عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01 Feb 2014, 08:21 PM
فرح السنين
جزاها الله تعالى خيرا
فرح السنين غير متصل
    Female
لوني المفضل Deeppink
 رقم باحث : 4508
 تاريخ التسجيل : Jun 2011
 فترة الأقامة : 4712 يوم
 أخر زيارة : 15 Aug 2022 (12:45 AM)
 الإقامة : نيوزلندا
 المشاركات : 1,407 [ + ]
 التقييم : 12
 معدل التقييم : فرح السنين is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
كما وصلتني عبر الواتساب ..



سبحان الله وبحمده

قصة (ارق نفسك بنفسك)
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن صليت العصر بالناس في رمضان جلس بين يدي أحد جماعة المسجد وقال لي : لدي طلب وأرجو أن لا تردني. قلت: تفضل، قال : عندي بنت مسحورة وأرجو أن تتفضل علي برقيتها. فقد ذهبت لرقاة كثيرين أكلوا اموالنا وما خرجنا منهم بطائل ..كانوا يبيعوننا علبة الزيت المقروء فيه بخمسمائة ريال وجلسة القراءة بكذا وكذا ريالا . فقلت له: أسال الله أن يشفي ابنتك، ولكني لا أنصح بالذهاب للرقاة ولا أحبذ أن ترقي ابنتك عندي ولا عند غيري. قال: ولم ؟ قلت: لأن القرآن شفاء ، والله سبحانه قد ابتلاكم لينظر هل ترجعون إليه سبحانه وتتوكلون عليه أو تلتفت قلوبكم إلى فلان من الرقاة أوعلان، فإذا ابتليت فالقرآن بين يديك وهو شفاء بكل حال كما وصفه الله وما عليك إلا أن تعزم وتحسن الظن بربك وتتوجه إليه ، وتديم القراءة ولا تيأس ، وخير من يرقي الإنسان نفسه أو من يحس بمعاناته من الوالدين أو الأولاد ونحوهما ليكون أبلغ في الانتفاع بالرقية فالنائحة الثكلى ليست كالمستأجرة. وعندها يأتي الفرج بإذن الله ويزول البلاء . ثم قلت : هذا فضلا عن أن الذهاب بالنساء إلى الرجال مظنة الفتنة، والمرأة عورة ، ولا ينبغي أن يستهان بجعلها بين يدي أحد من الرقاة ولو كانوا من أتقى الناس. وكم حصل بسبب التسيب أو الثقة العمياء من الكوارث ومن شك فليسأل رجالات الهيئة.
قال جاري مستدركا وقد بدا عليه الامتعاض وعدم الرضا : ولكنك تعلم أن التقوى لها أثر في الرقية ونحن قوم متلطخون بالذنوب ومقصرون ، قلت : لن يسلم أحد من الذنب أو التقصير في جنب الله، ولكن علينا أن نتوب ونعلم أن القرآن شفاء ونجعل هذه فرصة لإصلاح علاقتنا بربنا ، وكلما قمنا بالرقية ازددنا ثوابا وإيمانا. فحققنا بذلك أعظم الأثر من حكمة البلاء.
حاول الجار أن يثنيني عن رأيي لكني بقيت مصرا على موقفي. عندها ودعني متأثرا من عدم استجابتي .
بعد بضعة أشهر جاء إلي وقال: يسرني دعوتك لحضور زواج ابنتي ، قلت:أي البنات؟ قال: التي طلبت منك أن ترقيها في رمضان. قلت : وهل شفيت ؟ قال : نعم . قلت : وكيف ؟ قال : أتذكر لما جئتك وطلبت منك الرقية ورفضت وبينت أن خير من يرقي المريض نفسه أو من يحس بمعاناته؟ قلت نعم قال : فإني كنت غير مقتنع بجوابك ولا راض عن موقفك. لكنه كلام معقول ويوافق رغبتي في توفير المال وحفظ الوقت وستر العورة. ولذا لما رجعت إليها قلت : إن الشيخ يقول: كيت وكيت ، فاستعيني بالله وارقي نفسك وسأرقيك ولعل الله أن ينفعك بذلك. وقد اقتنعت بحمد الله .وصارت ترقي نفسها كل يوم مرارا وأرقيها أنا كذلك. فما برحت أربعين يوما حتى برئت تماما ولله الحمد والمنة وهاهي الآن قد خطبت وأنا أدعوك لحضور زفافها..
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
28/3/1435




 توقيع : فرح السنين


رد مع اقتباس