عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 02:34 AM   #9
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وفي معجم الطبراني وغيره من حديث سعيد بن جبير عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما طفف قوم كيلا ولا بخسوا ميزانا إلا منعهم الله عز وجل القطر وما ظهر في قوم الزنا إلا ظهر فيهم الموت وما ظهر في قوم الربا إلا سلط الله عليهم الجنون ولا ظهر في قوم القتل يقتل بعضهم بعضا إلا سلط الله عليهم عدوهم ولا ظهر في قوم عمل قوم لوط إلا ظهر فيهم الخسف وما ترك قوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا لم ترفع أعمالهم ولم يسمع دعاؤهم" ورواه ابن أبي الدنيا من حديث إبراهيم بن الأشعث عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن سعيد به
وفى المسند وغيره من حديث عروة عن عائشة قالت: " دخلت علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حفزه النفس فعرفت في وجهه أن قد حفزه شيء فما





ص -55- تكلم حتى توضأ وخرج فلصقت بالحجرة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إن الله عز وجل يقول لكم: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتستنصروني فلا أنصركم وتسألوني فلا أعطيكم"
وقال العمري الزاهد: إن من غفلتك عن نفسك وإعراضك عن الله أن ترى ما يسخط الله فتتجاوزه ولا تأمر فيه ولا تنهى عنه خوفا ممن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا"
وقال من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مخافة من المخلوقين نزعت منه الطاعة ولو أمر ولده أو بعض مواليه لاستخف بحقه
وذكر الإمام أحمد في مسنده من حديث قيس بن أبي حازم قال: قال أبو بكر الصديق: "يأيها الناس إنكم تتلون هذه الآية وإنكم تضعونها على غير موضعها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه وفي لفظ إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده"
وذكر الأوزاعى عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خفيت الخطيئة فلا تضر إلا صاحبها وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة"
وذكر الإمام أحمد عن عمر بن الخطاب: "توشك القرى أن تخرب وهي عامرة؟ قيل: وكيف تخرب وهي عامرة؟ قال: إذا علا فجارها على أبرارها وساد القبيلة منافقوها"
وذكر الأوزاعي عن حسان بن أبي عطية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:



ص -56- "سيظهر شرار أمتي على خيارها حتى يستخفى المؤمن فيهم كما يستخفى المنافق فينا اليوم"
وذكر ابن أبي الدنيا من حديث ابن عباس يرفعه قال: "يأتي زمان يذوب فيه قلب المؤمن كما يذوب الملح في الماء قيل: مما ذاك يا رسول الله؟ قال: مما يرى من المنكر لا يستطيع تغييره "
وذكر الإمام أحمد من حديث جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله لم يغيروه إلا عمهم الله بعقاب"
وفي صحيح البخاري عن أسامة بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار0برحاه فيجتمع عليه أهل النار فيقولون: أي فلان ما شأنك؟ ألست كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال:إني كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه"
وذكر الإمام أحمد عن مالك بن دينار قال: "كان حبر من أحبار بني إسرائيل يغشى منزله الرجال والنساء فيعظهم ويذكرهم بأيام الله فرأى بعض بنيه يوما يغمز النساء فقال: مهلا يا بني فسقط من سريره فانقطع نخاعه وأسقطت امرأته وقتل بنوه فأوحى إلى الله إلى نبيهم أن أخبر فلانا الحبر لا أخرج من صلبك صديقا أبدا ما كان غضبك لي إلا أن قلت: مهلا يا بني"
وذكر الإمام أحمد من حديث عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل القوم نزلوا أرض فلاة





ص -57- فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجئ بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها"
وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك قال: "إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر وإنا كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات"
وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت النار لا هي أطعمتها ولا سقتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض"
وفي الحلية لأبي نعيم عن حذيفة أنه قيل له: في يوم واحد تركت بنوا إسرائيل دينهم؟ قال: لا ولكنهم كانوا إذا أمروا بشيء تركوه وإذا نهوا عن شيء فعلوه حتى انسخلوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه"
ومن هاهنا قال بعض السلف: المعاصي بريد الكفر كما أن القُبلة بريد الجماع والغناء بريد الزنا والنظر بريد العشق والمرض بريد الموت"
وفي الحلية أيضا عن ابن عباس أنه قال: "يا صاحب الذنب لا تأمن سوء عاقبته ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته قلة حياتك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب وفرحك بالذنب إذا ظفرت به أعظم من الذنب وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب ويحك هل تدري ما كان ذنب أيوب عليه السلام فابتلاه الله بالبلاء في جسده وذهاب ماله؟ استغاث به مسكين على ظالم يدرؤه عنه فلم يغنه ولم ينه الظالم عن ظلمه فابتلاه الله"



