الله اكبر بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام علي اشرف الخلق سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم

وبعد

الاخوة والاخوات الباحثين الكرام

ان الصراع بين قوي الخير وقوي الشر في هذا العالم قد ظهرت منذ فجر
التاريخ وقد حذرنا الحي القيوم في كتابه العزيز
من قوة الشر المتمثلة في الشيطان عدة مرات في كتابه العظيم منها
علي سبيل المثال لا الحصر ..

( ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا )

وانكم لتعلمون جميعا ان قانون خلق الانسان هو عمارة الارض وزرع الخير
وعبادة الله جل شانه حق عبادته
وقانون خلق الشيطان يقول انه بمجرد فسوقه وخروجه عن طاعة الله
اصبح يمثل قوي الشر بجميع انواعها واشكالها
علي وجه الكرة الارضيه من فساد وحرق ودمار وحروب واوبئة وامراض
ولا يقبل ابدا ان يري خيرا يزرع اواصلاح
وسعادة تحصدبل يعمل جاهدا علي قلب موازين الامور وقلب الحقائق
جاعل الحرام حلالا وجاعل الحق باطلا ولو
تركنا العنان للاقلام ان تكتب فيه لكتبت فيه مجلدات كاملة ولكن
ما يهمنا هنا للاختصار ما نحن بصدده من موضوع

المرض وحقيقته المفقودة

فالمرض احد الشرور والاضرار التي تصيب الانسان بجميع اديانه
ومعتقداته وجنسياته فلا دين يردعه ولا عقيدة تخيفه
ولاجنسية توقفه واصبح كالنار تاكل ما امامها ولا تبقي ولا تذر
وبما ان الله سبحانه وتعالي قد وهب الانسان عقلا ليفكر
به فيجب علي الانسان انه عندما يبدا بحثه عن المرض وحقيقته
فعليه اولا ان يرجع الاشياء الي اصولها
وعندما ننظر الي المرض سنجده شر محدق فيجب علينا ان نرجعه
الي صانع الشرور الاول وهو الشيطان فهكذا يقول العقل
وبهذه الفكرة وهذا المنطق بدات البحث عن الحقيقة وسيطر هذا
السؤال علي تفكيري 24 ساعة في اليوم فداخلي وفي قرارة
نفسي واعماقي مؤمن بذلك ولكني لا املك دليلا ماديا عليه
لاثبته لنفسي وبقي السؤال يطاردني ليلا ونهارا

( هل الشيطان هو مسبب تلك الامراض للانسان ؟ )

وبدأت التقي اهل العلم والمحنكين في مختلف العلوم العلاجيه والطبيه
واسألهم هذا السؤال وطفت بلادا كثيره بسيارتي عندما
كنت اسمع عن احد الاشخاص انه يعالج مرض كذا كنت اذهب اليه
واسأله ولا أجد اجابة ابدا وكل ما سمعته منهم مجرد نظريات
وافكار و آراء لم أقتنع بها أبداا واستقر رأيي ان احاول البحث في معظم
الكتب والمراجع لعلمائنا السابقين لعلي اجد ضالتي
ولكن للاسف لم اعثر علي اي معلومة تدل علي ذلك وجميع الآراء
لا توكل الي الشيطان الا ما نعرفه جميعا من معلومات عامه
ومشهوره ولا داعي لتكرارها ولا يلقون ابدا باللوم عليه كمسبب
لاي مرض عضوي واستبعدوا ذلك تماما !!
وبناء علي ذلك حاولت اقناع نفسي بتلك الاراء ولكن ابداا
ورفضها عقلي وقلبي تماما !!
وكانت الطامة الكبري عندما قال لي احد الاصدقاء ضاحكا وساخرا ,,
( لن تجد الاجابة علي سؤالك هذا الا في اوروبا )
وكأنه اوحي لي بفكره وقلت في نفسي قد يكون محقا وفعلا
حزمت امري وكان هذا عام 1984 - 1985 وفعلا سافرت واستقر
بي الحال في فيينا بالنمسا وبمساعدة بعض الاصدقاء الذين
يتقنون الالمانية زرت بعض العاملين في حقل العلاج الطبيعي
وبعض الاطباء ولكن للاسف لم اجد عندهم اجابة علي سؤالي
فأشار عليا احدهم ان أذهب الي مدينة كلاكن فورت وقال
انها مدينة اثرية وبها بعض الاطباء المحنكين وفعلا ذهبت اليها
وللاسف باءت جهودي كلها بالفشل واذا بصديق اخر
يقول لي ما تطلبه ستجده في ايطاليا فلها تاريخ عريق في هذا
المجال وفعلا ركبت القطار من كلاكن فورت الي فينيسيا
ومنها الي ميلانوا وحتي لا اطيل عليكم وباختصار سمعت عن نظريات
ما أنزل الله بها من سلطان ولم أقتنع أبدا بها
وعندما ضقت ذرعا وخوفا من ان تنتهي وتنفد مني نقودي ركبت البحر
من فينيسيا الي اليونان قضيت بها بضعة ايام
ومنها الي قبرص ثم الي الاسكندرية ورجعت خائبا حزينا وخالي
الوفاض مهموما !!!!
ومر عامان علي ذلك الامر ومازال هذا السؤال يسيطر علي تفكيري
ويؤرق مضجعي !!!!!!!!!!!!!!!
الي ان جاء شهر رمضان المعظم وانا كأي مسلم يقرأ القرءان بكثرة
في هذا الشهر الفضيل وفي احدي المرات وانااقرا القرءان وقع نظري
علي هذه الاية الكريمة ( ان هذا القرءان يهدي للتي هي اقوم )
فتوقفت عندها مفكراا فيها بامعان شديد وتوقفت عن القراءة ..

ولنا لقاء باذن الله

مع شكري وتقديري