عرض مشاركة واحدة
قديم 06 Jul 2013, 09:48 PM   #2
الابن البار
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية الابن البار
الابن البار غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 2964
 تاريخ التسجيل :  Jul 2008
 أخر زيارة : 12 May 2020 (08:02 PM)
 المشاركات : 1,180 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الايات التي ذكر فيها الشيطان وتفسيرها (1)



الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ إِذَا جَعَلَ أَزَالَ مِنْ زَالَ عَنِ الْمَكَانِ فَقَوْلُهُ : ( فَأَخْرَجَهُمَا ) تَأْكِيدٌ وَبَيَانٌ لِلزَّوَالِ ، إِذْ قَدْ يُمْكِنُ أَنْ يَزُولَا عَنْ مَكَانٍ كَانَا فِيهِ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، وَإِنَّمَا كَانَ إِخْرَاجُهُمَا مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ ، لِأَنَّهُمَا خُلِقَا مِنْهَا ، وَلِيَكُونَ آدَمُ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ . وَلَمْ يَقْصِدْ إِبْلِيسُ - لَعَنَهُ اللَّهُ - إِخْرَاجَهُ مِنْهَا وَإِنَّمَا قَصَدَ إِسْقَاطَهُ مِنْ مَرْتَبَتِهِ وَإِبْعَادِهِ كَمَا أُبْعِدَ هُوَ ، فَلَمْ يَبْلُغْ مَقْصِدَهُ وَلَا أَدْرَكَ مُرَادَهُ ، بَلِ ازْدَادَ سُخْنَةَ عَيْنٍ وَغَيْظَ نَفْسٍ وَخَيْبَةَ ظَنٍّ . قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى فَصَارَ عَلَيْهِ السَّلَامُ خَلِيفَةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ بَعْدَ أَنْ كَانَ جَارًا لَهُ فِي دَارِهِ ، فَكَمْ بَيْنَ الْخَلِيفَةِ وَالْجَارِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَنُسِبَ ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ ; لِأَنَّهُ كَانَ بِسَبَبِهِ وَإِغْوَائِهِ . وَلَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ التَّأْوِيلِ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ إِبْلِيسَ كَانَ مُتَوَلِّيَ إِغْوَاءِ آدَمَ ، وَاخْتُلِفَ فِي الْكَيْفِيَّةِ ، فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَغْوَاهُمَا مُشَافَهَةً ، وَدَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ وَالْمُقَاسَمَةُ ظَاهِرُهَا الْمُشَافَهَةُ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ ، وَذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ : دَخَلَ الْجَنَّةَ فِي فَمِ الْحَيَّةِ وَهِيَ [ ص: 295 ] ذَاتُ أَرْبَعٍ كَالْبُخْتِيَّةِ مِنْ أَحْسَنِ دَابَّةٍ خَلَقَهَا اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَ أَنْ عَرَضَ نَفْسَهُ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْحَيَوَانِ فَلَمْ يُدْخِلْهُ إِلَّا الْحَيَّةُ ، فَلَمَّا دَخَلَتْ بِهِ الْجَنَّةَ خَرَجَ مِنْ جَوْفِهَا إِبْلِيسُ فَأَخَذَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نَهَى اللَّهُ آدَمَ وَزَوْجَهُ عَنْهَا فَجَاءَ بِهَا إِلَى حَوَّاءَ فَقَالَ : انْظُرِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، مَا أَطْيَبَ رِيحَهَا وَأَطْيَبَ طَعْمَهَا وَأَحْسَنَ لَوْنَهَا فَلَمْ يَزَلْ يُغْوِيهَا حَتَّى أَخَذَتْهَا حَوَّاءُ فَأَكَلَتْهَا . ثُمَّ أَغْوَى آدَمَ ، وَقَالَتْ لَهُ حَوَّاءُ : كُلْ فَإِنِّي قَدْ أَكَلْتُ فَلَمْ يَضُرَّنِي ، فَأَكَلَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَحَصَلَا فِي حُكْمِ الذَّنْبِ ، فَدَخَلَ آدَمُ فِي جَوْفِ الشَّجَرَةِ ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ : أَيْنَ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : أَنَا هَذَا يَا رَبِّ ، قَالَ : أَلَا تَخْرُجُ ؟ قَالَ : أَسْتَحِي مِنْكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : اهْبِطْ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي خُلِقْتَ مِنْهَا . وَلُعِنَتِ الْحَيَّةُ وَرُدَّتْ قَوَائِمُهَا فِي جَوْفِهَا وَجُعِلَتِ الْعَدَاوَةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ بَنِي آدَمَ ، وَلِذَلِكَ أُمِرْنَا بِقَتْلِهَا ، عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانُهُ . وَقِيلَ لِحَوَّاءَ : كَمَا أَدْمَيْتِ الشَّجَرَةَ فَكَذَلِكَ يُصِيبُكِ الدَّمُ كُلَّ شَهْرٍ وَتَحْمِلِينَ وَتَضَعِينَ كُرْهًا تُشْرِفِينَ بِهِ عَلَى الْمَوْتِ مِرَارًا . زَادَ الطَّبَرِيُّ وَالنَّقَّاشُ : وَتَكُونِي سَفِيهَةً وَقَدْ كُنْتِ حَلِيمَةً . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : إِنَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ إِلَى آدَمَ بَعْدَ مَا أُخْرِجَ مِنْهَا وَإِنَّمَا أَغْوَى بِشَيْطَانِهِ وَسُلْطَانِهِ وَوِسْوَاسِهِ الَّتِي أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ، كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَسَيَأْتِي فِي الْأَعْرَافِ أَنَّهُ لَمَّا أَكَلَ بَقِيَ عُرْيَانًا وَطَلَبَ مَا يَسْتَتِرُ بِهِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ الْأَشْجَارُ وَبَكَّتُوهُ بِالْمَعْصِيَةِ ، فَرَحِمَتْهُ شَجَرَةُ التِّينِ ، فَأَخَذَ مِنْ وَرَقِهِ فَاسْتَتَرَ بِهِ ، فَبُلِيَ بِالْعُرْيِ دُونَ الشَّجَرِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقِيلَ : إِنَّ الْحِكْمَةَ فِي إِخْرَاجِ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ عِمَارَةُ الدُّنْيَا .

يتبع..



 

رد مع اقتباس