عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06 Jan 2011, 04:36 PM
فوضت أمري لله
جزاها الله خيرا
فوضت أمري لله غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 10379
 تاريخ التسجيل : Dec 2010
 فترة الأقامة : 4918 يوم
 أخر زيارة : 06 Jan 2013 (07:36 AM)
 المشاركات : 524 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : فوضت أمري لله is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
كيف تستخدم التسامح لتضاعف قوتك؟!



كيف تستخدم التسامح لتضاعف قوتك!


يحكى بأن صديقين كانا يعبران الصحراء القاحلة وخلال رحلتهما حدث بينهما شجار انتهى بأن ضرب أحدهما الآخر على وجهه.. تألم الصديق الذي ضُرب وجهه و بدون أن يقول أي كلمة كتب على الرمل "ضربني أعز صديق على وجهي"

وبعدها تابعا طريقهما حتى وصلا إلى واحة غنّاء فقررا الإستحمام في البحيرة، فوقع الصديق الذي ضُرب في الطين وكاد أن يغرق إلا أن صديقه بادر بشجاعة وأنقذه ..وبعدما تمالك الغريق نفسه والتقط أنفاسه حفر على الصخرة "اليوم أنقذ صديقي حياتي"

تعجب صديقه وسأله لماذا في المرة الأولى كتبت على الرمل وفي الثانية نقشت على الصخر؟؟

فأجابه ببيتين من الشعر:

كتبت على الرمل أنــــــك آذيتني.......حتى تجيء الرياح فتزيلها فأنساها
ونقشت على الصخر أنك أنقذتني......حتى تبقى دائما فلا أنســــــــــاها!

نعم لقد إختار الصديق نسيان الأذية وقرر التسامح مع صديقه..


لكن ما هو التسامح؟


هو أن ننسى الماضي الأليم بكامل إرادتنا, إنه القرار بألا نعاني أكثر من ذلك وأن تعالج قلبك وروحك.إنه اختيار بألا يوجد قيمة للكره, أو الغضب , وإنه التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين.>بسبب شيء ما قد حدث في الماضي..

قال جيرالد جامبولكسي في كتابه "التسامح أقوى علاج على الإطلاق":


قوة الحب والتسامح في حياتنا يمكن أن تصنع المعجزات.

القرار بعدم التسامح هو قرار بالمعاناة .

التسامح هو أقوى علاج على الإطلاق.

لكي أصبح سعيدا ً فما علي إلا أن أتخلى عن إصدار الأحكام.


فمادام للتسامح كل هذه القوة والميزات والفوائد فلماذا لا يتسامح كثير منا في مواقف كثيرة ومع أشخاص كثر؟!


إنها المعتقدات الشائعة والبرمجة السلبية التي تجعلنا نفكر بصوت داخلي ونقول لأنفسنا:


هذا الشخص قد آذاك بالفعل فيستحق غضبك , ويستحق ألا يشعر بحبك نحوه, وكذلك يستحق أي عقاب آخر!

لا تكن أحمقاً, فإذا سامحت, سيكرر هذا الشخص نفس الفعل الذي ضايقك مرات ومرات .

إذا سامحت فأنت ضعيف !

إذا سامحت ذلك الشخص , فكأنك وافقته على فعله هذا.

إن تسامحك مع من آذوك يعد غباءً شديداً.

هذه وغيرها من العبارات التي انطبعت وتبرمجت في عقولنا الباطنة تشكل سداً منيعاً أمام قدرتنا على التسامح فنبتلى بالحقد والكره والغيرة وهي من أشد الآفات فتكاً بالفرد والمجتمع، فنرى الإسلام عني بهذه الناحية..

يقول الله تعالى داعياً للتسامح:((ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))((وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ))


ويقول حبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث..."

ومع تقدم العلوم النفسية والطبية اليوم أصبح من المعروف والمؤكد ما يسببه عدم التسامح من آثار سلبية خطيرة علينا:


الصداع ،آلام الظهر ،آلام الرقبة،آلام المعدة وأعراض القرحة ،الاكتئاب، التوتر والانفعال،الأرق والقلق، الخوف(الخوف غير المرتبط بأي حادث معين)، التعاسة.


وهنا قد يسأل البعض من أسامح ؟


عليك أولاً أن تسامح نفسك وتغفر خطاياك في الماضي وتعتبر من تجاربك وتعيش يومك.

سامح عائلتك وأفراد أسرتك فهم يعاملوك بما لديهم من برامج عقلية وقناعات ذاتية ولو استطاعوا لعاملوك بأفضل من ذلك!

سامح أصدقاءك في العمل وانتقل من تفكير الشح إلى تفكير الوفرة والمنفعة للجميع..

سامح المخالفين لك في الدين أو المذهب ولا تنصّب نفسك قاضٍ عليهم فالله وحده من يحاسب الناس على معتقداتهم وليس أنا أو أنت!


كم من الوقت نستغرقه في التسامح؟


إن ذلك يتوقف على معتقداتك فلو كنت تعتقد أن ذلك لن يحدث أبداً فإنه لن يحدث أبداً،

وإذا كنت تعتقد أن الأمر سيستغرق ستة أشهر فسيستغرق ستة أشهر،

إذا كنت تعتقد أن ذلك لن يستغرق ثانية فإنه لن يستغرق أكثر من ذلك!!


تذكر بأن التسامح هو اختيار, وليس مفروضاً عليك أن تسامح أو تؤمن بالتسامح, لكن ابذل قصارى جهدك في النظر إلى نتائج اختيار التسامح أو عدم التسامح.

اجعل راحة البال هي هدفك وليس تغيير الآخرين بالقوة أو معاقبتهم.

أدرك قوة التسامح وما تعطيك من صحة في الجسد وصفاء في الذهن وقوة في الطاقة!

اتخذ القرار الآن واتصل بكل من عاديته وقل له سامحتك.. فبصفحك عن الشخص الآخر إنما تسامح نفسك!




 توقيع : فوضت أمري لله



رد مع اقتباس