عرض مشاركة واحدة
قديم 04 Apr 2010, 03:30 AM   #41
محمد الغماري
وسام الشرف


الصورة الرمزية محمد الغماري
محمد الغماري غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 8176
 تاريخ التسجيل :  Jan 2010
 أخر زيارة : 08 Aug 2011 (06:14 AM)
 المشاركات : 1,647 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue



وينطق طرفي عن مترجم خاطري فلولا اختلاس وده لتكلما



ص -268- رأيت الهوى دعوى من الناس كلهم فلست أرى ودا صحيحا مسلما

فقال له أبو العباس بن سريج:بما تفخر على ؟ ولو شئت لقلت:

مطاعمه كالشهد في نغماته قد بت أمنعه لذيذ سناته

بصبابه وبحسنه وحديثه وأنزه اللحظات عن وجناته

حتى إذا ما الصبح لاح عموده ولي بخاتم ربه وبراته

فقال أبو بكر: يحفظ عليه الوزير ما أقر به حتى يقيم شاهدين على أنه ولي بخاتم ربه وبراءته فقال ابن سريج: يلزمني في هذا ما يلزمك في قولك:

أنزه في روض المحاسن مقلتي وأمنع نفسي إن تنال محرما

فضحك الوزير فقال: لقد جمعتما لطفا وظرفا ذكر ذلك أبو بكر الخطيب في تاريخه وجاءته يوما فتيا مضمونها:

يا ابن داود يا فقيه العراق أفتنا في قواتل الأحداق

هلعلى ها بما أتت من جناح أم حلال لها دم العشاق

فكتب تحت البيتين بخطه فقال:

عندي جواب سائل العشاق فاسمعه من قرح الحشا مشتاق

لما سئلت عن الهوى هيجتني وأرقت دمعا لم يكن مهراق

إن كان معشوقا يعذب عاشقا كان المعذب أنعم العشاق

قال: صاحب كتاب منازل الأحباب شهاب الدين محمود بن سليمان بن مهدي صاحب كتاب الإنشاء وقلت: في جواب البيتين على قافيتهما مجيبا للسائل:

قل لمن جاء سائلا عن لحاظ هن يلعبن في دم العشاق



ص -269- ما على السيف في العدا من جناح أن ثني الخد عن دم مهراق

وسيوف اللحاظ أولي بأن تـ صفح عما جنت على العشاق

إنما كل من قتلن شهيد ولهذا يفني فنا وهو باق

ونظير ذلك فتوى وردت على الشيخ أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني شيخ الحنابلة في وقته رحمه الله:

قل للإمام أبي الخطاب مسألة جاءت إليك وما أخال سواك لها

ماذاعلى رجل رام الصلاة فمذ لاحت مخاطرة ذات الجمال لها

فأجابه تحت سؤاله:

قل للأديب الذي وافى بمسألة سرت فؤادي لما إن أصخت لها

إن الذي فتنته عن عبادة ربه خريدة ذات حسن فانثنى ولها

إن تاب ثم قضا عنه عبادة ربه فرحمة الله تغشى من عصى ولها

وقال عبد الله بن معمر القيسي: حججت سنة ثم دخلت مسجد المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله على ه وسلم فبينما أنا جالس ذات ليلة بين القبر والمنبر إذا سمعت أنينا فأصغيت إليه فإذا هو يقول:

أشجاك نوح حمائم السدر فأهجن منك بلابل الصدر

أم عز نومك ذكر غانية أهدت إليك وساوس الفكر

يا ليلة طالت على دنف يشكو السهاد وقلة الصبر

أسلمت من تهوى لحر جوى متوقد كتوقد الجمر

فالبدر يشهد ومعناه كلف مغرم بحب شبيهة البدر



ص -270- ما كنت أحسبني أهيم بحبها حتى بليت وكنت لا أدري

ثم انقطع الصوت فلم أدر من أين جاء وإذا به قد عاد البكاء والأنين ثم أنشد يقول:

