عرض مشاركة واحدة
قديم 22 Aug 2014, 11:12 PM   #5
الابن البار
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية الابن البار
الابن البار غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2964
 تاريخ التسجيل :  Jul 2008
 أخر زيارة : 12 May 2020 (08:02 PM)
 المشاركات : 1,180 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الحجامة مفتاح العلاج في الطب البديل



الطب الإسلامي والطبيب(25)

ترددت كثيرا قبل أن اكتب وأفصّل هذا الموضوع ,خاصة أنه يحتاج إلى فصول من الدراسة لا تسعها هذه العجالة ,ولكن أحببت أن أوضح بعض الحقائق بعد نقاش دار مع أحدهم, ظن أن المنطق وتفسير الأشياء كما يراها هو, تغير من سنن الله وشرعه ,ويمكن بها أن يغير بها البشر والحجر فكان أن ألقى سلاحه محتجا أن الحجامة لا يمكن بها شفاء جميع الأمراض , فكيف تكون كما في الحديث الشريف أنها من أفضل العلاجات؟! فقلت له وأيّ طب ادعى أنه الجواب الشافي لجميع الأمراض؟

وعندما ذكر الرسول عليه السلام الحجامة بأنها من أفضل العلاجات ذكر معها العسل والكيّ, وهذه الأمور مجتمعة ما بين مشروب, وحارق للجلد ومنقٍ للدم لم يترك شيئا من الأمراض إلا عالجه إذا أحسن الاختيار والتزاوج ما بين هذه الطرق العلاجية.

وكنت قد قرأت مقالة بديعة للدكتور أحمد القاضي بعنوان ( الطب الإسلامي ليس حفرية في أرض الدراويش ), ملخصها, أن المسلمين عندما كانوا في أفضل حالهم كان طبهم كذلك ولكن حين تخلفوا , أهملوا ما لديهم فأتى غيرهم لقطف هذه الثمار التي بنية على التجربة والقوانين العلمية الصارمة ونذكر الدكتور الفاضل ست خصال يجب أن يتحلى بها الطب الإسلامي :

1- ضرورة الخضوع للتعاليم والآداب الإسلامية .

2- ضرورة أن يكون منطقيا في الممارسة.

3- ضرورة أن يكون شاملا في اهتماماته للجسد و العقل والروح وللفرد كما هو أيضا للجماعة.

4- ضرورة أن يكون عالميا في تناوله للأبحاث آخذا في الاعتبار كافة الموارد وموجها فائدته للجميع.

5- ضرورة أن يكون علميا في منهجيته مؤسسا استنتاجاته المنطقية على الملاحظات الصحيحة والإحصائيات الدقيقة والتجريب الأمين.

6- ضرورة أن يكون ممتازا ومتميزا محققا ما عجزت عن تحقيقه فنون العلاج الأخرى.

وبنظري إذا ما تم الالتزام بهذه المعايير السالفة الذكر فان الطب الإسلامي عندها يرتقي إلى العالمية والنجومية بين مختلف دروب الطب المعروفة.



الطب اليوم :

يستشفي20-30% من سكان الأرض بالطب الحديث أو ما يسمى بالطب ( الكيميائي ) ( allopathy ) أو الطب المضاد وهذا الطب تصرف الأموال الطائلة على أبحاثه ودراساته حتى أصبح له هالة ونفخة كاذبة بدت سوأتها في الآثار الجانبية للأدوية وتخليفة للبشرية أجيال جديدة من الجراثيم والفيروسات استعصت على الباحثين .

