عرض مشاركة واحدة
قديم 29 Nov 2016, 03:02 PM   #2
فراشة الربيع
وسام الشرف - قروب ـ رياحين الإخاء جزاها الله خيرا


الصورة الرمزية فراشة الربيع
فراشة الربيع غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 12360
 تاريخ التسجيل :  May 2012
 أخر زيارة : 28 Jul 2017 (08:48 PM)
 المشاركات : 3,189 [ + ]
 التقييم :  19
 الدولهـ
Egypt
 مزاجي
 وسائط MMS
وسائط MMS
 SMS ~

اللهم لا تصعب علينا أمرآ ، ولا تؤخر لنا دعوة ، وارضنا بجميل قدرك علينا..
لوني المفضل : Cadetblue
رد: إنهيار دولة أمام عالِم !!!!!





حمل الإمام أحمد ومحمد بن نوح من بغداد إلى طرسوس وفي الطريق السفر كان الإمام يتهجد ويصلي في جوف الليل ويدعو الله أن لا يلتقي بالمأمون ويلح في الدعاء وبالفعل استجاب الله تعالى دعائه ...

***

ففي رجب سنة 218 هجرية وقبل أن يصل الإمام أحمد وصديقه محمد بن نوح إلى طرسوس هلك المأمون فجأة بدون مرض ولا تعب فخلفه الخليفة المعتصم ورغم أنه لم يكن من أهل الفكرة من الأساس ولم يعتقدها إلا أنه انغمس في الفتنة وخاض فيها وأن المأمون أوصاه بذلك قبل وفاته..

***

فكان أول قرار أخذه المعتصم هو رد الإمام إلى سجن بغداد وسجنه هناك في غرفة ضيقة ومظلمة والقيود في يديه ورجليه فأصيب بالمرض في شهر رمضان فنقل إلى سجن أوسع مع عموم الناس ومكث في هذا السجن ثلاثين شهرا.

***

واصبح اهل الاعتزال يتناوبون علي زيارته ليناظرونه في خلق القرآن ويناظرهم وزادوا من قيوده وشددوا عليه وضايقوه فلم يزده ذلك إلا ثباتا وصمودا وآخرها تم حمل الإمام إلى مجلس المعتصم لتكون مناظرة علنية وكان المجلس يعج برجال البدعة والوزراء والقادة والحجاب والسيافون والجلادون ..

***

فبدأت المناظرة وكان كل مرة يقدم فيها الامام الحجه والبرهان ويرد علي بدعتهم ويقول : اعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله فهزمهم الإمام وأبطل حججهم القائمة على كلام الفلاسفة..

***

استمرت هذه المناظرة العلنية ثلاث أيام والإمام لم يتزعزع وبقي ثابتا مثل الجبل وخصومه من حوله تتساقط حججهم المعلولة وبدعهم المشوهة.

***

حتى كان اليوم الرابع حيث ضجر المعتصم من طول المناظرة وتحت تأثير وإغراء أحمد بن داوود حتى وصل التهديد بالضرب والجلد وأحضرت الخشبة والسياط وشد الإمام على العقابين "وهما خشبتين يشد الرجل بينهما للجلد" فخلعت يداه وأخذ يتناوب عليه الجلادون هذا يضرب ثلاث جلدات والآخر جلدة حتى بلغ عددها سبعة عشر سوطا ..

***

قام إليه المعتصم قائلا : علام تقتل نفسك ياأحمد؟!إني والله عليك لشفيق.

وجعل احد القادة في جيش المعتصم ينخزه بسيفه ويقول له: اريد ان تغلب هؤلاء كلهم؟ وجعل بعضهم يقول: ويحك إمامك الخليفة على رأسك قائم

وقال بعضهم :يا أمير المؤمنون دمه في عنقي اقتله يأمير المؤمنون انت صائم وفي الشمس قائم.

والمعتصم يقول: ويحك ياأحمد ماذا تقول؟ فيجيب الإمام بكل صمود: اعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله أقول به. فيأمر الخليفه بمواصلة الضرب


***

وأخذوا بضربه حتى تمزق ظهره من لهيب السياط والإمام صامد صمود الجبال الراسيات.


أمام هذا الثبات العجيب وشجاعة الامام احمد أمر الخليفة المعتصم بإطلاق سراحه.

وخرج الإمام أحمد وعاد إلى بيته بعد 28 شهرا من الضرب والحبس من سنة 218 هجرية إلى 221هجرية.

***

وانتهت محنة خلق القرآن وظهر الحق للناس ونجا الله الإمام أحمد بن حنبل من كيد الكائدين ومن ضلال المبتدعين . .......

***

هكذا ينتصر الحق وتنال الإمامة بالصبر والثبات

قال ابن خزيمة :
رحم الله أحمد بن حنبل، عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه، عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.





 
 توقيع : فراشة الربيع



مواضيع : فراشة الربيع



رد مع اقتباس