عرض مشاركة واحدة
قديم 10 Mar 2008, 10:10 AM   #6
أبو سفيان
Banned


الصورة الرمزية أبو سفيان
أبو سفيان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل :  Jan 2008
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 5,855 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue


احسنت القول
قال الدكتورناصر بن عبد الرحمن الخنين
أما استعمال العامية أو اللهجات المحلية أو اللغة الأجنبية الأعجمية، -قصدي بعض الكلمات- ضمن كلام عربي فصيح فلا شك أن هذا يعد قادحًا من قوادح الفصاحة، ولكن بحسب المقامات ،الأم -مثلاً- مع رضيعها أو مع طفلها الذي في المدرسة أولم يدخلها أو يكاد أو كذا عندما تستعمل معه الألفاظ فينبغي أن تنزل إلى مستوى إدراكه، فإذا نزلت إلى مستوى إدراكه واستخدمت ألفاظًا فصيحة، ألفاظًا عربية صحيحة تعد عندئذ -هي نفسها- بليغة، تعد بليغة لأنها وظفت الألفاظ الفصيحة الصحيحة في مقام هذا الطفل أو الطفلة، كذلك عندما يخاطب الخطيب العمال الذين أمامه إذا كان خطيب جمعة أو يلقي فيهم موعظة أو كلمة أو شيئا من ذلك يلاحظ مداركهم ويلاحظ أيضًا عقولهم فيتنزل بلهجته وبألفاظه العربية -لا العامية-، العربية على مستوى مداركهم، يرفع مستوى مداركهم ليفهموا ويتنزل هو في مستوى عربيته وألفاظه بحيث تكون فصيحة تناسب يختار الألفاظ المناسبة لمداركهم، ولهذا أثر عن علي -رضي الله تعالى عنه- قوله: «خاطبوا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟» وأحسب أن عليًا -رضي الله تعالى عنه- قد عرف البلاغة بهذا المعنى، وهي فن مخاطبة الآخرين أو الناس على قدر عقولهم بحسب مستوياتهم، فمن خاطب من أمامه -ملكًا أو وزيرًا أو فقيرًا أو حقيرًا أو غنيًا أو رئيسًا أو مرءوسًا أو عالمًا أو فيلسوفًا- بحسب منزلته وسخر لغته الفصيحة في مستوى ذلكم المخاطب الذي أمامه كان بليغًا، من وفق إلى مراعاة المقامات والمناسبات والأحوال وساقها على قدر ذلك كان بليغًا، ومن لم يكن قادرًا على ذلك بحيث استخدم حتى ولو كانت كلماته فصيحة، إلا أن مستوى عربيته أو مستوى المعاني الذي في لغته كان أعلى من مستوى من أمامه لم يكن بليغًا وإن كان فصيحًا، لماذا؟ المهم هو فهم من أمامك من حيث المستوى والإدراك، فإذا كان من أمامك -مثلاً- مسئولاً كبيرًا ينبغي أن تسخر عربيتك لترفعها لمستوى هذا المسئول وتعطيه بقدر ما يفهم وما يناسبه ويليق به من الأدب اللائق، وإذا كان الذي أمامك عاميا أو امرأة أو صغيرا أو كبيرا ينبغي أن تتنزل على مستواه، لكن أيضًا تحافظ على فصاحة الألفاظ وعلى عربيتها، لا تأتي بكلمات إنجليزية أو فارسية أو كذا أو عامية أو شيء من ذلك لماذا؟ لأنها في ذلك خدشًا لألفاظ القرآن ولكلام العرب، وأيضًا فيه تدليس وتدريس لهذا الصغير على غير ما جرى عليه عرف العرب، وأيضًا مخالفة الغيرة على القرآن وعلى اللغة العربية وفي ذلك عدم الحفاظ على اللغة وعلى نسقها وعلى ألفاظها، فالكلام في هذا يقودنا إلى الكلام في البلاغة نفسها. انتهى
.....
للفائدة لااعلم صحة الاثر للنبي عليه الصلاة والسلام («خاطبوا الناس على قدر عقولهم أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟) بل انه قول لعلي رضي الله عنه فيما اعلم
وهناك اثر صحيح لابن مسعود قال رضي الله عنه
ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم ، إلا كان لبعضهم فتنة .
الراوي: عبيدالله بن عبدالله بن عتبة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: مقدمة الصحيح - الصفحة أو الرقم: 5

والله اعلم



 

رد مع اقتباس