عرض مشاركة واحدة
قديم 18 Sep 2010, 11:37 PM   #2
طالب علم
باحث علمي ـ جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية طالب علم
طالب علم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2783
 تاريخ التسجيل :  May 2008
 أخر زيارة : 24 Apr 2024 (02:36 PM)
 المشاركات : 3,116 [ + ]
 التقييم :  11
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الجن ثوابهم وعقابهم ؟؟؟؟؟؟؟Gin their reward and punishment



الجزء الثاني :
ونقل عن ابن عباس في قوله تعالى في سورة غافر ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات قال : هو رسول الجن ، وهذا ذكره . وقال إمام الحرمين في " الإرشاد " في أثناء الكلام مع العيسوية : وقد علمنا ضرورة أنه صلى الله عليه وسلم ادعى كونه مبعوثا إلى الثقلين ، وقال ابن تيمية : اتفق على ذلك علماء السلف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين ، قلت وثبت التصريح بذلك في حديث وكان النبي يبعث إلى قومه وبعثت إلى الإنس والجن فيما أخرجه البزار بلفظ . وعن ابن الكلبي كان النبي يبعث إلى الإنس فقط ، وبعث محمد إلى الإنس والجن وإذا تقرر كونهم مكلفين فهم مكلفون بالتوحيد وأركان الإسلام ، وأما ما عداه من الفروع فاختلف فيه لما ثبت من النهي عن الروث والعظم وأنهما زاد الجن ، وسيأتي في السيرة النبوية حديث أبي هريرة وفي آخره فقلت ما بال الروث والعظم قال : هما طعام الجن الحديث ، فدل على جواز تناولهم للروث وذلك حرام على الإنس ، وكذلك روى أحمد والحاكم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : خرج رجل من خيبر فتبعه رجلان ، وآخر يتلوهما يقول ارجعا حتى ردهما ، ثم لحقه فقال له إن هذين شيطانان فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقرأ عليه السلام وأخبره أنا في جمع صدقاتنا ، ولو كانت تصلح له لبعثنا بها إليه . فلما قدم الرجل المدينة أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فنهى عن الخلوة ، أي السفر منفردا واختلف أيضا هل يأكلون ويشربون ويتناكحون أم لا ؟ فقيل بالنفي وقيل بمقابله ، ثم اختلفوا فقيل أكلهم وشربهم تشمم واسترواح لا مضغ ولا بلع ، وهو مردود بما رواه أبو داود من حديث أمية بن مخشى قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يأكل ولم يسم ثم سمى في آخره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما زال الشيطان يأكل معه فلما سمى استقاء ما في بطنه وروى مسلم من حديث ابن عمر قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكلن أحدكم بشماله ويشرب بشماله ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله وروى ابن عبد البر عن وهب بن منبه أن الجن أصناف فخالصهم ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يتوالدون ، وجنس منهم يقع منهم ذلك ومنهم السعالي والغول والقطرب ، وهذا إن ثبت كان جامعا للقولين الأولين ، ويؤيده ما روى ابن حبان ، والحاكم من حديث أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الجن على ثلاثة أصناف : صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء ، وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون وروى ابن أبي الدنيا من حديث أبي الدرداء مرفوعا نحوه لكن قال في الثالث : وصنف عليهم الحساب والعقاب وسيأتي شيء من هذا في الباب الذي يليه ، وروى ابن أبي الدنيا من طريق يزيد بن يزيد بن جابر أحد ثقات الشاميين من صغار التابعين قال . ما من أهل بيت إلا وفي سقف بيتهم من الجن ، وإذا وضع - ص 398 - الغداء نزلوا فتغدوا معهم والعشاء كذلك . واستدل من قال بأنهم يتناكحون بقوله تعالى : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان وبقوله تعالى : أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني والدلالة من ذلك ظاهرة . واعتل من أنكر ذلك بأن الله تعالى أخبر أن الجان خلق من نار ، وفي النار من اليبوسة والخفة ما يمنع معه التوالد . والجواب أن أصلهم من النار كما أن أصل الآدمي من التراب ، وكما أن الآدمي ليس طينا حقيقة كذلك الجني ليس نارا حقيقة ، وقد وقع في الصحيح في قصة تعرض الشيطان للنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : فأخذته فخنقته حتى وجدت برد ريقه على يدي قلت : وبهذا الجواب يندفع إيراد من استشكل قوله تعالى : إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب فقال كيف تحرق النار النار ؟ وأما قول المصنف : " وثوابهم وعقابهم " فلم يختلف من أثبت تكليفهم أنهم يعاقبون على المعاصي ، واختلف هل يثابون ؟ فروى الطبري وابن أبي حاتم من طريق أبي الزناد موقوفا . قال : إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار قال الله لمؤمن الجن وسائر الأمم أي من غير الإنس : كونوا ترابا ، فحينئذ يقول الكافر : يا ليتني كنت ترابا وروى ابن أبي الدنيا عن ليث بن أبي سليم قال : ثواب الجن أن يجاروا من النار ثم يقال لهم كونوا ترابا وروي عن أبي حنيفة نحو هذا القول . وذهب الجمهور إلى أنهم يثابون على الطاعة ، وهو قول الأئمة الثلاثة والأوزاعي وأبي يوسف ومحمد بن الحسن ، وغيرهم ، ثم اختلفوا هل يدخلون مدخل الإنس ؟ على أربعة أقوال : أحدها : نعم ، وهو قول الأكثر ، وثانيها : يكونون في ربض الجنة وهو منقول عن مالك وطائفة ، وثالثها : أنهم أصحاب الأعراف ، ورابعها : التوقف عن الجواب في هذا .
وروى ابن أبي حاتم من طريق أبي يوسف قال : قال ابن أبي ليلى في هذا لهم ثواب ، قال : فوجدنا مصداق ذلك في كتاب الله تعالى : ولكل درجات مما عملوا قلت : وإلى هذا أشار المصنف بقوله قبلها يا معشر الجن ألم يأتكم رسل منكم فإن قوله : ولكل درجات مما عملوا يلي الآية التي بعد هذه الآية ، واستدل بهذه الآية أيضا ابن عبد الحكم . واستدل ابن وهب بمثل ذلك بقوله تعالى : أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس الآية ، فإن الآية بعدها أيضا : ولكل درجات مما عملوا وروى أبو الشيخ في تفسيره عن مغيث بن سمي أحد التابعين قال : ما من شيء إلا وهو يسمع زفير جهنم إلا الثقلين الذين عليهم الحساب والعقاب . ونقل عن مالك أنه استدل على أن عليهم العقاب ولهم الثواب بقوله تعالى : ولمن خاف مقام ربه جنتان ثم قال : فبأي آلاء ربكما تكذبان والخطاب للإنس والجن ، فإذا ثبت أن فيهم مؤمنين والمؤمن من شأنه أن يخاف مقام ربه ثبت المطلوب والله أعلم .
قوله : ( بخسا : نقصانا ) يريد تفسير قوله تعالى : حكاية عن الجن فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال يحيى الفراء : البخس النقص ، والرهق الظلم ، ومفهوم الآية أن من يكفر فإنه يخاف ، فدل ذلك على ثبوت تكليفهم
قوله : ( وقال مجاهد : وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا إلخ ) وصله الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد به وفيه : " فقال أبو بكر : فمن أمهاتهم قالوا : بنات سروات الجن إلخ " وفيه : " قال علمت الجن أنهم سيحضرون للحساب " قلت : وهذا الكلام الأخير هو المتعلق بالترجمة ، وسروات بفتح المهملة والراء جمع سرية بتحفيف الراء أي شريفة ، ووقع هنا في رواية أبي ذر " وأمهاتهن " ولغيره " وأمهاتهم " - ص 399 - وهو أصوب ، ووقع أيضا لغير الكشميهني جند محضرون بالإفراد وروايته أشبه .
قوله : ( جند محضرون عند الحساب ) وصله الفريابي أيضا بالإسناد المذكور عن مجاهد . ثم ذكر المصنف حديث أبي سعيد لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس إلا شهد له وقد تقدم مشروحا في كتاب الأذان ، والغرض منه هنا أنه يدل على أن الجن يحشرون يوم القيامة ، والله أعلم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عون المعبود شرح سنن أبي داود » كتاب السنة » باب لزوم السنة
الشروح ( قال أخبرنا حماد ) : هو ابن سلمة هكذا نسبه المزي ( قدم علينا الحسن ) : أي البصري ( أن أكلمه ) : أي الحسن ( فما رأيت أخطب ) : أي أحسن خطبة ووعظا ( منه ) : أي من الحسن ( على هذا الشيخ ) : أي الحسن البصري .



 

رد مع اقتباس