المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد فتحى مصطفى

ولا يخفى على كل ذى لب وضمير يقظ ان تلكالمحاورات اورثت مساؤى ومفاسد توجب غلق بابها ، حتى وان كانت شرعية ، وذلك درءاللمفاسد وسدا لذرائع الشر الذى ترتب على انتشار محاورات الجن فى الكتب وشرائطالكاسيت .
واليكم مشاعر الكتاب والمعالجين المساؤى التى ادت اليها محاوراتكم معالجن :

* المفسدة الاولى : التمثيل :
ولا غرابةفى ذلك ، اذ ان مشاكل الحياة المعقدة والتى عجز الكثير عن حلها والتصدى لها ، ولميجدوا لها منفذا ولا مخرجا إلا الفرار والهروب من واقعها الأليم ، فيلوذوا بماسمعوا او قراوا عن المحاورات ، فحفظوا عن الجن والمعالج الأسئلة والأجوبة .
فلايجدوا ملجأ ، ولا يروا منجى لخروجهم من واقع حياتهم العصيب الاكذبهم واعتداءهم علىعالم الجن ، وتمثيلهم بان الذى حول مسار حياتهم وبدد احلامهم هو الجن .
وسرعانما يذهبوا الى احد المعالجين ، فيقرا عليهم ، فيلعب صاحب المشكلة دور الجنى ،متجنيا على الجن ، والمعالج يسال والممثل يجيب ، وهلم جرا من تهريج وعبث وضياعللوقت والحق .

* المفسدة الثانية : الهلع والخوف والقلق :
قد تنعقد جلسة جدلية فى بيت من بيوت المسلمين امام اسرة فيها الصغيروالكبير .. رقيق القلب ضعيف الفهم .. فيتناول المعالج اطراف الجدال مع الجن ، ويسهبالمعالج فى اسئلتة ، ويكثر الجن من الكذب والاختلاق .
وعلى سبيل المثال لاالحصر، فالحصر يدمى :
يسال المعالج : من اى نوع تكون ؟
فيجيب الجنى : انا ملك الجنالاحمر !!
وتنتهى الحلقة التهريجية بانصراف المعالج دون علاج ، ويبقى الجنىقابعا في بدن المعالج .
فبالله .. كيف تنام اسره ؟ بل كيف ينام فيها الصغير الذىشاهد وعاين المجادلة الماساوية ، وعلم ان ملك الجن الاحمر مازال رابضا فى بدن اخيهاو اخته او امه او ابيه .
ايها المهولون :
ملك الجن الاحمر !!
اى راحه .. اى سكينه .. اى هدوء .. اى نوم يجرؤ على مداعبة الجفون او العيون !!
اظن انالنوم نفسه سيخشى علة نفسه من دخول هذا البيت خوفا من ملك الجن الاحمر ، فما بالناباهل البيت !! ولله المشتكى .

* المفسدة الثالثة : التهويل :
وذلك مع انتشار تلك المحاورات والت صور هؤلاء الكتاب والمعالجون الجنللناس على انة مس وسحر ، وكان الجن ماخلقوا الا من اجل وظيفة واحده وعمل واحد لاثانى له ، الا وهو : السحر والمس ، والإضرار بالناس .

* المفسدة الرابعة : الفتنة والوقيعة بين الناس :
وتلك المفسدة العظيمةالتى يصل فيها الامر الى القتل وقطيعة الرحم نتيجه الشحناء والبغضاء والخصام ، وذلكعندما يسال المعالج الهمام الجنى قائلا : من صنع هذا السحر بالإنسية الممسوسة ؟فتكون الإجابة على جناح السرعة – وكأنها الفرصة التى اتاحها المعالج بجهلة للجنى – فلان بن فلان1 ، وبسرعة البرق يبحث الجميع عن المسكين وكان الحكم قد نزل من السماء . وقد يكون فلان هذا أخا للمريض ، أو أختها ، أو عمها أو عمتها ، أو خالها أوخالتها ، أو جارها ، فيقع المحظور من خلافات ومشاحنات ومقاطعات للأرحام .
انظرواكيف مزقوا وشائج الرحمة .. انظروا كيف دمروا أواصر الألفة .. كيف ضربوا الأمان .. كيف ضربوا السكينة والوئام . فالى اى مدى أشعلت محاوراتكم الموؤدة الميتة جذورالفتنة ونار الفرقة بين الناس .. فتن كقطع الليل المظلم جرتنا إليها محاوراتكم !!
والله المستعان .

المفسدة الخامسة : اضمحلال الصورةالتخصصية فى علم الجن :
فأصبح كل من هب ودب وقرا كتابا عن الجن ، او حفظمحاورة مع الجن ، يظن فى نفسه القدرة فى علاج المس ، وسرعان ما يعلن عن نفسة وقدرتة .
ومما يزيد الطين بله قيام هذا المعالج بتأليف كتاب عن المحاورات التى دارتبينة وبين الجن .. الأمر الذى أدى إلى انتشارا عجيبا مذهلا ومريبا .

المفسدة السادسة : العجب الذى قد يلحق بالمعالج :
فقد يصابالمعالج بداء العجب من جراء مكر الجن . وعلى سبيل المثال كتب احد المعالجين تحتعنوان : ( جنى يريد ان يدخل فى الشيخ ) .
فبعد محاورة بين الشيخ والجنى ، قالالشيخ للجنى :
أتخرج ؟
قال ( اى الجنى ) : نعم اخرج ولكن بشرط .
قال : ماهو الشرط ؟
قال : اخرج منها وادخل فيك أنت !!
قال الشيخ : لا باس اخرج منهاوادخل فى إن استطعت .
فانتظر ثم بكى .
فقال الشيخ : ما يبكيك ؟
قال : انتقلت اذكار الصباح اليوم ، لا استطيع ان ادخل فيك .ا هـ
ولا يخفى علينا ما ينطوىعليه خبث ومكر الجنى ، وذلك فى استدراج المعالج والزج به فى غياهب افات القلوبومحبطات الاعمال ، من رياء ونفاق وكبر ، والعياذ بالله .
المدير المسئول/محمد فتحى مصطفى الندار