أشجاك من ريا خيال زائر والليل مسود الذوائب عاكر

واغتال مهجتك الهوى برسيسة واهتاج مقلتك الخيال الزائر

ناديت ريا والظلام كأنه يم تلاطم فيه موج زاخر

والبدر يسري في السماء كأنه ملك ترجل والنجوم عساكر

ترى به الجوزاء ترقص في الدجى رقص الحبيب علاه سكر طاهر

ا ليل طلت على محب ما له إلاّ الصباح مساعد وموازر

فأجابني: مت حتف أنفك واعلمن أن الهوى لهو الهوان الحاضر

قال: وكنت ذهبت عند ابتدائه بالأبيات فلم يتنبه إلاّ وأنا عنده فرأيت شابا مقتبلا شبابه قد خرق الدمع في خده خرقين فسلمت عليه فقال: إجلس من أنت؟ فقلت: عبد الله بن معمر القيسي قال: ألك حاجة؟ قلت: نعم كنت جالسا في الروضة فما راعني إلاّ صوتك فبنفسي أفديك فما الذي تجده فقال: أنا عتبة بن الحباب بن المنذر بن الجموح الأنصاري غدوت يوما إلى مسجد الأحزاب فصليت فيه. ثم اعتزلت غير بعيد فإذا بنسوة قد أقبلن يتهادين مثل القطا وإذا في وسطهن جارية بديعة الجمال كاملة الملاحة وقالت: يا عتبة ما تقول في وصل من يطلب وصلك؟ ثم تركتني وذهبت فلم أسمع لها خبرا ولم أقف لها على أثر فإنا حيران أنتقل من مكان إلى مكان ثم صرخ وأكب مغشيا عليه ثم أفاق كأنما أصبغت وجنتاه بورس ثم أنشد يقول:

ص -271- أراكم بقلبي من بلاد بعيدة فيا هل تروني بالفؤاد على بعدي

فؤادي وطرفي يأسفان على كم وعندكم روحي وذكركم عندي

ولست ألذ العيش حتى أراكم ولو كنت في الفردوس جنة الخلد

فقلت يا ابن أخي تب إلى ربك واستغفره من ذنبك فبين يديك هول المطلع فقال: ما أنا بسائل حتى يذوب العارضان فلم أزل معه حتى طلع الصباح فقلت: قم بنا إلى مسجد الأحزاب فلعل الله إن يكشف كربتك فقال: أرجوا ذلك إن شاء الله ببركة طاعتك فذهبنا حتى أتينا مسجد الأحزاب فسمعته يقول:

يا للرجال ليوم الأربعاء أما ينفك يحدث لي بعد النهار طربا

ما إن يزال غزال منه يقلقني يأتي إلى مسجد الأحزاب منتقبا

يخبر الناس إن الأجر همته وما أنا طالبا للأجر محتسبا

لو كان يبغي ثوابا ما أتى صلفا مضمخا بفتيت المسك مختضبا

ثم جلسنا حتى صلينا الظهر فإذا بالنسوة قد أقبلن وليست الجارية فيهن فوقفنعلى ه وقلن له: يا عتبة ما ظنك بطالبة وصلك وكاشفة بالك قال: وما بالها قلن: أخذها أبوها وارتحل بها إلى أرض السماوة فسألتهن عن الجارية فقلن: هي ريا بنت الغطريف السلمي فرفع عتبة إليهن رأسه وقال:

خليلي ريا قد أجد بكورها وسارت إلى أرض السماوة وغيرها

خليلي إني قد غشيت من البكى فهل عند غيري مقلة أستعيرها

فقلت له: إني قد وردت بمال جزيل أريد به أهل الستر ووالله لأبذلنه أمامك حتى تبلغ رضاك وفوق الرضاء فقم بنا إلى مسجد الأنصار فقمنا وسرنا حتى

ص -272- أشرفنا على ملأ منهم فسلمت فأحسنوا الرد فقلت: أيها الملأ ما تقولون في عتبة وأبيه قالوا: من سادات العرب قلت: فإنه قد رمى بداهية من الهوى وما أريد منكم إلاّ المساعدة إلى السماوة فقالوا: سمعا وطاعة فركبنا وركب القوم معنا حتى أشرفنا على منازل بني سليم فأعلم الغطريف بنا فخرج مبادرا فاستقلبنا وقال: حييتم بالإكرام فقلنا: وأنت فحياك الله إنا لك أضياف فقال: نزلتم أكرم منزل فنادى: يا معشر العبيد أنزلوا القوم



 
 توقيع : محمد الغماري

احفظ الله يحفظك

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

[email protected]


رد مع اقتباس