عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:02 AM   #17
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


وظهرت فيمن ادعى إلهية بشر مع الله كالمسيح وغيره & أصل الشرك & #85 وأصل الشرك في بني آدم كان من الشرك بالبشر الصالحين المعظمين فإنهم لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم عبدوهم # فهذا أول شرك كان في بني آدم وكان في قوم نوح فإنه أول رسول بعث إلى أهل الأرض يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك كما قال تعالى ^ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا وقد أضلوا كثيرا ^ وهذه أسماء قوم صالحين في قوم

نوح فلما ماتوا جعلوا الأصنام على صورهم ثم ذهبت هذه الأصنام لما أغرق الله أهل الأرض ثم صارت إلى العرب كما ذكر ذلك ابن عباس وغيره إن لم تكن أعيانها وإلا فهي نظائرها # وإما الشرك بالشيطان فهذا كثير # فمتى لم يؤمن الخلق بأنه لا إله إلا الله بمعنى أنه المعبود المستحق للعبادة دون ما سواه وأنه يحب أن يعبد وأنه أمر أن يعبد وأنه لا يعبد إلا بما أحبه مما شرع من واجب ومستحب فلا بد أن يقعوا في الشرك وغيره # فالذين جعلوا الأقوال والأفعال كلها بالنسبة إلى الله سواء لا يحب شيئا دون شيء فلا فرق عنده بين من يعبده وحده لا يشرك به شيئا وبين من يعبد معه آلهة أخرى وجعلوا الأمر معلقا بمشيئة ليس معها حكمة ولا رحمة ولا عدل ولا فرق فيها بين الحسنات والسيئات طمعت النفس في نيل ما تريده بدون طاعة الله ورسوله & من صفات الولي عند الصوفية & #86 ثم إذا جوزوا الكرامات لكل من زعم الصلاح ولم يقيدوا الصلاح بالعلم الصحيح والإيمان الصادق والتقوى بل جلوا علامة الصلاح هذه الخوارق وجوزوا الخوارق مطلقا وحكوا في ذلك مكاشفات وقالوا أقوالا منكرة # فقال بعضهم إن الولي يعطي قول كن وقال بعضهم إنه لا يمتنع على الولي فعل ممكن كما لا يمتنع على الله فعل محال # وهذا قاله ابن عربي والذين اتبعوه قالوا إن الممتنع لذاته مقدور عليه ليس عندهم ما يقال إنه غير مقدور عليه للولي حتى ولا الجمع بين الضدين

ولا غير ذلك وزاد ابن عربي أن الولي لا يعزب عن قدرته شيء من الممكنات والذي لا يعزب عن قدرته شيء من الممكنات هو الله وحده # فهذا تصريح منهم بأن الولي مثل الله إن لم يكن هو الله # وصرح بعضهم بأنه يعلم كل ما يعلمه الله ويقدر على كل ما يقدر الله عليه وادعوا أن هذا كان للنبي ثم انتقل إلى الحسن بن علي ثم من الحسن إلى ذريته واحدا بعد واحد حتى انتهى ذلك إلى أبي الحسن الشاذلي ثم إلى ابنه # خاطبني بذلك من هو من أكابر أصحابهم وحدثني الثقة من أعيانهم أنهم يقولون إن محمدا هو الله # وحدثني بعض الشيوخ الذين لهم سلوك وخبرة أنه كان هو وابن هود في مكة فدخلا الكعبة فقال له ابن هود وأشار إلى وسط الكعبة هذا مهبط النور الأول وقال له لو قال لك صاحب هذا البيت أريد أن أجعلك إلها ماذا كنت تقول له قال فقف شعري من هذا الكلام وانخنست أو كما قال & دعوى سهل التستري في الولاية & #87 من الناس من يحكي عن سهل بن عبد الله أنه لما دخل الزنج البصرة قيل له في ذلك فقال هاه إن ببلدكم هذا من سألوا الله أن يزيل الجبال عن أماكنها لأزالها ولو سألوه أن لا يقيم القيامة لما أقامها لكنهم يعلمون مواضع رضاه فلا يسألونه إلا ما يحب # وهذه الحكاية إما كذب على سهل وهو الذي نختار أن يكون حقا أو تكون غلطا منه فلا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن ما أخبر الله

