شخصٍ بعينه يكون مسئول عن الطفل هو مسألة مريحة جدا له، شريطة أن يقبل الطفل هذا الشخص كراعي / كأب.

4- الحزم والضبط في التعامل مع الطفل:
فهي حاجة نفسية تحقق له الأمان. إن المربي المتسامح المتساهل أو بالعكس المفرط التدخل والنقد للطفل يسبب الخوف والتردد أو التمرّد والتذمر وسوء الخلق للطفل.

5- إشباع الحاجة إلى التعلّم:
بتوفير بيئة تعليمية مناسبة حسب الإمكانية المتوفرة.

إذن يبقى الأب - إن كان حقيقيا أو بديلا - رمزا للإشباع النفسي والمادي للطفل، فإن تحقق هذا الإشباع مع أيٍّ كان استقر النمو النفسي والانفعالي والعاطفي وتقدير الذات عند الطفل، حتى ولو كان الأب الحقيقي غير موجود
.


وبالمقابل قد يحصل نقص أو عدم إشباع نفسي ومادي مع وجود الأب الحقيقي إن لم يقم بواجبات أبوته بشكل جيد وكافي

فقد يكون الطفل من وجهة نفسية "يتيم الأب" و "يتيم الأم" وأبواه الحقيقيان موجودان
وهي حالة "اليتم النفسي"!!

يقول الشاعر
:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفــاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أمًّا تخلــت أو أبا مشغولا
----------------------------------------
د/ ملهم زهير الحراكي
أخصائي العلاج النفسي للأطفال والمراهقين / مركز مطمئنة الطبي - الرياض


صيد الفوائد




 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم

رد مع اقتباس