وأهمل هذا الطب العلاقة ما بين الروح والجسد وبالغ في التخصص على حساب الإنسان , فأصبح الإنسان الذي يعاني من مرض مزمن لا يموت من مرضه بل من آثار الأدوية التي تعطى له .
أما بقية سكان الأرض من 70-80% يمارسون الطب الشعبي أو البديل بطرقه المختلفة. ففي إحصائية لسنة 1997م في ولاية أوهايو في أمريكا كان هنالك 629مليون زيارة للطب البديل مقابل 386مليون زيارة للطب المضاد ( الكيماوي ) .(26)



تعريف الطب البديل :

هو ( عبارة عن مجموعة من مهن صحية مبنية على علم طبي قائم بذاته لكل منها ,معتمدة على التشخيص الدقيق من خلال الفحص الشامل؛ مراعيةً الحالة النفسية والعقلية إضافة للحالة الجسدية , مطبقة المبادئ العلاجية لكل منها ,وقد تستخدم الماء والكهرباء والأشعة والليزر والحرارة والمساج والمعالجة اليدوية والأعشاب والزيوت الطبية , و الأدوية الطبيعية )(14) .
وهي بمجملها فن في التعامل مع المريض وذويه ……. وأمثلة ذلك التداوي بالأعشاب الطبية , الطب الصيني , الطب العربي القديم ( اليوناني )التدليك اليدوي بأنواعه المختلفة, الأيوربدا الهندية, الطب المثلي ( الهميوباثي ).الاستيوباثي , الكرايوبراكتيك ……….

وكل هذه الطرق الطبية مسجلة ومعترف بها من قبل منظمة الصحة العالمية ولها مدارس خاصة لكل منها في أوروبا وأمريكيا وآسيا وكل دولة تحترم ذاتها وقوانينها تفتح المجال لمن هو أهل في اختصاصه وكما يقال في النهاية لا يصح إلا ما هو صحيح والبقاء للأفضل .
والأدوية الطبيعة اليوم تعطي كحقن وتحاميل وسائل مشروب ومنشوق ومدهون بل اصبحت تشكل جزء من طب الطواريء في بعض البلدان

والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا ينتشر الطب البديل في الوطن العربي ؟ والجواب أن ذلك يعود إلى عدة أسباب منها:

1- عدم وجود قوانين أو دوائر خاصة في الوزارات المعنية.

2- محاربته من قبل بعض العوام والمختصين واتهامه بالدجل والشعوذة .

3- قلة العاملين في هذا المجال .

4- عدم وجود الوعي لدى العامة والتقصير الإعلامي الشديد في نشره .

5- هنالك أسباب اقتصادية كثيرة تحول دون انتشاره .ولا تهتم هذه الأسباب بصحة الناس أو عافيتهم .(27)

وهذا يقودنا إلى أن نعرف خصائص الطبيب في الإسلام ( وان كنا قد ذكرنا الطبيب هنا فالمقصود هو كل من يعمل في الحقل الطبي ممرض كان أو فني مختبر أو عاملا صحيا ).(25)و(41)

1- الإيمان بشرف المهنة وهي مركونة بشرطين هما:

*أن يمارس مهنته بكل إتقان و إخلاص .
* أن يراعي الطبيب في سلوكه وتصرفاته الخلق الكريم .

2- تهذيب النفس تصديقا لحديثه عليه السلام { إنما العلم بالتعلم و إنما الحلم بالتحلّم , ومن يتحرّ الخير يعطه , ومن يتق الشر يوقه } حديث حسن . فليس هناك مجال للقول:( هذا طبع الطبيب) إذا ما أخطأ وأفحش في القول أو العمل.
ويندرج أيضا هنا القناعة وهي مسألة نسبية وأذكر هنا قول الشيخ صدر الإسلام خان من جمعية علماء الهند :( يا بني لا تبنِ سعادتك على تعاسة الآخرين ) فهي تختزل في ثناياها الكثير من المعاني .

3- التعليم الذاتي: فمن المهم تعلّم كل ما هو جديد في مجال التخصص فالحكمة هي ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.

4- المنهج العلمي في التفكير ونقصد به الاعتماد على التدبر والتبصّر والتعقل وربط الأسباب بالنتائج وتقبل الحوار, فالطب في النهاية هو علم وليس محفوظات.

