عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01 Nov 2007, 09:45 AM
ام بدر
جزاها الله خيراً
ام بدر غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 706
 تاريخ التسجيل : Apr 2007
 فترة الأقامة : 6268 يوم
 أخر زيارة : 07 Dec 2008 (04:45 PM)
 المشاركات : 213 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ام بدر is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
علامات القلب السليم والقلب المريض ..!



«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» بسم الله الرحمن الرحيم «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص به كماله في حصول ذلك الفعل منه ومرضه أن يتعذر عليه الفعل الذي خلق له حتى لا يصدر منه أو يصدر مع نوع من الاضطراب

فمرض اليد أن يتعذر عليها البطش

ومرض العين أن يتعذر عليها النظر والرؤية

ومرض اللسان أن يتعذر عليه النطق

ومرض البدن أن يتعذر عليه حركته الطبيعية أو يضعف عنها


ومرض القلب أن يتعذر عليه ما خلق له من معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه والإنابة إليه وإيثار ذلك على كل شهوة

فلو عرف العبد كل شيء ولم يعرف ربه فكأنه لم يعرف شيئا ولو نال كل حظ من حظوظ الدنيا ولذاتها وشهواتها ولم يظفر بمحبة الله والشوق إليه والأنس به فكأنه لم يظفر بلذة ولا نعيم ولا قرة عين

بل إذا كان القلب خاليا عن ذلك عادت تلك الحظوظ واللذات عذابا له ولابد فيصير معذبا بنفس ما كان منعما به من جهتين من جهة حسرة فوته وأنه حيل بينه وبينه مع شدة تعلق روحه به

ومن جهة فوت ما هو خير له وأنفع وأدوم حيث لم يحصل له فالمحبوب الحاصل فات والمحبوب الأعظم لم يظفر به وكل من عرف الله أحبه وأخلص العبادة له ولا بد ولم يؤثر عليه شيئا من المحبوبات
فمن آثر عليه شيئا من المحبوبات فقلبه مريض كما أن المعدة إذا اعتادت أكل الخبيث وآثرته على الطيب سقطت عنها شهوة الطيب وتعوضت بمحبة غيره


وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها

بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة
فإن القلب إذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه وتألم بجهله بالحق بحسب حياته


وما لجرح بميت إيلام

وقد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها فهو يؤثر بقاء الداء على مشقة الدواء

فإن دواءه في مخالفة الهوى وذلك أصعب شيء على النفس وليس لها أنفع منه


وتارة يوطن نفسه على الصبر ثم ينفسخ عزمه ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية الأمن وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الأمن فهو محتاج إلى قوة صبر وقوة يقين بما يصير إليه

ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقتها ولا سيما إن عدم الرفيق واستوحش من الوحدة وجعل يقول أين ذهب الناس فلي بهم أسوة.


وهذه حال أكثر الخلق وهي التي أهلكتهم فالبصير الصادق لا يستوحش

من قلة الرفيق ولا من فقده


إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فتفرد العبد في طريق طلبه دليل على صدق الطلب


العلامة ابن القيم في كتابه "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" صفات القلبين المريض والسليم وعلامات الصحة والمرض رحمه الله (1/83-89):




 توقيع : ام بدر

يا رب..كلما طرق وجهي بابـــك أفتح لي كنوزك وابسط لي رحمتــك .. يارب سخر لي أحبــابــك ويســر لــي أسبــابك واجزني خير ثوابك..يا رب ..كن لــي حبيبا وقريبا ولدعائي مجيبا ..يا رب..ارضى عني رضـــا لا أحزن بعده أبدا
(((اللهم آمين)))


آخر تعديل ام بدر يوم 01 Nov 2007 في 09:49 AM.
رد مع اقتباس