عرض مشاركة واحدة
قديم 24 Nov 2009, 03:17 AM   #9
ابن الورد
الحسني


الصورة الرمزية ابن الورد
ابن الورد متصل الآن

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 1
 تاريخ التسجيل :  Feb 2005
 أخر زيارة : اليوم (10:04 AM)
 المشاركات : 17,408 [ + ]
 التقييم :  24
 الدولهـ
Saudi Arabia
 وسائط MMS
وسائط MMS
لوني المفضل : Cadetblue



بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير وشرح الآية : 110 . من سورة المائدة مقارنةمن كتب التفاسير الجزء الثامن .

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ج2 ص257 – 258 - 259
المائدة : ( 110 ) إذ قال الله . . . .
يحتمل أن يكون العامل في ^ إذ ^ فعلا مضمرا تقديره اذكر يا محمد إذ جئتهم بالبينات و ^ قال ^ هنا بمعنى يقول لأن ظاهر هذا القول أنه في القيامة تقدمة لقوله أنت قلت للناس وذلك كله أحكام لتوبيخ الذين يتحصلون كافرين بالله في ادعائهم ألوهية عيسى ويحتمل أن تكون ^ إذ ^ بدلا من قوله ^ يوم يجمع الله ^ ونعمة الله على عيسى هي بالنبوءة وسائر ما ذكر وما علم مما لا يحصى وعددت عليه النعمة على أن أمه إذ هي نعمة صائرة إليه وبسببه كانت وقرأ جمهور الناس أيدتك بتشديد الياء وقرأ مجاهد وابن محيصن آيدتك على وزن فاعلتك ويظهر أن الأصل في القراءتين أيدتك على وزن أفعلتك ثم اختلف الإعلال والمعنى فيهما قويتك من الأيد وقال عبد المطلب

( الحمد لله الأعز الأكرم أيدنا يوم زحوف الأشرم )
وروح القدس هو جبريل عليه السلام وقوله ^ في المهد ^ حال كأنه قال صغيرا ^ وكهلا ^ حال أيضا معطوفة على الأول
ومثله قوله تعالى ^ دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما ^ والكهولة من الأربعين إلى الخمسين
وقيل هي من ثلاثة وثلاثين و ^ الكتاب ^ في هذه الآية مصدر كتب يكتب أي علمتك الخط
ويحتمل أن يريد اسم جنس في صحف إبراهيم وغير ذلك
ثم خص بعد ذلك التوراة ^ والإنجيل ^ بالذكر تشريفا و ^ الحكمة ^ هي الفهم والإدراك في أمور الشرع
وقد وهب الله الأنبياء منها ما
تعالى ^ وإذ ^ في هذه الآية حيث ما تكررت فهي عطف على الأولى التي عملت فيها نعمتي و ^ تخلق ^ معناه تقدر وتهيى ء تقديره مستويا ومنه قول الشاعر


ولأنت تفري ما خلقت وبعض
القوم يخلق ثم لا يفري
أي يهيى ء ويقدر ليعمل ويكمل ثم لا يفعل ومنه قول الآخر من كان يخلق ما يقول

فحيلتي فيه قليلة
وكان عيسى عليه السلام يصور من الطين أمثال الخفافيش ثم ينفخ فيها أمام الناس فتحيا وتطير بإذن الله

وقد تقدم هذا القصص في آل عمران
وقرأ جمهور الناس كهيئة بالهمز وهو مصدر من قولهم هاء الشيء يهاء إذا ثبت واستقر على أمر حسن قال اللحياني ويقال يهيء وقرأ الزهري كهية بتشديد الياء من غير همز وقرأ أبو جعفر بن القعقاع كهيئة الطائر
والإذن في هذه الآية كيف تكرر معناه التمكين مع العلم بما يصنع وما يقصد من دعاء الناس إلى الإيمان
وقوله تعالى ^ فتنفخ فيها ^ وهو النفخ المعروف من البشر وإن جعل الله الأمر هكذا ليظهر تلبس عيسى بالمعجزة وصدورها عنه

