فعل الأسباب لا ينافي القضاء والقدر


رقم الفتوى (6439)
موضوع الفتوى فعل الأسباب لا ينافي القضاء والقدر
السؤال س: في جامعاتنا في الجزائر لا يمكن التحويل من شعبة إلى الأخرى إلا عن طريق معرفة المدراء وغيرهم أي عن طريق الواسطة. ولقد فاتني التحويل من شعبة الفلسفة إلى شعبة العلوم الدينية، وبدأ صديق لي يلومني بأني لم أسعى. وكان ردي عليه بأن الأمر قضاء وقدر، فهل المسألة هي قضاء وقدر أم هي إفراط مني وعدم سعي؟ وما هي المسائل التي يكون فيها القضاء والقدر والمسائل التي لا يكون فيها القضاء والقدر؟
الاجابـــة نقول عليك ببذل السبب، وفعل ما تقدر عليه من الأسباب التي يحصل من آثارها منفعة ومصلحة سواء تباشرها بنفسك أو بتوصية صديق لك أو معين يساعدك على تحصيل مقصدك، ففعل الأسباب لا ينافي القضاء والقدر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ثم إذا فعلت ما تقدر عليه من الأسباب ولم ينجح فارض بما قدر الله عليك وقضاه، وهكذا إذا وقعت في مصيبة أو حصلت نكبة أو فات عليك أمر تحبه، فإن عليك الرضا بما حصل، واعتقاد أنه لو قدر عليك غيره لكان، ولا شك أن الله تعالى أمر بالعمل وفعل الأسباب مع التوكل على الله تعالى وقال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا فهو أمر بطلب الرزق والحركة لتحصيله بالسفر والحرث ونحوه وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا وهذا مثل في طلب الرزق حيث إن الطير لا تجلس في أعشاشها بل تنقلب وتغدو وتروح، فكذا الإنسان يزرع ويحرث ويصنع ويتقلب في طلب الرزق مع اليقين بأن الله هو الرازق، وهو مسبب الأسباب. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.


عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين



http://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=6439&parent=3920