عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 26 Jul 2007, 11:17 AM
أبو خالد
باحث جزاه الله تعالى خيرا
أبو خالد غير متصل
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اللهم إني ظلمت نفسي
ظلـمآ كثيرآ
ولا يفغر الذنوب
الا أنت
فاغفر لي مفغرة من عندك
وأرحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 25
 تاريخ التسجيل : Jun 2005
 فترة الأقامة : 6904 يوم
 أخر زيارة : 15 Jul 2018 (03:04 PM)
 المشاركات : 13,860 [ + ]
 التقييم : 21
 معدل التقييم : أبو خالد is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
عتابٌ لبعض عشَّاق العبادة



بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم

الكاتب / سلطان العمري

من أجمل النعم الربانية أن تكون من عشَّاق العبادة ، وهي عطيَّةٌ عظمى ، لا يعرف قدرها إِلا من ذاقها ، ولكن تبقى هنا مسألة مهمة ، وهي : تأسيس العبادة على العلم .


إِننا نرى من يحب العبادة ويألفها ، ويجتهد فيها اجتهاداً عظيماً ، ولكن - وبكل صدق - نرى من هؤلاء من يجهل العلم - فتجده يقع في أخطاء في هذه العبادة ، بل قد يقع في بدع وهو لا يعرف أنها بدع ، وقد يحسِّن له الشيطان ذلك ويرى أن عمله حسناً ولعله يزداد من الله بعداً وهو لا يشعر .


ولذلك اتفقت كلمة السلف على وجوب الإتباع للسنن ، وعدم الاغترار بعمل ، إِلا بعد عرضه على ميزان الشرع وقانون العلم ..


والشرع ميزان الأمور كلها وشاهدٌ لفرعها وأصلها

• والمشكلة تكمن في أن الناس يحبون العابد لِما يظهر عليه من العلامات كالخشوع ، والبكاء ، والزهد ، مع عدم التفريق بين صواب فعله أو خطأه ، ولهذا قال السلف : احذروا زلة العابد .

وكم رأينا من أشخاص اغتروا ببعض العباد ، وقلَّدوهم في عبادتهم .. سواءً في الألفاظ أو في الأعمال ، ولو أنكرت على هؤلاء لقالوا لك : ولكن فلان يفعله ، فيا عجباً لهم ، وهل فلان هو القدوة فيما يفعل وفيما يترك ، أو أن القدوة هو الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الذي يُقبل قوله وفعله بدون اعتراض ، وأما غيره من الخلق مهما كانوا ، فلا بد من عرض ما جاءا به على الشرع .


• ومن تأمل حال أهل البدع ، يجد أن منهم طائفة تعلقوا بالعبادة ولكنهم على غير علم ، ومنهم ( الخوارج ) الذين قال فيهم رسولنا صلى الله عليه وسلم ( يحقر أحدكم صلاته عند صلاتهم ... ) .


• ولقد رأيتُ بعض العباد وممن يُشار لهم بالبنان ، ولكن عليهم من الأخطاء ما لا يعرف قدرها إِلا من يعرف السنة ، وذاق حلاوة العلم .


• وبعض أصحاب العبادة يجهلون مراتب الأعمال ، والفاضل والمفضول ، والنفع المتعدي وأثرها الواضح والجلي في حياة العابد ، وفي تعامله مع العبادات الأخرى .


• ويلاحظ على بعضهم العناية بالتوجيه للعبادة فقط ، ولا تسمع منه الحديث في العقائد أو الفقهيات أو النواحي التربوية .


• وبعضهم يستدل في حديثه ووعظه بالأحاديث الموضوعة وفي هذا من الخطر ما فيه حيث وقع في الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم .


• ومن العباد من يجهل خفايا النفوس وأسرار القلوب ، فلا يفرق بين إظهار العمل وإِخفاءه ، فهو إِما أن يخفي عمله كله ، أو يظهره كله بحجة ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ويجهل ضوابط الإِظهار أو الإِخفاء .


• ومنهم من ينشغل بالعبادة عن التحصيل العلمي ، فهو قد يختم القرآن في أسبوع أو أقل ، ولكنه لم يقرأ أبداً في نواقض الإِسلام ولو لدقائق ، ولا يعرف أبسط قضايا الطهارة والصلاة .


• ومنهم من تراه حريصاً على العبادة ، ولكنه لا ينكر منكراً ولا يأمر بمعروف ، وقد غلب عليه حب العبادة ، على حب الدعوة والإنكار ، ولا شك أن هذا خطأ كبير ، جرّهُ عليه ( الغفلة عن العلم ) .


• ولعل الخواطر لهؤلاء العشَّاق للعبادة تطول ، ولكن لعل ما جرى به القلم ، يُغني عن كل ما يدور في القلب ، والتوفيق بيد العلي الأعلى ..

ومضة : لا تعني هذه الخواطر عدم محبتي لعشَّاق العبادة ، بل هم ممن أحبهم في الله ، ولكن محبتي للحق أعظم .




 توقيع : أبو خالد



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرَّجلُ لأخيهِ بظَهرِ الغيبِ قالَتِ الملائِكةُ آمينَ ولَك بمِثلٍ»

الراوي: عويمر بن مالك أبو الدرداء المحدث:الألباني - المصدر: صحيح أبي داود -
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فلاتحرمونا دعائكم

رد مع اقتباس