العين حق) وقد يصيب العائن قرية بكاملها
تاريخ الفتوى 08/03/2009
نص السؤال هل يمكن أن يصيب العائن قرية بكاملها بعينه؟[i][i] الأجوبة على المسائل الدعوية، بتاريخ: ليلة الخميس 24 رجب 1422ه‍.. دماج-دار الحديث.
لا مانع من ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «العين حق، العين حق»[i]، وقال في حديث آخر: «إن العين لتورد الجمل القدر والرجل القبر»[ii]، فلو نظر إلى قرية وكان عيَّانًا مشهورًا بالعين، وأعجبته دورها وبيوتها ولم يكونوا قد ذكروا الله يصيب من تلك القرية من لم يكن أهلها من أهل ذكر الله، أما من كان من الذاكرين فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يعوذ حسنًا وحسينًا من العين كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «إِنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يُعَوِّذُ الحسنَ والحسين، ويقولّ: إِنَّ أباكُما كان يُعَوِّذُ بهما إِسماعيل، وإسحاق: أعوذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كل عَيْنٍ لامَّةٍ». أخرجه البخاري، وأَبو داود، والترمذي، ومعنى ذلك أن الله عز وجل قد يدفع العين وغيرها عن الشيء الذي ذكر الله عليه ويؤيد ذلك قول الله عز وجل يقول: ﴿قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء:42]، فاستفدنا من هذه الآية على أن الذين يعرضون عن ذكر الله قد لا يدخلون تحت كلأة الله عز وجل وحفظه، وأن من ذكر الله تبارك وتعالى فالله يحفظه، قال في الحديث: «من قرأ سورة البقرة لا تضره البطلة»[iii] أي: السحرة، فعلى هذا ما هناك مانع أن يصيب قرية يصيب من كان من أهلها غفل عن ذكر الله، وأما من يذكر الله عز وجل فلا يضره، ربما كان سبب موت أكثر هذه الأمة بالعين يعد من قدر الله عز وجل كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وربما كانت الإصابة بالعين، ولا يعني ذلك أن من أصيبوا بالعين يهلكون دفعة، فقد تحصل بعض الأمراض أو الفتن والخصام والقتل والقتال وما إلى ذلك بسبب العين، ونسأل الله العافية. [i] رواه البخاري رقم (5740)، ومسلم رقم (2187). [ii] حديث ابن عباس رواه مسلم رقم (2188). [iii] رواه مسلم رقم (804)، عن أبي أمامة الباهلي.
http://www.sh-yahia.net/show_s_fatawa_303.html