5- التعايش مع الآخرين : وهو فن في التعامل مع الناس ونزول إلى منازلهم على قدر عقولهم لكي يفهمونا ونفهمهم .

6- المحبة : ويندرج تحت هذا المسمى إنكار الذات والإيثار ويليها في الأهمية العفو و الصفح و الإعراض عن الإساءة .

7- الصدق: فصدق الكلمة والنية والعمل والكسب الحلال, كلها رأس مال الطبيب.

8- التواضع من غير ذله : وهذه خصلة مهمة في حياة الطبيب فعدم التكبر على الناس قد أجمله الغزالي بقوله في حق الطبيب المتكبّر { حين يستشعر بكمال العلم , فيستعظم نفسه , ويستحقر الناس ويستجهلهم ويستخدم من خالطه منهم , وقد يرى نفسه عند الله أعلى وأفضل منهم فيخاف عليهم أكثر مما يخاف على نفسه ويرجو لنفسه أكثر مما يرجو لهم }.

9- الاعتدال: فالاعتدال محمود في كل الأمور من غير تفريط ولا إفراط.

10- مراقبة النفس: وهو المحك الذي تستقيم به الأمور التسعة سالفة الذكر.


علاقة الطبيب بالمريض :

يحكم علاقة الطبيب بالمريض أمور أهمها


1- يجب أن يعامل المريض على أنه إنسان ككل إلي أن يهتم بالتكامل النفسي و الجسدي والعقلي للمريض , وما أجمل قول ابن القيم :{ كل طبيب لا يداوي العليل بتفقيه قلبه وصلاحه , وتقوية روحه, وتقويته بالصدق ,وفعل الخير والإحسان, والإقبال على الله والدار الآخرة فليس بطبيب بل متطبب قاصر } . فهذا هو العلاج الشمولي Holistic Approach الذي ينادي به الغرب الآن .

2- الوقاية من المرض فمن مهام الطبيب تعليم المريض و تفهيمه أن الوقاية هي أفضل من العلاج وأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى فمع الدواء يجب أن يعلم المريض سبل الغذاء السليم والنظافة والعفة , واجتناب المسكرات وما قول الشاطبي إلا إثباتا لذلك { الشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والنسل والمال والعقل } فثلاث منها تتصل بصحة الإنسان وهي النفس والنسل والعقل وكذلك قول ابن عمر { خذ من صحتك لمرضك } فما اشمله من قول وما أعمقه .

3- الرحمة في التعامل, يجب على الطبيب أن يكون طلق الوجه, سمحا ميسرا للأمور غير معسر, ولا يفرّق بين مريض وآخر.

4- طمأنة المريض وبعث الأمل فيه: يجب أن يتصف الطبيب بالحكمة. وأن يلبس لكل حالة لبوسها .

5- تحمل المسؤولية وأن يكون متقنا لعمله صائنا حرمة مريضه وعرضه وماله وأن يكتم سر المريض ولا يتسبب في أذيته وهو عالم بذلك .

الملاحظات السابقة الذكر قد تصلح لأن تكون عناوين لكتب ومصنفات إذا ما أريد البحث فيها بتعمق أو فهي بمثابة ومضات من نور على طريق طويل من الاستكشافات ولازالت هنالك مساحات كبيرة مظلمة وعلى الرغم من ذلك فان الطريق يبدو صحيحا وواعدا حقا . ولعل من الحكمة ذكر قول ابن القيم في كتاب الطب النبوي:

(وذكر مرض البدن في الحج والصوم والوضوء, لسر بديع يبين لَكَ عظم القرآن، والاستغناء به لمن فهمه وعقله عن سواه، وذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثة‏:‏ حفظ الصحة، والحمية عن المؤذي(و إتباع الطرق السليمة في الغذاء والصحة)، واستفراغ المواد الفاسدة، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة‏.‏)

http://bafree.net/alhisn/showthread.php?t=38044

يتبع..



 

رد مع اقتباس