عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11 Feb 2007, 12:59 PM
ابن الورد
الحسني
ابن الورد متصل الآن
Saudi Arabia    
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل : Feb 2005
 فترة الأقامة : 7034 يوم
 أخر زيارة : اليوم (10:27 AM)
 الإقامة : بلاد الحرمين الشريفين
 المشاركات : 17,448 [ + ]
 التقييم : 24
 معدل التقييم : ابن الورد تم تعطيل التقييم
بيانات اضافيه [ + ]
Post الملائكة أمكلفون أم مجبورون وهم أفضل أم صالحو المسلمينAre angels charged or forced



الحمد لله الغفار خالق الملائكة الأبرار الأطهار والصلاة والسلام على النبي المختار وآله وصحبه الأخيار
القول فى الملائكة أمكلفون أم مجبورون وهم أفضل أم صالحو المسلمين قال قوم هم مضطرون الى افعالهم مجبورون عليها وروى عن ابن عباس انه قال فى قوله يسبحون الليل والنهار لا يفترون ان التسبيح لهم بمنزلة النفس لنا وقال آخر هم مكلفون مجبورون لأن الله تعالى يقول ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ولا يصح الوعيد على غير المقدور عليه وقد قال إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون فدل هذا القول منهم على اختيارهم وقال لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ولولم يكونوا قادرين على المعصية لما كان يمدحهم بترك المعصية ومعنى قوله يسبحون الليل والنهار لا يفترون مدح لهم على المواظبة على الطاعة أو لا يقطعهم عنها ما يقطع الناس من الحوائج والأشغال وقول ابن عباس رضى الله عنه ان التسبيح سهل عليهم كالنفس فى سرعة المؤاتاة والمطاوعة ويجوز ان يكون من تسبيحهم ما هو اضطرار ومنه ما هو اختيار فان قيل اذا كانت الطاعة منهم باختيار فهل لهم على ذلك من ثواب فمن قائل ان ثوابهم تقريب المنزلة ورفع الدرجة وآخر انه زيادة القوة على الطاعة وتجديد الجد والنشاط فى العبادة وآخر انه اخدامهم أهل الجنة وليس الثواب كله المطعم والمشرب لانهم ليسوا بذوى أجسام مجوفة فيلجئهم الحاجة الى ما يحتاج اليه ذوو الاجسام المجوفة وقد قيل أن ثوابهم ان يستجيب دعآؤهم فى الموحدين وذلك قوله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما الآية فطاعتهم مذ خلقوا ان يستجاب فى الموحدين ولهم مسئلة وتضرع وطاعتهم بعد ذلك بشكر وبعرف واختلفوا فى الملائكة وصالحى المؤمنين أيهم أفضل فذهب كثير من المسلمين إلى تفضيل الملائكة واحتجوا بقوله تعالى قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك وقوله تعالى فيما يحكى عن الشيطان ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقول صواحب يوسف ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم وقوله تعالى لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وقوله تعالى يسبحون الليل والنهار لا يفترون وقوله ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا فلما يقل على من خلقنا علمنا ان ها هنا من هو أفضل منهم قالوا وهل يستوى حال من لا يعصى قط وحال من لا يتعرى عن معصيته وكيف بفضيلة عمل من اقصى عمره مائة سنة وفضيلة من عمره الأبد وذهب إلى أن صالحى المؤمنين أفضل لمكابدتهم مشقة الطاعة مع منازعة الشهوة وممانعة الشيطان والعمل بالغيب خوفا وطمعا وانى يقع طاعة من أصفى عن شوائب الهوى وأخلص من مزاحمة الشهوة وأمد بظل العصمة وحرس من الوساوس من طاعة مجبول على الهوى مطبوع على الشهوات موكل به اعدآء من نفسه وجنسه وشيطانه وانما يستحق العمل تمام الفضيلة باحتمال الكد والعناء والمشقة فيه قالوا وليس ينكر ان الملائكة أفضل من الناس ومن كثير من أهل الاسلام حتى تكرمنا ما تلاه خصمنا من الآيات وانما تفضيلنا فاضلى المؤمنين وصالحيهم وقد أسجدهم الله لصفيه آدم عآم فهلا كان ذلك على سبقه بالفضيلة وقال جل وعز وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير فقدم صالحى المؤمنين بالذكر لفضيلتهم على كثير من الملائكة وليس في وجوب الإيمان بهم اكثر فضيلة من وجوب الإيمان بالمؤمنين قال الله عز وجل يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ثم هم مع ذلك خول لبنى آدم وحفظة عليهم وقد روى فى الحديث ان الملائكة سألوا الجنة فقال الله سبحانه لا أجعل صالح من خلقت بيدى كمن قلت له كن فكان وروينا عن كعب أنه قال ركب الله فى الملائكة العقل بلا شهوة وفى البهائم الشهوة بلا عقل وفى ابن آدم كليهما فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة ومن غلب شهوته عقله فهو شر من البهائم
من كتاب
البدء والتاريخ ج:1 ص : 176 ــ 180
المطهر بن طاهر المقدسي




 توقيع : ابن الورد


رد مع اقتباس