موسوعة دراسات وأبحاث من الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح - عرض مشاركة واحدة - الآمال و التصورات بخصوص استخدام الجان Expectations of Jinns usage

01 Sep 2008, 05:19 PM

جميل من أخينا الشوبكى هذه المدارسة حول عالم أثيرى أثار فضول السلف والخلف من عهد الصحابة إلى يومنا هذا وألفت فيه الكتب والمراجع .

وقد حملنا لواء الدفاع عن قوم سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إخوانكم ) ليس طمعاً فى كنز ولافى طيران فلسنا بأثرياء ونسير أحياناً على الأقدام حتى تتفلق أكعابنا ، ولكن سر الدفاع فى نصرة المسلم ظالماً أو مظلوماً ، وماأشد ظلم الإنس للجن !! حتى وصل البعض إلا عدم التفريق بين الجن والشيطان .

ولم تفلح المواقع ـ عدا هذا الموقع بلا فخر ـ فى الغوص فى أمور الجن وتتبع خفاياهم وذلك راجع لأسباب على أننى لاأتعمد ازدراء موقع بعينه أو بقصد التشفى منهم فكلهم إخواننا وإن بغوا علينا ، وإنما هو النصح والوقوف على باب الخطا وإصلاحه :

1 ) النية غير صالحة :

فموضوع الجن والسؤال عنه أو عن مستعين يضعه صاحبه وليس الله من وراء القصد ، بل لنفسه ولشيطانه لكى يتشفى من فلان أو يهمز ويغمز فى علان ، ومع أن الموضوع واضح أن ليس فيه قيد أنملة لله ومع ذلك يبقى حتى ينتهى بمشاجرة تتحدث عنها الشبكات أيام ثم يقفل ونبدأ من الصفر ... ودواليك !!

2 ) الخوف :

فبعبع المدير العام الذى يكره الجن وبعبع المشرف الذى يكره الجن أو خوف المدير والمشرف من أناس يكرهون الجن وهذا فيه فوات منفعة أو قفل عيادة أو سحب صلاحيات يحجم البقية عن الكلام فى ذلك وكأنهم يقولون بخلق القرآن .

3 ) الموضع غير مناسب :

فموضوع عن الجن لايوضع إلا ويكون محمى بمشرفين على علم ودراية ولايفتح الباب أمام كل مسحور وممسوس ليقول كلمته ، فهؤلاء تأذوا من الجن فكيف سيكون ردود أفعالهم ؟ وكما ترون المواضيع فى مركز أبحاث علوم الجن كثيرة عن الجن ولاتجد من يفسد على الناس علمهم والحمد لله أولاً وآخراً لأن القاعدة شرعية والتناصح بيننا مطلوب .

ولو وضع هذا الموضوع فى موقع آخر فسترى مصيره ؟

4 ) الجهل :

فتجده باحث وتجده مهتم بدراسة الجن وعلم الرقية ، وفى قرارة نفسه لايفقه فى الجن سوى أنه يدخل ويخرج من الأجساد و لايعرف كافر ولامسلم ، أو تجده يسأل بعد 1429 سنة من الكتاب والسنة هل هناك فرق بين جنى وشيطان ؟ او كيف نعرف أنه مسلم ؟ وعندما اخترت فلاناً المشرف الذى لم تره كيف عرفت أنه سيشرف بما يرضى الله ولايفسد منتداك ؟ وماأدراك أنه ليس شيوعى ولاملحد أو جنى متمثل ومتستر فى ثوب راق ؟ ستقول حكمت على ظاهره !!

ويجب التفريق بين الاستعانة وبين الكلام عن الجن ، الاستعانة شىء والكلام عنهم وذكر أخبارهم شىء آخر !!

فالأول مسألة فقهية لها قواعدها واستدلالالتها أما الأخبار فبابه واسع ولوحدث بذلك من تثق فيه فلابأس بقبول خبره عنهم مالم يخالف نصاً أو إجماعاً .

ولكل علم أصول وقواعد ولكل علم منظرين ومحاضرين يوصلون المعلومة ويشرحون للناس مااستشكل عليهم ، وحيث أنى سأرمِ بعلمى فى هذا الموضوع إلا أنى أشهد الله وملائكته والناس أجمعين أننى لاأتعمد شخصا بعينه أو أتقصد طائفة دون أخرى ـ إلا أهل البدع والضلال ـ أأو أعنى بقولى موقع شقيق دون آخر ، وخصوصاً صاحب المشاركة المميزة " الشوبكى " التى كنت أنتظرها من فترة .

وفى نظرى أن الشريحة التى يحق لها أن تتكلم فى هذا الموضوع بصفة أولية وأن يأخذوا قدم السبق فى هذا المجال وأن يقاس عليهم الأفعال والأقوال هم تلك الشريحة التى اتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى كيفية التعامل والتواصل مع الجن .. لماذا ؟

لأن هؤلاء هم خير القرون وخير الناس وهم أمنة لأمته من بعده كما أن النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ماتوعد !!

فلما ذهب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى أمته ماوعدت به من ظهور البدع والضلالات ومن جملتها بدع الاتصال بالجن والتداوى بالاسماء المعجمة والأرقام والحروف والخلوات والدعوات ، فمن منهم فعل ذلك أو أوصى به كوسيلة اتصال أو علاج ؟

والمتتبع لسيرته صلى الله عليه وسلم ولسيرة أصحابه رضوان الله عليهم لن يجد مايدلل على أن السمع والبصر وسيلة اتصال أو أن الخلوة فيها تقوية للاتصال إلا من نواحى عملية قد نبسطها فى حينها .

فكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من قبلهم يرون الجن متمثلين متصورين فى صور وأشكال فيكون ذلك ـ تقريراً ـ أقوى أنواع الاتصال بلاخلاف وهذا الذى لم يذكره أخونا الشوبكى فى معرض كلامه عن الاتصال بالجن وإن كان هذا النوع يندر جداً فى وقتنا هذا .

ثم يأتى دور الهواتف وهذه الهواتف لم تكن مسموعة لشخص دون آخر بل يسمعها أكثر من شخص بخلاف ماذكر أخونا الشوبكى فى قصة السماع والتى هى أفضل عنده فالمستعين ـ وفق كلام الشوبكى ـ يسمع هو فقط ولايسمع غيره وحتى لو حاول إسماع غيره فلن يستطيع ولابأس بالتجربة فهى خير برهان وليسمع أكثر من شخص سليم ماسمعه المستعين وله منا تراجع تام عن كل ماقلناه .

كذلك موضوع الرؤية رؤية الجن على صورهم ـ غير متمثلين ـ لم يكن الصحابة كذلك بل كانوا يرونهم كما أسلفنا ظاهرين بدم ولحم أو على هيئة زوابع أو رياح أو اى شىء ملموس يراهم كل أحد فلماذا لم يثبت عنهم أنهم رأوهم بخلاف ذلك ؟

وهذا نعممه على العلماء الصلحين من بعدهم .

ولم يذكر أن أحداً اختص برؤية الجن من دون غيره إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قصة العفريت الذى تفلت عليه فى صلاته ولم يره الصحابة من خلفه .

فهل الرائى للجن بعد خلوة وجوع وعطش نبياً ؟ الجواب من قال بهذا كافر حلال الدم .

إذا يستثنى من رؤية الجن الأنبياء ـ على أصلهم ـ والمسحورين على اختلاف بحسب سحرهم وأقدرهم على رؤية الجن من أصيب بسحر احتلال أى أن الجن تحتله وتستخدمه وهذا واقع مشاهد ملموس لاينكره إلا مخذول !

والذى عندى فى هذه الجزئية ـ وهو الحق ـ أن كل من اختلى أو اعتزل أو استخدم دعوة أون طلسماً أو عزيمة أو تلا ذكرا بكيفية معينة بحثاً عن تواصل أو استعانة فهو مصاب أو قد يصاب مالم يتغمده الله برحمته .

لذا المتكلمين فى أحوال الجن ينظر فى أصولهم التى بنوا عليها اتصالهم مع الجن ن فإن كانت اصولهم شمس المعارف الكبرى واصول الحكمة زالشيخ الفلانى من القادرية والتيجانية والصابئة والرافضة فهذا يحتاج لعلاج قبل أن يعالج أذهان الناس بأمور تتعلق بالجن تزيدهم ـ مساكين ـ وهناً على وهنهم ، وتزيد الناس منهم جفاء وبعدأ .

فلايسأل من هذا حاله لاعن استعانة ولاعن جن ولايستضاف حول هذا الموضوع إلا من باب فساده فى بداية مشواره لأن الأصول التى بنى عليها استعانته أو تواصله فاسدة فى الأصل وفاقد الشىء لايعطيه ، فلا يقاس عليه !

قد يصل الإنسان بتقواه وصلاحه إلا مرحلة يرى فيها أو يسمع فيها أو يستشعر فيها مالايستطيعه غيره ، وهذا من باب الكرامات وهذا ليس موضع كلامنا ولاأعتقد أن الأمر يصل به إلا رؤية الجن وسماعهم دون غيرهم كما يفعل من ظن أنه سليم من الإصابة فتجده يقيس على ماكان فى شبابه من شرك وضلال !

بيننا برزخ وهذا سنة الله فى خلقه ، فمخالفة هذه السنة لاتتأتى إلا بشىء خطأ من سحر أو مس وماتبقى فيكون لنبى من باب المعجزات .

ثم لم يذكر أخونا الشوبكى وسيلة النوم والاتصال عبره وهو من أقوى الاتصالات بعد التمثل وحدث مثله مع عائشة فى قتلتها للحية التى كانت تدخل عليها لتستمع الذكر فأخبرت أنها قتلت جنا مسلماً فأصبحت وتدصقت بكذا من المال تكفيراً عن ذلك .

ولو سألنا القارىء كيف يحركك الشيطان يميناً ويسرة ويتحكم فيك باقتراف المعاصى والآثام .. أتراه ؟

لأجاب بلا !

بل هى وسوسة وإيحاء وإيذان بالشر على ضوئه أمشى وراء وسوسته .

والجن من نفس الصنف فلهم إيحاء بأمور لو تعقبتها وتثبت منها لألفيتها صحيحة .

قد يحتاج الأمر مزيداً من الشرح !!

هذا ماكان منى على عجالة مع الاعتذار لصاحب الموضوع عن الإطالة وبارك الله فيكم وقد نعود إذا وجدنا مانعود من أجله .