أن يكون فلا بد أن يكون ولو سأله أهل السموات والأرض أن لا يكون لم يجبهم مثل إقامة القيامة وأن لا يملأ جهنم من الجنة والناس أجمعين وغير ذلك بل كل ما علم الله أنه يكون فلا يقبل الله دعاء أحد في أن لا يكون # لكن الدعاء سبب يقضي الله به ما علم الله أنه سيكون بهذا السبب كما يقضي بسائر الأسباب ما علم أنه سيكون بها # وقد سأل الله تعالى من هو أفضل من كل من في البصرة بكثير ما هو دون هذا فلم يجابوا لما سبق الحكم بخلاف ذلك كما سأله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يغفر لأبيه وكما سأله نوح عليه السلام نجاة ابنه فقيل له ^ يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألني ما ليس لك به علم ^ # وأفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم قيل له في شأن عمه أبي طالب ^ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ^ وقيل له في المنافقين ^ سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ^ وقد قال تعالى عموما ^ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ^ وقال ^ ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن اذن له ^ فمن هذا الذي لو سأل الله ما يشاؤه هو أعطاه إياه # وسيد الشفعاء محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أخبر أنه يسجد تحت العرش ويحمد ربه ويثني عليه فيقال له أي محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع قال فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة وقد قال تعالى ^ ادعوا ربكم تضرعا وخيفة إنه لا يحب المعتدين ^

& الاعتداء في الدعاء & #88 وأي اعتداء أعظم وأشنع من أن يسأل العبد ربه أن لا يفعل ما قد أخبر أنه لا بد أن يفعله أو أن يفعل ما قد أخبر أنه لا يفعله وهو سبحانه كما أخبر عن نفسه ^ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ^ وقال ^ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخولن جهنم داخرين ^ # وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من داع يدعو الله بدعوة ليس فيها ظلم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخر له من الخير مثلها وإما أن يصرف عنه من الشر مثلها # فالدعوة التي ليس فيها اعتداء يحصل بها المطلوب بها أو مثله وهذا غاية الإجابة فإن المطلوب بعينه قد يكون ممتنعا أو مفسدا للداعي أو لغيره والداعي جاهل لا يعلم ما فيه المفسدة عليه والرب قريب مجيب وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها والكريم الرحيم إذا سئل شيئا بعينه وعلم أنه لا يصلح للعبد إعطاؤه أعطاه نظيره كما يصنع الوالد بولده إذا طلب منه ما ليس له فإنه يعطيه من ماله نظيره ولله المثل الأعلى # كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لما طلبت طائفة من عمه أن يوليهم ولاية لا تصلح لهم فأعطاهم من الخمس ما أغناهم عن ذلك وزوجهم كما فعل بالفضل بن عباس وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب # وقد روي في الحديث ليس شيء أكرم على الله من الدعاء وهذا حق

& فصل لا تطلب الحسنات إلا من الله & #89 ولما كان الأمر كما أخبر الله به في قوله ^ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ^ أوجب هذا أن لا يطلب العبد الحسنات والحسنات تدخل فيها كل نعمة إلا من الله وأن يعلم أنها من الله وحده فيستحق الله عليها الشكر الذي لا يستحقه غيره ويعلم أنه لا إله إلا هو كما قال تعالى ^ وما بكم من نعمة فمن الله ^ # فهذا يوجب على العبد شكره وعبادته وحده ثم قال ^ ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ^ وهذا إخبار عن حالهم والجؤار يتضمن رفع الصوت والإنسان إنما يجأر إذا مسه الضر وأما في حال النعمة فهو ساكن إما شاكرا وإما كفورا ^ ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ^ # وهذا المعنى قد ذكره الله في غير موضع يذم من يشرك به بعد كشف البلاء عنه وإسباغ النعماء عليه فيضيف العبد بعد ذلك الإنعام إلى غيره ويعبد غيره تعالى ويجعل المشكور غيره على النعم كما قال تعالى ^ واذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذ فريق منهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ^ وقال تعالى ^ قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذا لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون ^ وقال تعالى ^ وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه

منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ^ # وقوله ^ نسي ما كان يدعو إليه ^ أي نسي الضر الذي كان يدعو الله لدفعه إليه كما قال في سورة الأنعام ^ قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ^ & المشركون عندما تنزل بهم الضراء & #90 فذم الله سبحانه حزبين حزبا لا يدعونه في الضراء ولا يتوبون إليه وحزبا يدعونه ويتضرعون إليه ويتوبون إليه فإذا كشف الضر عنهم أعرضوا عنه وأشركوا به ما اتخذوهم من الأنداد من دونه # فهذا الحزب نوعان كالمعطلة والمشركة حزب إذا



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس