عرض مشاركة واحدة
قديم 26 May 2010, 02:42 PM   #8
الباحث1
باحث فضي


الصورة الرمزية الباحث1
الباحث1 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8039
 تاريخ التسجيل :  Nov 2009
 أخر زيارة : 23 Dec 2012 (10:57 PM)
 المشاركات : 124 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue


بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 21 . من سورة سبأ مقارنة من كتبالتفاسير

روح المعاني ج22 ص116
سبأ : ) 12 ( ولسليمان الريح غدوها . . . . .

) ولسيمان الريح ) أي وسخرنا له الريح وقيل ) لسليمان ( عطف على ) له ( في ) ألنا له الحديد ( والريح عطف على ) الحديد ( وألانة الريح عبارة عن تسخيرها
وقرأ أبو بكر ) الريح ( بالرفع على أنه مبتدأ و ) لسيمان ( خبره والكلام على تقدير مضاف أي ولسيمان تسخير الريح وذهب غير واحد إلى أنه مبتدأ ومتعلق الجار كون خاص هو الخبر وليس هناك مضاف مقدر أي ولسليمان الريح مسخرة وعندي أن الجملة على القراءتين معطوفة على قوله تعالى ) ولقد آتينا داؤد منا فضلا ( إلخ عطف القصة عل ى القصة وقال إبن الشيخ : العطف على القراءة الأولى على ) ألنا له الحديد ( وكلتا الجملتين فعلية وعلى القراءة الثانية العطف على أسمية مقدرة دلت عليها تلك الجملة الفعلية لا عليها للتخالف فكأنه قيل : ما ذكرنا لدأود ولسليمان الريح فإنها كانت له كالمملوك المختص بالمالك يأمرها بما يريد ويسير عليها حيثما يشاء ثم قال : وإنما لم يقل ومع سليمان الريح لأن حركتها ليست بحركة سليمان بل هي تتحرك بنفسها وتحرك سليمان وجنوده بحركتها وتسير بهم حيث شاء وهذا على خلاف تأويب الجبال فإنه كان تبعا لتأويب داؤد عليه السلام فلذا جيء هناك بمعه
وقرأ الحسن وأبو حيوة وخالد بن الياس ) الرياح ( بالرفع جمعا ) غدوها شهر ورواحها شهر ) أي جريها بالغداة مسيرة شهر وجريها بالعشي كذلك والجملة إما مستأنفة أو حال من ) الريح ( ولا بد من تقدير مضاف في الخبر لأن الغدو والرواح ليس نفس الشهر وإنما يكونان فيه ولا حاجة إلى تقدير في المبتدأ كما فعل مكي حيث قال : أي مسير غدوها مسيرة شهر ومسير رواحها كذلك لما لا يخفى وقال إبن الحاجب في أماليه الفائدة في إعادة لفظ الشهر الإعلام بمقدار زمن الغدو وزمن الرواح والألفاظ التي تأتي مبينة للمقادير لا يحسن فيها الإضمار ألا ترى أنك تقول زنة هذا مثقال وزنة هذا مثقال فلا يحسن الإضمار كما لا يحسن في التمييز وأيضا فإنه لو أضمر فالضمير إنما يكون لما تقدم بإعتبار خصوصيته فإذا لم يكن له بذلك الإعتبار وجب العدول إلى الظاهر ألا ترى أنك إذا أكرمت رجلا وكسوت ذلك الرجل بخصوصه لكانت العبارة أكرمت رجلا وكسوته ولو أكرمت رجلا وكسوت رجلا آخر لكانت العبارة أكرمت رجلا وكسوت رجلا فتبين أنه ليس من وضع الظاهر موضع الضمير كذا في حواشي الطيبي عليه الرحمة ولا يخفى أن ما ذكره مبني على ما هو الغالب وإلا فقد قال تعالى
) وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره ( ولم يقتصر على الأعلام بزمن الغدو ليقاس عليه زمن الرواح لأن الريح كثيرا ما تسكن أو تضعف حركتها بالعشي فدفع بالتنصيص على بيان زمن الرواح توهم إختلاف الزمانين قال قتادة : كانت الريح تقطع به عليه السلام في الغدو إلى الزوال مسيرة شهر وفي الرواح من بعد الزوال إلى الغروب مسيرة شهر

وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن أنه قال في الآية كان سليمان عليه السلام يغدو من بيت المقدس فيقيل بأصطخر ثم يروح من أصطخر فيقيل بقلعة خراسان
وقد ذكر حديث هذه الريح في بعض الأشعار القديمة قال وهب : ونقله عنه في البحر وجدت أبياتا منقورة في صخرة بأرض كسكر لبعض أصحاب سليمان عليه السلام وهي
ونحن ولا حول سوى حول ربنا
نروح من الأوطان من أرض تدمر إذا نحن رحنا كان ريث رواحنا
مسيرة شهر والغدو لآخر أناس شروا لله طوعا نفوسهم
بنصر إبن داؤد النبي المطهر لهم في معالي الدين فضل ورفعة
وإن نسبوا يوما فمن خير معشر متى تركب الريح المطيعة أسرعت
مبادرة عن شهرها لم تقصر تظلهم طير صفوف عليهم
متى رفرفت من فوقهم لم تنفر وذكر أيضا رضي الله تعالى عنه أنه عليه السلام كان مستقرة تدمر وأن الجن قد بنتها له بالصفاح والعمد والرخام الأبيض والأشقر وقال : وفيه يقول النابغة : ألا سليمان إذ قال الإله له
قم في البرية فأصددها عن الفند وجيش الجن إني قد أذنت لهم
يبنون تدمر بالصفاح والعمد إنتهى وما ذكره في تدمر هو المشهور عند العامة وقد ذكر ذلك الثعالبي في تفسيره مع الأبيات المذكورة لكن في القاموس تدمر كتنصر بنت حسان بن أذينة بها سميت مدينتها وهو ظاهر في المخالفة ولعل التعويل على ما فيه إن لم يمكن الجمع والله تعالى أعلم بحقيقة الحال
وقرأ إبن أبي عبلة ) غدوتها وروحتها ( على وزن فعلة وهي المرة الواحدة من غدا وراح ) وأسلنا له عين القطر ) أي النحاس الذائب من قطر يقطر قطرا وقطرانا بسكون الطاء وفتحها وقيل الفلزات النحاس والحديد وغيرهما وعلى الأول جمهور اللغويين وأريد بعين القطر معدن النحاس ولكنه سبحانه أساله كما ألان الحديد لداؤد فنبع كما ينبع الماء من العين فلذلك سمى عين القطر بأسم ما آل إليه وذكر الجلبي أن نسبة الإسالة إلى العين مجازية كما في جري النهر
وقال الخفاجي : إن كانت العين هنا بمعنى الماء المعين أي الجاري وإضافتها كما في لجين الماء فلا تجوز في النسبة وإنما هو من مجاز الأول على أن العين منبع الماء ولا حاجة إليه فتأمل
وقال بعضهم : القطر النحاس وعين بمعنى ذات ومعنى أسلنا أذبنا فالمعنى أذبنا له النحاس على نحو ما كان الحديد يلين لداؤد عليه السلام فكانت الأعمال تتأتى منه وهو بارد دون نار ولم يلن ولا ذاب لأحد قبله
والظاهر المؤيد بالآثار أنه تعالى جعله في معدنه عينا تسيل كعيون الماء
أخرج إبن المنذر عن عكرمة أنه قال في الآية : أسأل الله تعالى له القطر ثلاثة أيام يسيل كما يسيل الماء قيل : إلى أين قال : لا أدري وأخرج إبن أبي حاتم عن السدي قال : سيلت له عين من نحاس ثلاثة أيام وفي البحر عن إبن عباس والسدي ومجاهد قالوا أجريت له عليه السلام ثلاثة أيام بلياليهن وكانت بأرض اليمن وفي رواية عن مجاهد أن النحاس سأل من صنعاء وقيل : كان يسيل في الشهر ثلاثة أيام
) ومن الجن من يعمل بين يديه ) يحتمل أن يكون الجار والمجرور متعلقا بمحذوف هو خبر مقدم و ) من ( في محل رفع مبتدأ ويحتمل أن يكون متعلقا بمحذوف وقع حالا مقدما من ) من ( وهي في محل نصب عطف على ) الريح ( وجوز أن يكون ) من الجن ( عطفا على الريح على أن من للتبعيض و ) من يعمل ( بدل منه وهو تكلف و ) يعمل ( إما منزل منزلة اللازم أو مفعوله مقدر يفسره ما سيأتي إن شاء الله تعالى ليكون تفصيلا بعد الإجمال وهو أوقع في النفس ) بإذن ربه ) بأمره عزوجل ) ومن يزغ منهم عن أمرنا ) أي ومن يعدل منهم عما أمرناه به من طاعة سليمان عليه السلام وقريء ) يزغ ( بضم الياء من أراغ مبنيا للفاعل ومفعوله محذوف أي من يمل ويصرف نفسه أو غيره وقيل مبنيا
للمفعول فلا يحتاج إلى تقدير مفعول ) نذقه من عذاب السعير 11 ) أي عذاب النار في الآخرة كما قال أكثر المفسرين وروى ذلك عن إبن عباس وقال بعضهم : المراد تعذيبه في الدنيا
روى عن السدي أنه عليه السلام كان معه ملك بيده سوط من نار كل ما أستعصى عليه جني ضربه من حيث لا يراه الجني
وفي بعض الروايات أنه كان يحرق من يخالفه وإحتراق الجني مع أنه مخلوق من النار غير منكر فإنه عندنا ليس نارا محضة وإنما النار أغلب العناصر فيه
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، اسم المؤلف: العلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي ، دار النشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليل وإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكم الكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا



 

رد مع اقتباس