عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 04:37 AM   #14
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


إسحاق بن إبراهيم بن مخلد يقول : قال لي عبد الله بن طاهر : يا أبا يعقوب هذه الأحاديث التي تروونها في النزول - يعني وغير ذلك - ما هي ؟ قلت : أيها الأمير هذه أحاديث جاءت مجيء الأحكام والحلال والحرام ونقلها العلماء فلا يجوز أن ترد ; هي كما جاءت بلا كيف . فقال عبد الله : صدقت ما كنت أعرف وجوهها إلى الآن قال عبد الرحمن : ولا يخلو منه المكان كيفية تهدم النزول وتبطل قول من يقول : هي كما جاءت بلا كيف ; فيقال : بل مخاطبة إسحاق لعبد الله بن طاهر كان فيها زيادة على هذه الرواية كما ثبت ذلك في غير هذه الرواية ; ولكن هذه المخاطبات والمناظرات ينقل منها هذا ما لا ينقل غيره : كما نقلوا في مناظرة أحمد بن حنبل وغيره هذا ينقل ما لا ينقله هذا : كما نقل صالح وعبد الله والمروذي وغيرهم وكلهم ثقات وإسحاق بسط الكلام مع ابن طاهر . قال الشيخ أبو عثمان النيسابوري " الصابوني " الملقب بشيخ الإسلام في رسالته في السنة قال : ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه في قوله : { إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش } وذكر عدة آيات من ذلك ; فإن هذا ذكره الله في سبعة مواضع من القرآن قال : وأهل الحديث يثبتون في ذلك ما أثبته الله تعالى ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره ويطلقون ما أطلقه الله سبحانه من استوائه على عرشه ويمرون ذلك على ظاهره ويكلون علمه إلى الله تعالى و { يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب } . وروي بإسناده من طريقين أن مالك بن أنس سئل عن قوله : { الرحمن على العرش استوى } كيف استوى ; فقال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالا ; وأمر أن يخرج من المجلس . وروي بإسناده الثابت عن عبد الله بن المبارك أنه قال : نعرف ربنا بأنه فوق سبع سمواته بائن من خلقه ; ولا نقول كما قالت الجهمية : بأنه هاهنا وأشار بيده إلى الأرض . وقال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ - يعني الحافظ - في كتاب " التاريخ " الذي جمعه لأهل نيسابور وفي كتاب " معرفة أصول الحديث " اللذين جمعهما ولم يسبق إلى مثلهما قال : سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ سمعت الإمام أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سمواته ; فهو كافر به حلال الدم يستتاب فإن تاب ; وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل . قال الشيخ أبو عثمان : ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب كل ليلة إلى السماء الدنيا من غير تشبيه له بنزول المخلوقين ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهون فيه إليه ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره ; ويكلون علمه إلى الله سبحانه وتعالى وكذلك يثبتون ما أنزل الله في كتابه من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله تعالى : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } وقوله عز وجل { وجاء ربك والملك صفا صفا } وقال : أخبرنا أبو بكر بن زكريا سمعت أبا حامد الشرقي سمعت حمدان السلمي وأبا داود الخفاف قالا : سمعنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : قال لي الأمير عبد الله بن طاهر : يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف ينزل ؟ قال : قلت : أعز الله الأمير لا يقال لأمر الرب كيف إنما ينزل بلا كيف . قال : وسمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري سمعت إبراهيم بن أبي طالب سمعت أحمد بن سعيد بن إبراهيم أبا عبد الله الرباطي يقول : حضرت مجلس الأمير عبد الله بن طاهر ذات يوم وحضر إسحاق بن إبراهيم رحمه الله ; فسئل عن حديث النزول أصحيح هو ؟ قال : نعم فقال له بعض قواد عبد الله : يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة قال : نعم قال : كيف ينزل ؟ فقال إسحاق : أثبته فوق . فقال أثبته فوق . فقال إسحاق : قال الله عز وجل : { وجاء ربك والملك صفا صفا } فقال الأمير عبد الله : هذا يوم القيامة فقال إسحاق : أعز الله الأمير من يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم وقال أبو عثمان : قرأت في رسالة أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان أن الله ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال الله عز وجل : { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام } وقال : { وجاء ربك والملك صفا صفا } ; نؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف فلو شاء سبحانه أن يبين كيف ذلك فعل ; فانتهينا إلى ما أحكمه وكففنا عن الذي يتشابه إذ كنا قد أمرنا به في قوله : { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب } . وروى عبد الرحمن بن منده بإسناده عن حرب بن إسماعيل قال : سألت إسحاق بن إبراهيم قلت : حديث النبي صلى الله عليه وسلم { ينزل الله إلى السماء الدنيا } قال : نعم ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا كما شاء وكيف شاء . وقال عن حرب : لا يجوز الخوض في أمر الله تعالى كما يجوز الخوض في فعل المخلوقين لقول الله تعالى : { لا يسأل عما يفعل وهم يسألون } . وروي أيضا عن حرب قال : هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الحديث والأثر وأهل السنة المعروفين بها وهو مذهب أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه والحميدي وغيرهم . كان قولهم : إن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء وكما شاء { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } . وروي أيضا عن حرب : قال : قال إسحاق بن إبراهيم : لا يجوز لأحد أن يتوهم على الخالق بصفاته وأفعاله توهم ما يجوز التفكر والنظر في أمر المخلوقين ; وذلك أنه يمكن أن يكون موصوفا بالنزول كل ليلة إذا مضى ثلثاها إلى السماء الدنيا كما شاء ولا يسأل كيف نزوله لأنه الخالق يصنع كيف شاء . وروى أيضا عن محمد بن سلام قال : سأل فضالة عبد الله بن المبارك عن النزول ليلة النصف من شعبان ; فقال عبد الله : يا ضعيف تجد خداي خوشيركن : ينزل كيف شاء . وروي عن ابن المبارك قال : من قال لك يا مشبه فاعلم أنه جهمي وقال عبد الرحمن بن منده : إياك أن تكون فيمن يقول : أنا أومن برب يفعل ما يشاء ثم تنفي ما في الكتاب والسنة مما شاء الله وأوجب على خلقه الإيمان به : أفاعيله كل ليلة أن ينزل بذاته من العرش إلى السماء الدنيا والزنادقة ينكرونه بزعمهم أن الله لا يخلو منه مكان . وروي حديث مرفوع من طريق نعيم بن حماد عن جرير عن ليث عن بشر عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا أراد الله أن ينزل عن عرشه نزل بذاته } . قلت : ضعف أبو القاسم إسماعيل التميمي وغيره من الحفاظ هذا اللفظ مرفوعا ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات " وقال أبو القاسم التميمي : " ينزل " معناه صحيح أنا أقر به لكن لم يثبت



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس