عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12 Apr 2016, 10:49 PM
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا
أبو موهبة غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل : Sep 2010
 فترة الأقامة : 4984 يوم
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم : 13
 معدل التقييم : أبو موهبة is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
الاعشاب في السودان



الأعشاب في السودان
قبل عهد التركية الأولى عرف السودان العطارة عبر ما يرد اليه من عطور وأعشاب وتوابل عرفت طريقها الى السودان عبر ميناء سواكن الذي كان يستقبل سفناً من كل العالم وبدأت كتجارة معروفة منذ عام 1800م، إذ كان للمصريين دور كبير في ذلك ويعتبر العطار عبد العزيز سيد محمد والعطار الحمزاوي هما رائدا هذه التجارة وكلاهما من مواطني مصر وقد ورث ابناؤهما وأحفادهما وأسلافهما تجارة العطارة في السودان. نشطت تجارة العطارة في آخر فترة المهدية وبعد حملة عبد الرحمن النجومي لفتح مصر حيث أسر بعض السودانيين الذين شاركوا في الحملة وبقوا في مصر، فعرفوا العطارة وتعلموا فنونها وأسرارها وعندما عادوا الى الوطن عملوا بها وأشهرهم حمزة وعثمان (الرباطاب) وهما أشهر عطارين في السودان.

عاد أولاد العم حمزة وعثمان بعد سنوات الأسر في مصر وقاما بفتح متجرين متجاورين بسوق أم درمان، كان المتجران متشابهين في كل شئ فأطلق عليهما الناس (التيمان) أي التوأمان. وما زال المتجران موجودين حتى يومنا هذا بنفس بنائهما القديم. اشتهر اسم (التيمان) وصار متداولاً بين الناس حتى يومنا هذا.

بخور التيمان

وهو من أشهر أنواع البخور في السودان لما عرف به من ميزات منها فك السحر وطرد الأرواح الشريرة. وكان يعرف بـ (الكناسة).. وهو ما يتم كنسه من المحل بقصد نظافته وكانت هذه الكناسة تحرق في آخر اليوم للتخلص منها إلا ان تم اكتشاف رائحة خليط الاعشاب العطرية النفاذة. فأصبح التيمان يجمعونها ويحتفظون بها ويضيفون اليها نوعاً من الاعشاب الى ان وصلوا الى هذه الوصفة والتركيبة العجيبة التي تسمى (بخور التيمان) الذي لا يخلو منه بيت في السودان.. وقد أقبل الناس على شراء هذا البخور لأنه في نظرهم يكف العين ويستخدمونه في الأعراس والمناسبات المختلفة لطرد الأرواح الشريرة.
العطارة والعلاج بالأعشاب
كان وما زال العطار مصدر شفاء لكثير من الناس وقبل انتشار الدواء الحديث كان الناس يعتمدون على العطار للعلاج من الأمراض المختلفة.. يأخذون منه الوصفات العلاجية التي تعلمها العطار عن طريق الوراثة. يستخدم العطارون الاعشاب الطبيعية في وصفاتهم ومن هذه الأعشاب حسب المسميات بلسان أهل السودان: المحريب والحرجل وهي أعشاب برية تنبت بوفرة في منطقة السافنا ومنها أيضاً السنمكة وقد تحولت من عشب بري الى محصول نقدي بعد أن وجدت اهتماماً كبيراً من شركات الدواء العالمية، أما الكركدي وهو معروف عالمياً فينمو في كل السودان وخاصة في منطقة كردفان ويستخدم في صناعة كثير من الأدوية بجانب مشروبه المنعش. ومن النباتات المحلية التي تدخل في وصفات الدواء لدى العطارين نبات القرض وهو علاج ناجع لأمراض الصدر والشعب الهوائية وعلاج الأورام ويشرب منقوعه أو يستخدم كبخور أو (لبخة). ومن الاعشاب المستخدمة لدى العطارين كثير من الأنواع التي تستورد من مصر وآسيا مثل الكمون (الحبة السوداء) والفاكوك والفاسوق والحذا والشيح وينافسهم في تسويقها نساء الغجر في السودان.
العطارة قديماً وحديثاً
كانت العطارة قديماً تقتصر على بيع الأعشاب الطبيعية وبعض الزيوت العشبية بالاضافة الى عسل النحل وبقية النباتات التي تنبت في السودان مثل الحلبة والقرض والسنمكة.. الخ ولكن في الآونة الأخيرة تطورت الوصفات العلاجية وأصبحت الجرعات مصنعة جاهزة للاستعمال إذ يتم تركيبها داخل المحل وتعبئتها في عبوات زجاجية نظيفة عليها ديباجات تحمل اسم الدواء.
ويوحد الآن بمحلات العطارة قسم خاص بمستلزمات العرس السوداني من الأشياء التي تخص العروس مثل الجدلة وهي من الحرير الطبيعي أحمر اللون لا يستوي العرس بدونها ويعرض المحل بجوارها كل مستلزمات (الجرتق) وهو طقس رئيسي في مراسم الزواج
العطارة والتطبيب
أثناء تجوالنا بسوق أمدرمان التقت (السوداني) المعالج البصير أبوبكر أحمد حبيب الذي قال: دخول العطارة أثر بشكل ايجابي على مكافحة الأمراض، فالعطار كان مثل الصيدلية يذهب اليه الناس طلباً للعلاج وانتشرت وصفاته بين الناس وقد ساهمت الأبحاث العلمية في التأكيد على فائدة الأعشاب في العلاج من كثير من الأمراض المعروفة بالاضافة الى اكتشاف أنواع جديدة منها ومعرفة خصائصها. ويضيف أبوبكر: عندما نقوم بعلاج الناس نسألهم عن طبيعة مرضهم وعن البيئة التي يقيمون فيها وتاريخ المرض وتطوره حتى نتمكن من تشخيص المرض ثم نبدأ في تجهيز الوصفات العلاجية واعطاء بعض الارشادات والتوجيهات للمريض لاتباعها للمساعدة في الشفاء ونحن نستخدم الأعشاب الطبيعية والفواكه والخضروات وجذور وأوراق الأشجار.

أما في الريف السوداني فيعتبر العطار الشعبي من الشخصيات المهمة في المنطقة ودائماً ما تجد لديه كل ما تحتمه الظروف الصحية لسكان المنطقة ولديه أسلوبه الخاص في مواجهة الأمراض مستخدماً جذور الأشجار والرقى ولديه ترياق ناجع في علاج لدغ الثعابين السامة والعقارب ولا يشك أحد من المواطنين المحليين في وصفاته ولعل في ذلك دافع نفسي لتلقي العلاج من طبيب القرية الذي ورث فن العلاج من آبائه وأجداده ليبقى سر تلك الوصفات سراً عائلياً لا يبوحون به لأحد من خارج العائلة.

source:http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id=2147507686




 توقيع : أبو موهبة


رد مع اقتباس