وهذا كطرح موسى العصا

وكإيراد محمد e القرآن

وهذا أحد شروط المعجزات

وقوله ^ فيها ^ بضمير مؤنث مع مجيء ذلك في آل عمران ^ فأنفخ فيه ^ بضمير مذكر موضع قد اضطرب المفسرون فيه

قال مكي هو في آل عمران عائد على الطائر وفي المائدة عائد على الهيئة قال ويصح عكس هذا قال غيره الضمير المذكر عائد على الطين
قال القاضي أبو محمد ولا يصح عود هذا الضمير لا على الطير ولا على الطين ولا على الهيئة لأن الطين والطائر الذي يجيء على الطين على هيئة لا نفخ فيه البتة وكذلك لا نفخ في هيئته الخاصة بجسده وهي المذكورة في الآية وكذلك ^ الطين ^ المذكور في الآية إنما هو الطين العام ولا نفخ في ذلك
وإنما النفخ في الصور المخصوصة منه التي رتبتها يد عيسى عليه السلام فالوجه أن يقال في عود الضمير المؤنث إنه عائد على ما تقتضيه الآية ضرورة وذلك أن قوله ^ وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير ^ يقتضي صورا أو أجساما أو أشكالا وكذلك الضمير المذكر يعود على المخلوق الذي يقتضيه ^ تخلق ^ ولك أن تعيده على ما تدل عليه الكاف في معنى المثل لأن المعنى وإذ تخلق من الطين مثل هيئة ولك أن تعيد الضمير على الكاف نفسه فيمن يجوز أن يكون اسما في غير الشعر وتكون الكاف في موضع نصب صفة للمصدر المراد تقديره وإذ تخلق خلقا من الطين كهيئة الطير وقرأ عبد الله بن عباس كهيئة الطير فتنفخها فيكون وقرأ الجمهور فتكون بالتاء من فوق وقرأ عيسى بن عمر فيها فيكون بالياء من تحت وقرأ نافع وحده فتكون طائرا وقرأ الباقون طيرا بغير ألف والقراءتان مستفيضتان في الناس فالطير جمع طائر كتاجر وتجر وصاحب وصحب وراكب وركب
والطائر اسم مفرد والمعنى على قراءة نافع فتكون كل قطعة من تلك المخلوقات طائرا قال أبو علي ولو قال قائل إن الطائر قد يكون جمعا كالجامل والباقر فيكون على هذا معنى القراءتين واحدا لكان قياسا ويقوي ذلك ما حكاه أبو الحسن
من قولهم طائرة فيكون من باب شعيرة وشعير وتمرة وتمر وقد تقدم القول في الأكمه والأبرص وفي قصص إحيائه الموتى في آل عمران و ^ تخرج الموتى ^ معناه من قبورهم وكف بني إسرائيل عنه عليه السلام هو رفعه حين أحاطوا به في البيت مع الحواريين ومن أول ما منعه الله منهم هو الكف إلى تلك النازلة الآخرة فهنالك ظهر عظم الكف والبينات هي معجزاته وإنجيله وجميع ما جاء به وقرأ ابن كثير وعاصم هنا وفي هود والصف إلاسحر بغير ألف وقرأ حمزة والكسائي في المواضع الأربعة ساحر بألف فمن قرأ سحرا جعل الإشارة إلى البينات والحديث وما جاء به ومن قرأ ساحرا جعل الإشارة إلى الشخص إذ هو ذو سحر عندهم وهذا مطرد في القرآن كله حيثما ورد هذا الخلاف
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، اسم المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي ، دار النشر : دار الكتب العلمية - لبنان - 1413هـ- 1993م ، الطبعة : الاولى ، تحقيق : عبد السلام عبد الشافي محمد


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فائدة البحث : ــ مقارنة من كتب التفاسير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيوخ وأعضاء وزوار موقعنا الكرام
من عنده شرح أو تحليلوإيضاح أو إضافة فليتفضل مشكورا .
ويسعدنا بل يشرفنا مشاركاتكم وآرائكمالكريمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتقبلوا أجمل وأطيب دعواتنا





 
 توقيع : ابن الورد



رد مع اقتباس