لاسحر بلاشيطان يخدمه هذا هو الراجح واما ماحصل مع النبي عليه الصلاة والسلام فهو بتسلط الشياطين وهو من المس الخارجي!!!
يقول الشيخ ابن جبرين رحمه الله
فإذا عرفنا أن هذا حقيقة قول السحرة؛ فإن علينا أن نعرف كيف يتوصلون إلى هذه الأعمال الشيطانية؟! فأولا- لا شك أن الساحر بشر. إنسان مثل الواحد منا يعني أنه مركب من جسد وروح، وأن جسده الذي يظهر لنا مثل سائر الناس لا فرق بينه وبين سائر الناس؛ فمع ذلك كيف يتوصل إلى هذا العمل الشيطاني؟! كيف يتوصل إلى ما يريد أن ينفذه من هذه الأعمال؟! لا يتوصل إلا بمساعدة الشياطين، وبمساعدة مردة الجن؛ وذلك لأنهم هم الذين يساعدونه.
هم الذين يعينونه، هم الذين ينفذون له ما يريده؛ حتى يضر بمن يريد الإضرار به؛ فلذلك كان الساحر يتمكن من هذا الإغراء. ولكن ليست الشياطين تخدم كل أحد، وإنما تخدم أهلها وتخدم أوليائها وتخدم من خدمها؛ فلذلك الساحر يتقرب إلى الشياطين، ويتقرب إلى مردة الجن؛ حتى يستعبدهم.
بأي شيء يتقرب؟ وكيف يتقرب إليهم؟ أعمالهم أعمال السحرة كثيرة، ويمكن أنكم تعرفون أعمالا أكثر مما نعرفها؛ ولكن نذكر بعض أعمالهم الشيطانية التي صاروا بها كفارا، وصاروا بها مشركين والتي وصل إلينا شيء من أمثلتها.
-----------
ويقول ايضا
وإذا قيل: كيف توصل ذلك الساحر إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: قالت عائشة سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ؟! فيقال: ذلك السحر لم يؤثر في بدنه، فهو مستقيم البدن، ولم يؤثر في عقله، فعقله مستقيم أيضا.
وكذلك لم يؤثر في سمعه ولا في بصره ولا في جسمه ولا غير ذلك؛ إلا أن ذلك الساحر توصل إلى أنه يحول بينه وبين إتيان بعض نسائه؛ بحيث إنه يخيل إليه أنه يأتي النساء وما يأتيهن،
فهذا مما قد يتسلط به الشيطان؛ بحيث لا يقدر على الوطء. يحبس الرجل عن امرأته؛ ولكن مع ذلك سأل ربه فأعانه وأنجاه ودله على موضع ذلك السحر. أخبر بأن ذلك الساحر يهودي يقال له: لبيد بن الأعصم وأنه أخذ شيئا من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فجعله في مشط.
والمشط الذي يمشط بها الرأس. ومشاطة أيعني بعض من الشعر. وجعله في جوف نخلة، وألقاه في بئر يقال لها: بئر ذروان فيقول صلى الله عليه وسلم لما أتى على تلك البئر: وإذا ماؤها مثل نقاعة الحناء، وإذا نخلها مثل رؤوس الشياطين فاستخرج ذلك السحر، فبطل عمل ذلك السحر بأمر الله تعالى؛ مع أنه لم يؤثر في عمل من أعماله صلى الله عليه وسلم.
هذا قد يحدث أن بعض الشياطين يكره للإنسان زوجته أو يحول بينه وبين وطئها؛ بحيث إنه إذا قرب من امرأته بطلت حركته ولم يستطع وطأها، وهو في العادة بخلاف ذلك، أعني أنه يكون معه شهوة ومعه قوة؛ ولكن متى قرب من امرأته بطلت حركته، وبطلت شهوته، وصار لا يقدر على الوطء. لا شك أن هذا أيضا من عمل السحرة، وله علاج. علاجه مثل ما ورد أو ذكر بعض القراء ونحوهم بالأدعية وما أشبهها، وبقراءة الآيات التي فيها إبطال السحر.
الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله
والله اعلم