عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Dec 2010, 03:48 PM   #2
أبو سفيان
Banned


الصورة الرمزية أبو سفيان
أبو سفيان غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2349
 تاريخ التسجيل :  Jan 2008
 أخر زيارة : 24 Jan 2012 (09:58 PM)
 المشاركات : 5,855 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
Re: شيخنا أبو همام ماهو قانون الجذب الكوني



يُعتبر قانون الجذب من القوانين الكونية ، و النواميس القدرية التي يعيشها الإنسان في مجريات حياته ، و يلحظ نتائجه كثيراً في كثيرٍ من الأحوال و الأحداث حوله . كثر الجدال حول قانون الجذب مفهوماً و أثراً ، و لا تعدو أموره أن تكون اختلافات في وجهات النظر ، فلم يضر رأي المخالف في إثبات وجوده ، و لم يزد المثبت في إثبات وجوده ، فهو جدال أشبه بالجدال في وجود السماء وعدمها . حقيقة قانون الجذب :

قانون الجذب يحوم حول كيفية اجتذاب شيء تريده ليكون موجوداً في حياتك ، و شيء لا تريده تجتذب بُعده و إقصاءه . و ليس معناه أن يكون الإنسان قادراً و مؤثراً في حياته دون الله ، بل يكون طرفاً ناوياً و عازماً على شيءٍ ما فيقع عليه كما أراده و قصده ، و إلا فكل شيءٍ موكول إلى إرادة الله و مشيئته ، و ما على الإنسان إلا أن يشاءَ شيئاً و الله يكتب ما يريد . وجود هذا القانون لا يُشك فيه ، و هو في الحياة بعدة مسميات ، قد يكون الحظ و الصدفة ، و مداره على القدر وقوعاً و عدماً . براهين قانون الجذب :

براهين قانون الجذب لا يعتريها شك ، فهي براهين واضحة ، و إن احتملت الفهوم احتمالاً آخرَ غيرَه فلا يضر في حمله عليه ، و البراهين قد تكون نصاً لا يحتملُ إلا وجهاً واحداً و قد تكون حمَّالاتٍ لعدة أوجه ، ومتى كان البرهانُ حمَّالاً أوجهاً فلا برهان يقوم على التخصيص . يثبت قانون الجذب بعدة أدلة و براهين ، منها الشرعية و منها القدرية :

الأول : قول الله : { ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم } فأعلمنا الله أن الردى لحقهم بسبب ظنهم ، فلو كان ظنهم حسناً و طيباً ما كانوا رديين .

الثاني : قول الله أيضاً : { و أنْ ليس للإنسان إلا ما سعى ، و أن سعيه سوف يُرى } فأعلم الله فيها أن الإنسان ما يصيبه شيء و لا يحصل له شيء إلا وهو ساعٍ إليه .

الثالث : قول الرسول صلى الله عليه و سلم : [ إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امريء ما نوى ] ، فما نواه المرء و أراده سيحصل عليه و سيجنيه .

الرابع : قول الرسول أيضا في الحديث الإلهي عن الله تعالى : [ أنا عند ظنِّ عبدي بي ، فليظن بي عبدي ما شاء ] .

الخامس : دليل التشابُه ، و هو أن الشيءَ منجذبٌ لشبيهه ، و الشبيه قد يكون كلياً و قد يكون جزئياً ، و هذا في حال أنه ليس مطلوباً و لا مراداً ، فكيف إذا كان بالطلب ، حيث يريد الإنسانُ ما شابَه شيئاً لديه ، و هي أحداثٌ تجتذبها أفكار .

السادس : أدلة زيادة العمر ، فالإنسان يكون عمره مكتوباً مرتين ، مرةً بدون أعمالٍ تزيده و مرةً بأعمال تزيده ، و لهذا يبدو المعنى من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من أراد أن يُنسأ له في أثره ] أي يُزاد في عمره ، فيعني أن هناك سبب يجذبُ طول العمرِ و الرزق ، و هي تلك الأعمال المقصودة .

السابع : الاستغفار ، فقد ذكر الله و رسوله أنه من الأشياء التي يجذب الناسُ بها الأرزاق و الأولاد ، فمكتوبٌ في اللوحِ شيءٌ ، و يتغيرُ إذا كان هناك استغفارٌ ، فجذب الأرزاقِ و الأموال و الأولاد بالاستغفار .

الثامن : الصدقة ، فجاء النصُّ الشرعي على أنها تجذب الزيادة ، أضعافاً مضاعفة ، [ ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده ] .

التاسع : الدعاء ، و هو صورة من صور الجذب ، فالله وعد من أراد شيئاً و دعاه فإنه يجيبه .

العاشر : الإنسان نفسه ، فالله خلق الكون لخدمته ، فلا يتخلف شيءٌ عن تقديم خدمته له ، فالله في الحديث القدسي يقول : [ ابن آدم خلقتك و خلقت السموات و الأرض لأجلك ] .

الحادي عشر : قول الرسول صلى الله عليه و سلم : [ تفاءلوا بالخير تجدوه ] فهو أمرَ بإحداثِ تفكيرٍ تفاؤليٍّ يحملُ الخير بكل معانيه ، و أنه سيقع ما تُفُوْئلَ به .

صور الجذب : يأتي الجذب للإنسان من خلال صورتين : الصورة

الأولى : أن يكون شيئاً أساسياً ، وهو أن يريد الإنسان شيئاً و يعزم عليه فينجذب إليه .

الصورة الثانية : أن يكون بديلاً لشيءٍ ، و لا يكون إلا أفضل من المبدل منه ، كما في بعض الأدلة التي ذكرت أعلاه ، و كما في دليل التعويض [ من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ] .

أنواع قانون الجذب : اجتذاب الإنسان لشيء ما في الحياة يكون من خلال صورتين :

الأولى : غير انتقائية ، و هي أن يحدث شيءٌ للإنسان و قد كان خطرَ في باله للتو ، فيكون خطوره في باله جاذب لحدوثه في واقعه .

الثانية : انتقائية ، و هي أن يكون لشيء منتقى و مراد بعينه بالنية و العزيمة .

كيفية الجذب : يكون اجتذاب الأشياء في الحياة عبر طريقتين :

الأولى : القولية ، و هي الحديث بالكلمات الإيجابية ، و هي على ثلاث خطوات :

1.التحديد . إذا أردت جذب شيئ فعليك أن تحدده بكل جزئياته و تفاصيله ، فيكون في صورة واضحة لك ، لا يخفى فيها شيء من صورته الخيالية التي تريدها ، فإن غابَ شيء عنها فإنك لن تستطيع تحديد المراد ، و من ثم تفسد كل العملية الجذبية ، و قانون الجذب لا يستجيب إلا للشيء الواضح المعروف .

2. الانتباه . فبعد أن تحدد رغبتك بصورة كاملة تامة يجب عليك أن تكون مركزاً و منتبهاً لهدفك ، و ألا تغفل عنه ، و ألا يخطر عليك شيء سلبي حوله ، بل تكون يقظاً في خواطرك و عائشاً في ملاحظة الرغبة ، فبهذه الصورة تهتم به و تكون مشاعرك كلها كذلك ، فيكون عقلك الباطن منتبها بسبب انتباه الواعي لذلك الهدف ، ثم هو يتولى المهمة بدلاً منك ، ثق بأن قانون الجذب سيستجيب لك حين تكون منتبهاً لهدفك و مهتماً به .

3. التحرير . بأن تحرر رغبتك من كل المشاعر السلبية ، و تحررها من الكلمات السلبية كذلك ، فبالتحرير تنطلق قواك الإيجابية ، و التي بدورها تجتذب الهدف .

الثانية : العملية ، تعتمد على العمل أساساً فيها ، فلا يكتفى بالتمني و القول فقط ، و هي أقوى من الأولى ، و هي ثلاث خطوات :

1. اختيار الحالة . تعد الحالة شيئاً حاسماً في حياة الإنسان ، و هي تحديد الحالة التي تريد بثَّها للعالم حولك بكل انفعال و حماس و ثقة ، ليكون قانون الجذب الكوني متفاعلاً مع ما تريده ، فقط حدد هدفك و املأه انفعالاً و طاقة قوية جبارة ، و ابعثها إلى الكون ، فالكون كله في خدمتك .

2. تحديد التفضيلات . للهدف عندك صورة متكاملة ترغب أن يكون مجذوباً إليك عليها ، حدد تفضيلات الهدف كاملة دون نقص منها ، و تخيلها بكامل جمالها و عشها كأنها واقعة في حياتك .

3. الفعل الملهم . لا بد من الفعل الملهم لاجتذاب الهدف ، فالبقاء دون تحرك بفعل يلهمك الشعور بقرب تحقق هدفك ، و اعتبر كل شيء دليلاً إيجابياً لقانون الجذب .

هاتان الطريقتان لما تقوم بهما أو بإحداهما فكن على تنبه لشيئين :

الأول : أنه لن يحصل لك إلا المكتوب لك ، فالقدر قائم بأفعاله و أحداثه ، و فعلك لقانون الجذب من القدر و سيكون لك الجواب عند الطلب كما هو موعود ، فلا تعتقد التأثير من نفسك فقط أو أنه حدث التقدير حين فعلك .

الثاني : أن تراعي الوقت ، فقد لا يكون تحقق الهدف مناسباً في الوقت الذي طلبته ، فقد يقوم قانون الجذب بكل شيء تماماً و لكن لا يقع لك إلا في الوقت المناسب .



 

رد مع اقتباس