عرض مشاركة واحدة
قديم 08 Dec 2011, 10:01 PM   #10
أبوحذيفة
جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبوحذيفة
أبوحذيفة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1709
 تاريخ التسجيل :  Aug 2007
 أخر زيارة : 11 Mar 2016 (11:56 PM)
 المشاركات : 1,710 [ + ]
 التقييم :  10
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: النور المبين من كتاب عالم الجن والشياطين .



طعام الجن وشرابهم ونكاحهم

المطلب الأول
طعامهم وشرابهم
الجن – والشيطان منهم – يأكلون ويشربون ، ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صل الله عليه وسلم – أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها وقال له : ( ولا تأتيني بعظم ولا روثة ) ، ولما سأل أبو هريرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك عن سرّ نهيه عن العظم والروثة ، قال : ( هما من طعام الجن ، وإنّه أتاني وفد جن نصيبين – ونعم الجن – فسألوني الزاد ، فدعوت الله لهم : أن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعماً ) (رواه البخاري : 7/171 . ورقمه : 3860 . والطعم : الطعام . قال ابن حجر ( فتح الباري : 7/73 ) :" في رواية السرخسي :( إلا وجدوا عليها طعاماً )) .
وفي سنن الترمذي بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تستنجوا بالروث ، ولا بالعظام ، فإنّه زاد إخوانكم من الجن ) (صحيح سنن الترمذي : 1/8 . ورقمه : 17) .
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أتاني داعي الجن ، فذهبت معه ، فقرأت عليهم القرآن ) ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم ، وسألوه الزاد فقال : ( لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم ، أوفر ما يكون لحماً ، وكل بعرة علفٌ لدوابكم ) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم ) (رواه مسلم : 1/332 . ورقمه : 450 . صحيح سنن الترمذي : 3/104 . ورقمه :2595 . إذا كنّا نهينا عن إفساد طعام الجن فيحرم علينا من باب أولى إفساد طعام الإنس) .
وكون الروث طعاماً للجن أو لدوابهم ليس العلة الوحيدة للنهي عن الاستنجاء بالروث ، فقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم علة أخرى ، فقد صرح بأن الروث رجس (هذا الحديث رواه البخاري في صحيحه : 1/256 . ورقمه : 156) .
وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنَّ الشيطان يأكل بشماله ، وأمرنا بمخالفته في ذلك ، روى مسلم في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما : أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أكل فليأكل بيمينه ، وإذا شرب فليشرب بيمينه ، فإن الشيطان يأكل بشماله ، ويشرب بشماله ) (رواه مسلم : 3/1598 ورقهمه 2020) .
وفي صحيح مسلم : ( إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإذا لم يذكر الله عند طعامه ، قال : أدركتم المبيت والعشاء ) (صحيح مسلم :3/1598 ورقمه 2018) . ففي هذه النصوص دلالة قاطعة على أن الشياطين تأكل وتشرب
وكما أن الإنس منهيون عن أكل ما لم يذكر اسم الله عليه من اللحوم ، فكذلك الجن المؤمنون جعل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم طعاماً كل عظم ذكر اسم الله عليه ، فلم يبح لهم متروك التسمية ، ويبقى متروك التسمية لشياطين كفرة الجن ، فإن الشياطين يستحلون الطعام إذا لم يذكر عليه اسم الله ، ولأجل ذلك ذهب بعض العلماء إلى أن الميتة طعام الشياطين ؛ لأنه لم يذكر اسم الله عليها .
واستنتج ابن القيم من قوله تعالى : ( إنَّما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشَّيطان ) [ المائدة : 90 ] أن المسكر شراب الشيطان ، فهو يشرب من الشراب الذي عمله أولياؤه بأمره ، وشاركهم في عمله ، فيشاركهم في شربه ، وإثمه وعقوبته .
ويدل على صحة استنتاج ابن القيم ما رواه النسائي عن عبد الله بن يزيد قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " أما بعد : فاطبخوا شرابكم حتى يذهب منه نصيب الشيطان ؛ فإن له اثنين ، ولكم واحد " (صحيح سنن النسائي : 3/1154 روقمه 5275) .



 
 توقيع : أبوحذيفة



رد مع اقتباس