عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04 Apr 2007, 02:27 AM
ابرهيم الرفاعى
وسام الشرف
ابرهيم الرفاعى غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 455
 تاريخ التسجيل : Mar 2007
 فترة الأقامة : 6280 يوم
 أخر زيارة : 22 Mar 2012 (03:41 PM)
 المشاركات : 897 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ابرهيم الرفاعى is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
Wink الرسول صلى الله عليه وسلم



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


رسولنا

مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ما أوسع القول في جوانب هذه الشخصية المصطفاة، رضينا بالله جل جلاله ربّاً، وبالإسلام الحنيف ديناً، وبمحمد نبي الرحمة قائداً وهادياً، وبالقرآن المجيد نوراً وإماماً. لم يحملنا على ذلك إرهاب أو إكراه، ولم يخامرنا في ذلك ريبٌ أو اشتباه، بل آمنّا عن اعتقادٍ ويقين، بأنّ هذا الدين القيّم الذي يجب أن نحيا له، وأن نعمل به، وأن نلقى الله عليه، ولذلك كان من حقّنا أن نذود عنه وندفع دائماً سهام الضالين والمفترين، وأن نرشد الحيارى والتائهين.

من المحال إدراك حقائق الإسلام عقيدةً وشريعة وسلوكاً، ما لم يقترب المسلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصاحبه بوجدانه ومشاعره من أول حياته إلى نهايته، وما لم يتفهم كل جانب من جوانبها، وما لم يفقه كل أقواله وأفعاله التي صدرت منه في حرب أو سلم أو معاملة لأهله أو أزواجه أو أصحابه.

إن من البديهي ألا يكون أمام المسلم مثال غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو المَعين الذي لا ينضب. وصدق الله العظيم عندما قال: "لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً".

وصدق الشيخ الشاعر يوسف القرضاوي عندما قال:

الليلُ طالَ ألا فجرٌ يبدّدهُ ربّاه أرسل لنا فُلكاً وربّانا

هناك لاح سنا المختار مؤتلقاً يهدي إلى الله أعجاماً وعربانا

يقود دعوته في اليمّ باخرة تقلّ من أمَّها شيباً وشبانا

السلم رايتها والله غايتها لم تبغِ إلا هدى منه ورضوانا



سمات أساسية في حياته صلى الله عليه وسلم

1) لما كانت النبوة هي القدوة المطهرة للبشرية، التي أرادها الله وصنعها لتكون كذلك، فإننا نجد رعاية الله وعنايته وقدره أمراً ظاهراً ملموساً في حياة الأنبياء منذ ولادتهم حتى التحاقهم بالرفيق الأعلى.

2) وُلد صلى الله عليه وسلم من نكاحٍ طاهر، فقد حفظه الله من كل سِفاح بالرغم من ان السفاح هو من السمات الرئيسة في الحياة الجاهلية، وذلك أمر خطير بالنسبة لمكانة الرجال إذا كانوا في أقوامهم في مقام القيادة فما بالنا بمكانة النبوة. جاء في الأثر "وُلدت من نكاح ولم أولد من سِفاح".

3) وُلد صلى الله عليه وسلم في قمةٍ بين الحسب والنسب في الجزيرة العربية، وذلك أمر له خطره في طبيعة القيادات بين الأمم في الدنيا، فقد كانت له مهابته ومنزلته قبل النبوة، وقُدّر لمكانته من قريش أن يكون له من سيوف بني هاشم حماية قدّرها الله في فترةٍ حرجة من فترات الدعوة في مكة.

4) في مستنقع الجاهلية، وبحر الشهوات الذي لا ساحل له، والذي لا يكاد ينجو منه أحد، حفظ الله رسولَه حتى من مجرد المشاركة الشكلية لهذه الجاهلية في سلوكها وقيمها. ففي سنّ الفتوة وفوران الشباب حيث يلهو شباب الجاهلية ويعبث بكل شيء، وجّه الله قلب رسوله إلى قمة الجبل، إلى غار حراء، بعيداً عن الدنيا هناك، متأملاً في خلق الله متفكراً في هذا الكون من حوله.
منقووووووووووووووووول :sm283:


5) النكاح له أثره في حياة الفرد، وفي وسط المجتمع الجاهلي قدّر الله لرسوله نكاحاً طاهراً من امرأة طاهرة عفيفة وهي خديجة رضي الله عنها، ونِعم الزوجة والمرأة. كانت وزير صدق ومصدر سكينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بُعث ودعا إلى الله.

6) لقد أراد الله لرسوله أن يحمل أثقل دعوةٍ من ناحية التكاليف في تاريخ البشرية. قال الله تعالى: "إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلا" وذلك أمر الله وصنعه، فقد شرح الله صدره لهذا الحق فانفسح تماماً وقال لخديجة عندما نزل عليه الوحي: "مضى عهد النوم يا خديجة، وقام يدعو ويجاهد حتى أتاه اليقين.

بعد هذا الذي أوردناه نستطيع أن نقول إن أي مسلم إذا فكّر ولو للحظة واحدة أن يتخذ مثالاً وقدوة غير رسول الله، فليعلم أن إيمانه بدأ في الانحراف عن خطه الصحيح، فكثير من المسلمين مقتنع فكرياً بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أشرف مخلوق وأعظم رسول، ثم لا شيء بعد هذا، فلا تربية لنفوسهم، ولا توجيه لأولادهم، ومن هنا كان حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حُب الاتباع والأسوة والقدوة، لا مجرد الإعجاب، ومن هنا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحبه أكثر من أموالنا وأولادنا وأنفسنا، فقال في الحديث الشريف: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".

ومعنى هذا الحب التمسك بالقرآن والسنّة، وتطبيق الإسلام ومصارعة الباطل بكل الوسائل.

يجب أن تعرف الأجيال المعاصرة من هو رسول الله، وعندها تقتدي به، ولا تقتدي بأصحاب الأفكار الباطلة، ولن نجد أحداً من أولادنا عندها يقتدي بممثل ساقط، أو مغنٍّ تافه أو عالِم منحرف أو زعيمٍ مهرّج.

وفي الختام نتمعن معاً ما قاله الشاعر العراقي وليد الأعظمي عندما قال في قصيدةٍ له:

تاريخُنا من رسول الله مبدؤهُ وما عداه فلا عزٌّ ولا شانُ

محمدٌ أنقذ الدنيا بدعوته ومن هُداه لنا روحٌ وريحانُ

لولاه ظلّ أبو جهلٍ يضللنا وتستبيح الدما عبسٌ وذبيانُ





رد مع اقتباس