ص -58- قال الإمام أحمد: حدثنا الوليد قال: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت بلال ابن سعد يقول: "لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت"
وقال الفضيل بن عياض: بقدر ما يصغر الذنب عندك يعظم عند الله وبقدر ما يعظم عندك يصغر عند الله
وقيل: أوحى الله تعالى إلى موسى يا موسى إن أول من مات من خلقي إبليس وذلك أنه عصاني وإنما أعد من عصاني من الأموات
وفي المسند وجامع الترمذي من حديث أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن إذا أذنب "ذنبا" نكت في قلبه نكتة سوداء فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل: {كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} قال الترمذي هذا حديث صحيح
وقال حذيفة: "إذا أذنب العبد "ذنبا" نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير قلبه كالشاة الربداء"
وقال الإمام أحمد حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أما بعد يا معشر قريش فإنكم أهل لهذا الأمر ما لم تعصوا الله فإذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يلحى هذا القضيب بقضيب في يده ثم لحى قضيبه فإذا هو أبيض يصلد"
وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: إن الرب عز وجل قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل: "إني إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي





ص -59- نهاية وإذا عصيت غضبت وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الولد"
وذكر أيضا عن وكيع حدثنا زكريا عن عامر قال: كتبت عائشة إلى معاوية: "أما بعد فإن العبد إذا عمل بمعصية الله عاد حامده من الناس ذاما"
ذكر أبو نعيم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال: "ليحذر امرؤ أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر ثم قال: أتدري مم هذا؟ قلت: لا قال: إن العبد يخلو بمعاصي الله فيُلقى الله بغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر"
وذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد لأبيه عن محمد بن سيرين: أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال: إني لا أعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة
وهاهنا نكتة دقيقة يغلط فيها الناس في أمر الذنب وهي أنهم لا يرون تأثيره في الحال وقد يتأخر تأثيره فينسى ويظن العبد أنه لا يغير بعد ذلك وأن الأمر كما قال القائل:

إذا لم يغبر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار

وسبحان الله ماذا أهلكت هذه النكتة من الخلق؟ وكم أزالت من نعمة؟ وكم جلبت من نقمة؟ وما أكثر المغترين بها من العلماء والفضلاء فضلا عن الجهال ولم يعلم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين كما ينقض السهم وكما ينقض الجرح المندمل على الغش والدّغل
وقد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء: "أعبدوا الله كأنكم ترونه وعدوا أنفسكم في الموتى واعلموا أن قليلا يكفيكم خير من كثير يلهيكم واعلموا أن البر لا يبلى وأن الإثم لا يُنسى"



ص -60- ونظر بعض العباد إلى صبي فتأمل محاسنه فأتى في منامه وقيل له: لتجدن غبَّها بعد أربعين سنة
هذا مع أن للذنب نقدا معجلا لا يتأخر عنه قال سليمان التيمي إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته
وقال يحيي بن معاذ الرازي: عجبت من ذي عقل يقول في دعائه: اللهم لا تشمت بي الأعداء ثم هو يشمِّت بنفسه كل عدو له قيل: وكيف ذلك؟ قال: يعصى الله فيشمت به في القيامة كل عدو
وقال ذي النون: من خان الله في السر هتك ستره في العلانية
فصل:
وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله
فمنها: حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفىء ذلك النور
ولما جلس الإمام الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته وتوقد ذكائه وكمال فهمه فقال: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية
وقال الشافعي رحمه الله:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال اعلم بان العلم فضل وفضل الله لايؤتاه عاصي

ومنها: حرمان الرزق وفي المسند "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس