عرض مشاركة واحدة
قديم 30 Jun 2009, 01:05 PM   #10
أبو همام
Banned


الصورة الرمزية أبو همام
أبو همام غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2221
 تاريخ التسجيل :  Dec 2007
 أخر زيارة : 23 Jan 2012 (04:54 PM)
 المشاركات : 1,562 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


الشكر موصول لأخينا أبى عمر !!


حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ) رواه مسلم .

ومحل الخلاف الأول بين أهل العلم : جاء الحديث بروايتين مشهورتين إحداهما برفع الميم ( أسلمُ ) واختاره الخطابى والثانية بفتح الميم ( أسلمَ ) واختاره القاضى عياض ، فالأولى تذهب إلى أن يسلمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شره ومن فتنته ، والثانية تذهب إلى أن القرين أسلمَ بغير المعنى السابق ، ثم حدث الاختلاف الثانى فى الرواية الثانية إلى قولين :

أولهما : أسلمَ بمعنى أسلم إسلاماً حقيقياً وصار مؤمناً بعد إذ كان كافراً وهو قول عامة الرواة .

والثانية : أسلمَ بمعنى استسلم وانقاد وهو قول سفيان ابن عيينة وكان يقول الشيطان لايُسلم وقال ابن الجوزى قول ابن عيينة حسن .. ( راجع شرح النووى على صحيح مسلم ) .

أما ماروى عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فضلت على آدم بخصلتين كان شيطاني كافرا فأعانني الله عليه حتى أسلم وكن أزواجي عونا لي وكان شيطان آدم كافرا وزوجته عونا على خطئته ) فهذا الحديث إسناده لايصح ( راجع السلسة الضعيفة للمحدث الألبانى ) .

والراجح قول سفيان ابن عيينة أن الشيطان لايُسلم وأن " أسلمَ " أى استسلم وانقاد والذى يعزز ذلك قوله تعالى فى كتابه العزيز مخاطباً نبيه (( وإما ينسينَّك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) وقوله تعالى (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم )) على أن نقرر ماأجمعت عليه الأمة من عصمته وبقية الأنبياء من كيد الشيطان وشره وأن هذا النسيان فعل الشيطان فى هذا النسيان لا يعدو أكثر من شغل خاطره وتذكيره أكثر فأكثر بحرصه على إسلام قومه ، مع شدة كفرهم وعنادهم ، وطعنهم فى آيات الله عز وجل ، فيكون شغله وتذكيره بهذا الحرص ، سبباً فى نسيان الإعراض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غير حديث القرآن الكريم ، والنزغ فى الآية الثانية أى يتعرض لك الشيطان بأدنى وسوسة ، إذ النزغ أدنى الوسوسة ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، يكفى أمرك ، ويكون سبب تمام عصمتك .

والنقطة الأخيرة فى مسألة إسلام القرين هو قول البعض إمكانية إسلام قرين أى مؤمن وهذا قول ضعيف جداً من وجوه :

1 ) لو صح إسلام القرين لكان خاصاً برسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره لظاهر الحديث ( ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ) أما بقية أمته فلهم ماقاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال ( إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر ) رواه أحمد 8583 .

2 ) من باب أولى أن يُسلم قرين عائشة ، قالت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : ( فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معي على فراشي فوجدته ساجداً راصاً عقبيه مستقبلاً بأطراف أصابعه القبلة فسمعته يقول : أعوذ برضاك من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك ، أثني عليك لا أبلغ كل ما فيك ، قالت : فلما انصرف قال : يا عائشة أخذك شيطانك فقلت : أما لك شيطان ؟ قال : ما من آدمي إلا له شيطان ، فقلت : يا رسول الله وأنت ؟ قال : وأنا ولكني دعوت الله فأعانني عليه فأسلم ) خلاصة الدرجة : صحيح ثابت - المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد .

3 ) قول من قال أن مسألة إسلام القرين تخضع للتجربة والاستقراء ومعرفة حال الشخص قول ساقط لايلتفت له .


والله تعالى أعلى وأعلم .



 

رد مع اقتباس